الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عُزلة تقاسمُني صَبري

ادريس الواغيش

2018 / 2 / 2
الادب والفن


عُـزلة تُـقـَاسِمُـني صَبْـري
بقلم: ادريس الواغيش

كـَأنفاس مُثقـَلة بالجرَاح
يلفـَظها الرِّيـح
دَعْـهُ ينسلُّ من ذاكـرتي
كمَا لو أنَّ رَاعيَ قـَوسَ قـُزح
نسيَ ألوانـَها سَهواً
ثم أُصيبَ بالعَمى كمَدًا
ونـَام...
ذكـِّرْني بزَهو البَساتيـن في الأمس القريب
إن كنت تذكرُ حـَارسالكـُروم العصبيّ
مَـرَّت طفولتنا بسُرعة
وعـُدنا نبحَث عنها في تثاقـُل
مثل حَـلزون شتوي
دعني الآن أغـَازل ما تبقى من نـَدى الزُّهور
وَحْـدي
مُرَدِّدًا أغاني الحَصـَّادات
في غياهب ألحان الصِّبا
وَرَائي صُوَرٌ مَلساءُ قد نامَت
ثم تلاشت في صدى السِّنين
أمَامي عَصافير صغيرة نسَت أناشيدها
وتبخـَّرت ورَاء الرُّبى في صَمت
تزرَع بُـذورَ فَجر جَـديد
دَعنا ننعَم بالوُعود
وقد خانتنا أمَانينا
نحلقُ كل يوم بحثـًا عن أحلام قديمة
ذَبـُلت كقـُبلات على شِفـَاه عاشق يَائِـس
ثم يَـبُسَت
نعودُ إلى هَسْهَسات الأمس
الآلام تزحَـف نحْـوَنا من كل الجهات
والقلقُ يلتهمُ ما تبقى من صَبرنا
كيف أجدُني إذن حين أمُوت
هل تختفي كل النـُّدوب من وجهي
هل تنمَحي كل الصِّـفات؟
هل يَعُودُ لي ما سُرق من قـُبلات
أم أستفيق مذعـُورًا مثل العًصافير،
على أحذيَـة تَـخبطُ أديمَ هذي الأرض؟
ماذا لو كتبتُ اسمَك بالحِبْر السرّي
أَكانت تشكـَّلت أحلامٌ أخرَى بين يديَّ
أم لأنَّ الأحلام لم تكـُن واضحَة بما يكفي
كل شيء أصبح ذكرى وذاكرة؟
الرَّجل الحَكيم
العَجُوز الصَّالحَة
المسجد العتيق
بيتُنا القديم
دَعْ وَحْـدَتي الآن
تـُقاسِمُني صَبْـري
لا توقظ ما تبقىّ من أحلامي
واختر لك ما شئت من المَـنام
دَعْـها ثملة وبَاردة‼








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان محمد الجراح يرد على منتقديه بسبب اتجاهه للغناء بعد دو


.. بأغنية -بلوك-.. دخول مفرح للفنان محمد الجراح في فقرة صباح ال




.. الفنان محمد الجراح: قمت بالكثير من الأدوار القوية لكنها لم ت


.. نقيب المهن التمثيلية يكشف حقيقة شائعة وفاة الفنان حمدى حافظ




.. باراك أوباما يمسك بيد جو بايدن ويقوده خارج المسرح