الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوتشي, لماذا؟

خالد قنوت

2018 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


جملة من الاسئلة العبثية في زوبعة التعليقات التي تتناول (مؤتمر الشعب السوري !) في سوتشي, ربما هذه الاسئلة تسعى لاجوبة قد قد تشعل شمعة في هذه العتمة التي نعيشها كسوريين:
لماذا اصرت روسيا البوتينية على فكرة قيام مؤتمر يرسم مستقبل لسورية رغم كل المؤشرات التي تقول أن هناك قوى عالمية و اقليمية لن تشارك او تدعم او تقبل بهذا الاستئثار الروسي بالكعكة السورية؟
لماذا قامرت روسيا بوضعها السياسي و ربما العسكري لاحقاً في سورية عندما تغافلت عن مقرارات مؤتمر جنيف 1 الذي شاركت بصياغته و الذي يرسم مسار للحل السياسي في سورية منذ بدايات الثورة, فأعلنت عن مؤتمر رديف يحقق مصالحها و بعض مصالح ايران و تركيا في سورية دون الشريك الامريكي؟ مع العلم ان الامريكان لديهم تواجد عسكري في سورية كما هي روسيا.
لماذا تعاملت روسيا البوتينية مع الكم على حساب الكيف في سوق بعض السوريين من الموالين و المعارضين الى سوتشي في مؤتمر مدته يوم واحد للحوار او لتقرير مصير سورية و شعبها بطريقة هزلية و مهينة للجميع؟
لماذا كانت دعواتها للمعارضين عبر قصفها الوحشي للمدن و القرى السورية الثائرة او الخارجة عن سيطرة نظام الاسد و لم تكن بطرق دبلوماسية او سياسية او اغاثية لتبيض وجهها الاسود امام السوريين؟
لماذا تقبل تركيا بالمشاركة بمؤتمر سوتشي رغم انها تعرف تماماً أنها لن تحصل من الكعكة السورية سوى على ضمانات بعدم قيام دولة كردية على حدودها الجنوبية مع سورية؟
لماذا تشارك ايران بمؤتمر سوتشي و هي متيقنة أن اي تسوية في سورية ستكون على حساب تواجدها في سورية و مصالحها فيها بطبيعة البقاء للاقوى في الصراعات الدولية؟
لماذا مارست هيئة المفاوضات المعارضة سياسة الانتظار حتى آخر لحظة لتعلن عدم مشاركتها في المؤتمر رغم كل المؤشرات الواضحة بأن المؤتمر هو تسويق لبقاء النظام بكل اشكاله الامنية الدموية مع التأكد العلني على بقاء الاسد بعيداً عن المساومات؟ هل كانت تنتظر مساومات معينة أو كانت بانتظار الضوء الاخضر او الاحمر الامريكي مع كل التجربة المريرة التي خاضتها هذه المعارضات بانتظار غودو الامريكي؟
لماذا شارك المندوب الاممي ديموستورا في المؤتمر مع انه تقويض لعمله خلال سنوات طويلة و جهد مضني في مؤتمرات جنيفات و فيينا الماضية؟
و أيضاً, لماذا تدعو روسيا البوتينية شخصيات لا يمكن بوصفها سوى بالسوقية و السطحية و بعضها الاجرامية على انها شخصيات عامة سورية لبحث موضوع وطني و مصيري كموضوع الحل في سورية؟ هل هو تعميم لسياسة افراغ المجتمع السوري من الشخصيات الوطنية السياسية و الاقتصادية و الثقافية ... و حتى العسكرية التي يمكن أن تنقذ و تعيد بناء الدولة السورية المنشودة, كحالة مستمرة مارسها الجميع دولاً و اجهزة و مؤسسات دولية و اقليمية و حتى معارضات سورية منذ بداية الثورة عام 2011؟
هل افراغ سورية من قواها البشرية الفاعلة و العقلانية و الفكرية هو الطريق الاسهل لتكريس الاحتلال (او الاحتلالات) او للوصاية الدولية غير الشرعية على مصير وطن وشعب اراد أن يسقط مافية و عصابات كانت تحكمه بالحديد و النار و الاذلال فكانت نصيبه أن يعيش كارثة وطنية و انسانية لم يشهد لها التاريخ البشري مثيلاً في الجحود و التشويه و التجاهل؟
هل يمكن لنا نحن السوريين أن نستقي العبر من هذا الفشل المافيوي الروسي و نستفيد منه لما يفيد انقاذ بلدنا و تحريرها و بناء دولتها الحرة على كامل ترابها الوطني؟ فربما الدب الروسي اليوم في مأزق سياسي كبير فنقوم بواجبنا الوطني تجاهه المتمثل بكلمة شعبية نستعملها بلغتنا العامية الجميلة, (غمقلوا)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ