الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


5 ملايين دولار هدية للنظام لا للمعارضة

حازم العظمة

2006 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


من يديرون السياسة الخارجية الأمريكية ليسوا أولادأ، و لم يولدوا البارحة ، و ليسو مجموعة من الحمقى و لا الجهلة ... من يديرون السياسة الخارجية الأمريكية لديهم " نظرييون" و أكاديميون من أعلى المستويات و يستفيدون من أبحاث أنفقت عليها جهود هائلة و أموال طائلة و خبراء في الدعاية السياسية و في علم النفس ، و الجغرافيا و التاريخ و ما شئت َ ... ، و من تفصيلات هذا أن لديهم مختصون في علم نفس الشعوب " الإسلامية" و الشعوب " الهمجية" و الشعوب من كل الأصناف ، و حتى لديهم و لدى أجهزة استخباراتهم إختصاصيون في اللهجات المحلية و أحد هؤلاء يستطيع أن يتحدث إليك بلهجة أهل " الميدان " في دمشق ، و بعد قليل ، إن طلبت منه، سيحدثك بلكنة " باب توما " و سيشرح لك الفرق ، و ستجد أنه حصل على شهادة دوكتوراه في لهجات دمشق و أنه درس هذا في دمشق لأكثر من عشر سنين .. إلى أخر ذلك ...
، وهم يعرفون تماماً ، من جملة ما يعرفونه ، أنهم يستطيعون أن يقدموا أموالاً أكثر بكثير من خمسة ملايين دولار لـ " معارضة" ما سورية بدون أن يعرف أحد ، و أنهم ربما يقدمونها فعلاً لـهذا " النوع" بالتحديد من " المعارضة" و لكن بصورة سرية ، أعني المعارضة التي تشبه الجلبي و الجعفري و أصحاب العمامات من كافة الأنواع التي أتوا بها إلى بغداد من أجل عيون " الديموقراطية " ... القائمة طويلة بطبيعة الحال ، أعني قائمة " المعارضين" العراقيين ... الذين الآن هم " حكام" بغداد ..
ما كنت أقوله أيضاً أن السياسة الأمريكية عامة ، و ليس الخارجية فحسب ، رغم كل الإعلانات و الإدعاءات ، أبعد ما تكون عن الشفافية ، هذه الكلمة التي اشتهرت منذ غورباتشوف و إن أحببتم أن تتأكدوا تابعوا ملفات السياسة الخارجية البريطانية و الأمريكية في العالم كله ، " الشفافية "هي ما يقولونه للـ " العامة" و " الرعاع" و الحمقى ...

الأسئلة الآن ، بعد هذه المقدمة هي :
لماذا أصيبت الإستخبارات و وزارة الخارجية فجأة بهذه " الفيض" من " الشفافية " حتى تعلن عن : تقديم 5ملايين دولار للمعارضة السورية ... و من ثم أذيعت هذه " المكرمة" و أ ُشهرت بعشرات الطرق و آلاف المرات و في كل الفضائيات و على " رؤوس الأشهاد " كما يقولون ...

السؤال الثاني ، و هو بصورة طبيعية يعقب الأول :
إذاعة هذه " المكرمة" هكذا – على رؤوس الأشهاد – في بلد كل من فيه يمقت أمريكا بوش و عصابته ألا يساعد النظام مساعدة – لا تقدر بثمن – ( أيضاً كما يقولون) في " حربه" الخاصة ضد المعارضة .... ، رغم أنهم ، أعني الأمريكان – أو ربمالأنهم - يعرفون تماماً أن المعارضة السورية كلها تعتبر أن السياسة الأمريكية هي ما أوصل الشعوب العربية و ليس السوريين فحسب إلى هذه الحال ... ، و أن لا أحد من هؤلاء المعارضين سيقبل مساعدة أمريكية – مالية أو غيرها ...

أنا شخصياً لا أنتظر كثيرأ أجوبتكم ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-