الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترى كم باريناً ستهب روحها قربانا على مذبح خذلاننا؛ كي نستفيق؟

كريم بياني

2018 / 2 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


لم تأتوا بجديد، بل أكدتم بشناعة الفعل الذي ارتكبتموه على كل قيم ومعاني الجريمة والحقد والوحشية التي تسري في عروقكم مسرى الدم، فلم يكن السبي والتمثيل بالجثث في يوم من الايام الا من أسمى شيمكم وعنوان رجولتكم المستلبة، مع الحليب رضعتم الكره والحقد واحتقار كل ما هو انساني ونبيل، تربيتم على أن تكونوا عبيدا لشهواتكم ولشبقكم الجنسي، وعشتم وهما ساذجا مفاده أنكم الأخْيَر والأكمل عقلا والأقوى جسدا والأوجهُ مكانة اجتماعية، في الوقت الذي لم تكونوا فيه ولازلتم إلا حثالة البشر. ثم تأتي لبوة كردية؛ تحمل في وجدانها كل تاريخ الظلم والاضطهاد، وفي ذاكرتها قروناً من الغزوات والسبي وقصص الانفال، ونصب عينها ربيعاً يمنح السلام والورود لأطفالها الآتين ولكل أطفال العالم. تأتي هذه اللبوة لتكشف القناع عن قبح وجوهكم الكريهة والمتوحشة وتثبت كل الزيف الـذي حاولت نصوصكم خداع العالم المتحضر به، جاءت لتبطل كل ما لقنتكم الصفحات السوداء على مر العصور من هراء وخداع، جاءت لتدوس على كل القيود والمحرمات والوصايا التي صغتموها للحط من قدر المرأة وقيمتها. جاءت لتقول لكم أنا الأقوى والأنبل وأنا الأكمل منكم عقلاً ووعياً وأنا الأعدل منكم قضيةً وأنا الأوفر منكم قبولاً وتأييداً ووجاهةً. فكشفت للعالم المتحضر؛ قاع الحضيض الذي يأويكم كذئاب متوحشة وكائنات منحطة. وهـذا ما اغاضكم وأثار حفيظة نفوسكم المريضة.
إنكم لم تعرّوها، بل عرّيتم عجزكم وزيف تاريخكم وكل ماضيكم، عرّيتم وضاعة ما تدعون أنها قيم ومبادئ مقدسة، عرّيتم كل ما كنتم تتبجحون بها من قيم الشهامة والرجولة التي لم تكونوا في يوم من الأيام أهلا لها. لقد ظننتم واهمين وساذجين أنكم بتعريتها ستنالون من شرفها، أو تستردون شيئا من كرامتكم المتمرغة في الوحل، لكن لغبائكم الذي توارثتموه من جيل الى جيل؛ لم تعرفوا أنكم عرّيتم ما حاولتم ان تستروه على مر التاريخ من شبق حيواني وحقد وشهوة قتل متأصل في شخصيتكم المريضة. وأثبتم أن الشرف والكرامة كانا غائبين في كل ما خضتم من حروب وغزوات.
لقد انتصرت بارين عليكم وعلى رجولتكم وعلى كل قيمكم، أُسقط في يدكم، فأردتم أن تثأروا لفحولتكم وذكوريتكم المتمرغة في الطين والعُنّة، فلم يبق في يدكم الا أن تمارسوا ساديتكم على جسد هو أطهر من كل معاني الطهر لديكم؛ هـذا إن كان ثمة معان للطهر والشرف لديكم!!.
يبقى هنالك غصة في النفس وألماً في القلب، إن هـذه الجريمة عرّت زيف كل ما يدعيه العالم المتحضر من قيم ومبادئ إنسانية. فأمام أعين أمريكا وعلى ظهر الدبابات الألمانية يرتكب أردوغان المعتوه والأرهابيين الموالين له أفضع الجرائم بحق الأنسانية. وهي ليست المرة الاولى التي يسكت فيها هـذا العالم على امتهان كرامة الانسان من قبل كائنات حيوانية مجردة من الشرف، تمولها دولة يحكمها مجنون يحلم باستعادة عرش سلطنة مارقة وفاسدة. ففي الامس القريب سكت هـذا العالم عن الجرائم التي ارتكبها النظام الايراني وميليشياته والخونة الكورد المتآمرين معه؛ بحق كركوك والمناطق الاخرى من جنوب كوردستان.
وفي الأخير هنالك عريٌّ أخر كشفته بارين، ذلك هو عريّ فشلنا وتشرذمنا وتفككنا، وخواء عزيمتنا وإرادتنا، ترى أما كان بالإمكان أن ندافع نحن ايضا عن كركوك والمناطق الأخرى المغتصبة من أرض الأقليم ولو لبضعة أيام، ملقنين الخونة درسا؛ مفادها أن الخيانة لا يمكن لها أن تنال من إرادة أمة ذات قضية عادلة.. لكننا مع الاسف لم نفعل، لسبب بسيط جدا؛ هو أننا فشلنا وعلى مدى عقدين من الزمن في بناء قوة كوردستانية موحدة وتحت إمرة قيادة واحدة. مثلما فشلنا في بناء نظام إداري ومالي محكوم بهيبة وقوة القانون لا بأمزجة ونفوذ الأحزاب والأفراد. ترى كم باريناَ ستهب روحها قربانا على مذبح خذلاننا؛ كي نستفيق؟!











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال