الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس تدخل في النور من باب دخله عرفات متسللا.. قلبي وعقلي معها!!

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

2006 / 3 / 5
القضية الفلسطينية


زيارة وفد حركة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي فيها خالد مشعل للعاصمة الروسية موسكو في الثالث من آذار (مارس) عام 2006، تمثل منعطفا هاما في مسار القضية الفلسطينية، ستقود إلى تطورات في اتجاه تحريك العملية الرامية إلى تسوية الصراع الفلسطيني (ببعديه العربي والإسلامي والإنساني التحرري النوراني)، والإسرائيلي ببعده الظلوم المستند إلى قوة الغاب والعنصرية المنغلقة والمصالح الاستعمارية الجائرة.
وكانت القضية الفلسطينية، قد شهدت منعطفا هاما بدأ بدخول فلسطيني من بوابة موسكو ذاتها، عندما صاحب ياسر عرفات، الرئيس المصري الأسبق، والزعيم العربي القومي، جمال عبد الناصر، في أول زيارة له لموسكو، التي كانت عاصمة لدولة الاتحاد السوفيتي، بعد هزيمة لجيوش مصر وسوريا والأردن، أمام الجيش الإسرائيلي في حرب حزيران عام 1967، والتي انتهت باحتلال الدولة الصهيونية لباقي الأراضي الفلسطينية التي لم تكن قد احتلتها في حرب عام 1948.
ودخول مشعل وعرفات من بوابة موسكو، هو في الحقيقة دخول للعالم، قام به مشعل في النور، ولكن عرفات، قام به بالتسلل لموسكو، في طائرة الرئاسة المصرية، التي لم يكن مضيفي عبد الناصر والوفد المرافق له، يعرفون أن ياسر عرفات، يصاحب الوفد، وباعتباره أحد أعضائه، إلى أن قام الرئيس عبد الناصر بتقديم عرفات لزعيم الاتحاد السوفيتي، باعتبار عرفات، الناطق الرسمي لحركة فتح حينئذ، ممثلا للشعب الفلسطيني.
دخول عرفات لبوابة موسكو قبل حوالي 48 عاما، فتح أمام الحركة الفلسطينية، بقيادة حركة فتح، الأفق الدولي الذي انتهى دخوله، بالفلسطينيين، إلى اتفاقيات أوسلو التي وافقت فيها منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة عرفات، على الاعتراف بدولة اسرائيل، وقيام سلطة في مناطق انسحبت منها اسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ومنذ قيام السلطة، عام 1994، ظلت حركة حماس، ترفض اتفاقات أوسلو، ورفضت دخول الانتخابات التشريعية في الضفة والقطاع، عام 1996، لاستنادها الى اتفاقات أوسلو..
وفي عام 2006، شاركت حركة حماس، ومعها حركات أخرى رفضت أوسلو، في انتخابات أسفرت عن فوز حركة حماس بأغلبية أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، مما منحها حق تشكيل حكومة السلطة، والصعود إلى قمة هرم القيادة السلطوية..
ويبدو واضحا، أن حركة حماس، تعي الفرق بين وضعها في صفوف المعارضة، ووضعها في قمة الهرم القيادي. وتثبت كل يوم أنها قادرة على التعامل بذكاء سياسي مع التغيرات التي وسمت وضعها.. وزيارة وفد حماس، لموسكو، دليل على أن الحركة، تمتلك القدرة على المرونة التي تؤهلها للتكيف مع وضعها الجديد، الذي لا تملك معه، غير التعامل المباشر، مع قوى السياسة المحلية والإقليمية والدولية، خاصة تلك التي وصفتها، ولا تزال، دون وجه حق، بأنها تنظيم إرهابي.
والتعامل السياسي، مع وقائع العالم، يأخذ بعين الاعتبار موازين القوى، وهي لا شك راجحة، بالمقياس المادي، اللا أخلاقي، لصالح قوى اقليمية، ومحليه، تضغط في اتجاه تخلي حركة حماس عن رؤيتها الإيديولوجية، والجهادية المسلحة، لصالح الاعتراف بشرعية الاحتلال الصهيويي والتفاوض السياسي معه.
استحقاقات الفوز، تفرض على حركة حماس، أن تتعاطى مع عالم يرفض التمسك بالمبادىء والحقوق الأساسية للشعوب، وفي مقدمتها حقها في الحرية فوق كامل ترابها الوطني.. ولكنها – استحقاقات الفوز – تفرض على حركة حماس، أيضا، أن تحافظ على قوتها الذاتية، التي استمدتها من دماء الشهداء، وعذابات الأسرى والشعب كله، ومن تأييد جماهيرها لها، التي أوصلتها لقمة هرم القيادة..
بين الاستحقاقين، العالمي والوطني، تمتد مساحة ضيقة، لتحرك ينبغي أن يكون محسوبا بدقة وذكاء، لكي لا تفقد حركة حماس، فوزها، الذي قادها لعبور باب يفتح على العالم كله، دخله عرفات من قبل عشرات السنين، متسللا، بين اعضاء الوفد المصري بقيادة عبد الناصر،.. ولكن دخول حماس، يأتي في النور، وعلى ارضية سلطة أثمرها الدخول بالتسلل، بعد مسار طويل.. فكيف تفعل حركة حماس، أمام مهمة ليست سهلة، وأول مصاعبها أن تحافظ على فوزها؟!
ومع وعيي بالصعاب، فإنني أناشد حركة حماس، الداخلة من باب النور للعالم، بعد أن دخلت بوابة القيادة السلطوية، من باب النور الديمقراطي، أن تكشف لنا، بوضوح نوراني، ما هي خطتها للمستقبل؟ وكيف ستواجه العقبات التي انتصبت في وجه عرفات، طوال نضال طويل.. فاضطر لقبول الدخول في تسوية ترتكز للتخلي عن 78% من أرض فلسطين..
نلح على حماس في مناشدتنا لها.. أن لا تفاجئنا، بخطة سرية، تتفاوض عليها، كما فعل عرفات، عندما أوهم العالم، أنه يفاوض إسرائيل، بوفد كان يقوده حيدر عبد الشافي، وكانت الحقيقة أن التفاوض الفعلي، كان يجري في قنوات سرية، في أوسلو، كان يقودها رئيس السلطة الراهن، السيد محمود عباس!!
مشعل حماس، دخل بوابة موسكو، للعالم، في النور.. ومطلوب منه، أن يواصل رحلته في النور.. أليست حركة حماس، حركة ربانية؟! وأليس الله ربنا، بوصف النبي الكريم له: نورانيا؟! فهل من سبيل أمام حركة حماس، طالما التزمت بربانيتها الحركية، إلا أن تظل حركة نورانية؟!
قلبي وعقلي معها، في معركة مواجهة كل باطل.. ولتكن قلوبنا وعقولنا كلنا معها.. إن حركة حماس منا ولنا!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواندا: جيل كاغامي • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيرانيون يتوجهون لصناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلادهم.




.. كيف تراشق ترامب وبايدن خلال المناظرة الرئاسية التي نظمتها CN


.. استخبارات غربية: إسرائيل و-حزب الله- وضعا خطط الحرب بالفعل




.. رئاسيات إيران.. كم عدد الأصوات التي قد يحصل عليها المرشحون و