الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس دفاعا عن أحد !

طلال ابو شاويش

2018 / 2 / 2
القضية الفلسطينية


ليس دفاعا عن أحد... "اللاجئون" هي قضية الكل الوطني !
ما أن هب موظفو الأنروا للدفاع عن قضاياهم الوطنية و النقابية حتى انبرى بعض الموتورين لمهاجمتهم بمنتهى الصفاقة، و التهكم على تحركهم، متهمينهم بالسلبية و عدم التحرك والنزول إلى الشارع، إلا حين مس الهجوم الصهيو-أمريكي مصالحهم الضيقة !
هؤلاء الموتورين الصغار ذوي الأحكام الشمولية السخيفة محدودي الفهم لما يجري على الساحة ،لذا جاءت إشاراتهم باهتة و تعميماتهم سطحية و تعليقاتهم ساذجة!
نعم تحركنا حين تفاقمت الأزمة بوكالة الغوث ...تحرك كافة الموظفين من مختلف البرامج والدوائر فيها و نزلوا إلى الشارع ليصرخوا في وجه المتآمرين معبرين عن رفضهم المس بحقوق اللاجئين عموماو بحقوقهم ضمنيا...وهنا وجب التأكيد على ما يلي :
أولا/ لا غرابة في أن تتقاطع المصالح الشخصية لشريحة ما مع المصالح الوطنية العليا، فاستمرار عمل الأنروا كرمز مركزي لقضية اللاجئين يحقق موضوعيا مصالح هؤلاء الموظفين...وهذا السياق ليس مأخذا و لا تهمة توجه إلى موظفي الأنروا .
ثانيا/لم ننزل إلى الشارع و عيوننا على الراتب فقط، وكأنه المقدس المطلق...نزلنا ووعينا الجمعي بمختلف ولاءاتنا وانتماءاتنا على قضية اللاجئين أولا وثانيا و عاشرا...هذا لأننا من داخل المشهد أكثر من يدرك ما الذي يجري و ما هي الأهداف الدنيئة وراء التقليصات والضغوطات على الأنروا...وما قضية رواتب الموظفين سوى تفصيلة صغيرة وسط بحر السياسة الهائج المضطرب!
ثالثا/تحرك موظفي الأنروا الحضاري هذا ليس سوى بداية لما يجب ان يتبعه من تحركات فالتهديد خطير و سيطال كافة مناحي الحياة في قطاع غزة خصوصا وأننا نعرف بأن موازنة البرامج و المشاريع والخدمات التي تمثل ثلث الموازنة العامة تساوي صفر،وعليه لن تتمكن الأنروا من تقديم دعمها العيني الدوري لمليون لاجئ ، وكذلك هو الحال بالنسبة لموازنة برامج الطوارئ...يحدث هذا في وقت يعاني فيه اهالي القطاع من أوضاع رثة و أزمات حياتية خانقة وغير مسبوقة...فكيف سيكون الحال في القطاع لو مرت هذه المؤامرة ؟!
ثالثا/موظفو الأنروا البالغ عددهم أقل من أربعة عشر ألفا يمثلون أقل من خمسة بالمائة من القوة العاملة في قطاع غزة لهذا فمن السخف والسذاجة اتهامهم بالسلبية والتقصير تجاه مختلف القصايا الوطنية الأخرى...هذا الاتهام معيب... فموظفي الأنروا كغيرهم من أبناء شعبهم،لصيقين بمجتمعهم، و لهم انتماءاتهم المختلفة و قدموا الشهداء والجرحى و الأسرى كما أن الكثير منهم يشكلون قادة لمؤسسات و هيئات وأندية و كثير من الفعاليات المجتمعية المتنوعة...ولست هنا بصدد ذكر الأرقام أو طرح النماذج..فأي إنسان يمكنه البحث بسهولة والتيقن من هذا الدور الحيوي للكثير منهم ...وهنا لا أقدم عنهم حكما أو تعميما مطلقا أبدا، فربما كان هناك السلبيون و المترددون بينهم ،و لكن هذا شأنه شأن أي تجمع أو حركة أو حزب حيث يوجد فيها الغث و السمين!
رابعا/مطلوب من كافة الفعاليات والهيئات السياسية والمجتمعية المختلفة، تكريس أعلى مستوى من التنسيق بينها، وتوحيد الجهود في مواجهة هذا التهديد الخطير ،المتمثل بإنهاء عمل الأنروا، و تحويل موازناتها ومهامها إلى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة...هذا التوجه الخطير يعني، شطب رسمي لقضية اللاجئين ،الثابت الأهم في قضيتنا الوطنية...فالأنروا أنشأت بقرار خاص بالنكبة الفلسطينية...أنشأت لرعاية و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين لحين عودتهم إلى ديارهم التي تشردوا منها...لذا فإن شطبها و إنهاء عملها و تولي المفوضية العليا لمهامها يعني تحويل القضية الفلسطينية من قضية وطنية سياسية بامتياز إلى قضية إنسانية فقط...و سيكتفي العالم حينها بإلقاء الحليب و المواد الإغاثية من طائراته على سواحل غزة كما يفعل في الصومال و دارفور وغيرها من مناطق الصراعات، ليقتتل الجائعون عليها !
ويا لسوريالية المشهد القاتم حينئذ ؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -