الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمحة والديك

كمال تاجا

2018 / 2 / 4
الادب والفن


القمحة والديك

نحن كشعب طيب الأعراق
يمكن أن نقتنع
أننا لسنا حبات قمح ~~ فقط
ومن وجهة نظرنا
وحتى ولو كنا نندرج
فوق قامة الحقول
لنملأ سهول الخصب
بمخزوننا الاستراتيجي
~
ونقف بصف الذود عن الحمى
كحصاد قادم
ونقدم ثقل رؤوسنا
من النضوج
وعلى وشك الرزم
ونرتص كسنابل
في كل حقل
شد أزر
~
ورضينا وعن طيب خاطر
منبت أصل
على أن ننحني منتظمين
لاجتثاث رقابنا
في أوقات الحصاد~ الوطني
~
واندرجنا في متابعة مسيرتنا
كقوم قوت
من حشود القمح المرصوص
للهمم
فوق السنابل
~
وكنا غاية بالسعادة
ونحن نتجمع فوق البيادر
في مسيرة
طحن وعجن
من أجل تحضير
رغيف خبز
لملء نهم هذا الجوع العتيق ~لشعب
ولسد رمق
أمة مغلوبة
على طحينها
وبالاكتفاء الذاتي
~
وكنا نعتقد
من أننا نستطيع أن نطلق
أرجلنا بالفلاة
كمواسم خير
في كل فصل
~
وصدقنا أقاويلهم
من أننا يمكن أن نجري
فوق الحقول
إلى ما لا نهاية
وفي امتشاق أعناق سخية
لتحصيل الرزق
~
ولو أنه وصلت معنا
سوء الأهوال
حتى أعتقدنا
أننا تحولنا
إلى حبات قمح
من الدأب
مثل كل الشعب
~
واستولت هذه العقدة الأهلية
على عقولنا
مهما وضعونا في مصحات عقلية
وعند أطباء ذوي الخبرة
طوال رص صفوف
من رزم السنابل الطويلة
في مسيرة النمو
~
ونحن نحافظ
على القمحة التي
في رؤوسنا
خوفاً من الديكة
المتربصين بنا
ومن كل جانب
~
حتى جاءت
سلطة البلاء العظيم
وأصبحت سنابلنا
مطلوبة
للحصد
~
والحق يقال
من أنه جاء وقت
إفشاء سر
القمحة التي كبرت
في جباهنا
~
حتى بادرت السلطة
بالأشراف على علاجنا
~
وعمل أولياء الأمر
جهدهم لنقتنع
من أننا لسنا
من قش هش
كسكان حقل
~
ولا كنا أصحاب غرف قمح
ولا يوجد منا
أنسباء
لمنجل
يرتقي لحصّادة
~
مع العلم من أننا
كنا نرتجف
من الهلع
عند رؤية
كيس خيش
يمر بالجوار
~
وتسقط حبات قمح
نفوسنا الهلعة
تحتنا
من ارتعاد الفرائص
~
وزعم أشدهم غلواً
من أنه ليس لنا أصل
ينتمي للسنابل
واقنعونا للخروج
من القشرة القمحية
لنتنزه عراة بالفلاة
دون حقل
~
ورتبوا لنا الأمر
لمغادرة مستودعات الحظيرة
~
وخرجنا زرافات
ووحداناً
وبرقاب طويلة
محنية
متوثبة للعطاء
~
وملأنا الحشود
بالساحات العامة
حتى هاجمتنا الديكة
هابطة ومن كل خم
وعلى حين غرة
يعملون السيف
في اجتثاث رقابنا
وهم يقطفون رؤوس سنابل
وقفتنا الشامخة
وبكافة أنواع المناجل
~
ويفتشون عن القمحة
التي زرعوها
في عقولنا
~
فتفرقنا كل في سبيله
نخبأ قمحنا
عنهم
ورجعنا إلى مستودعاتنا خانعين
بأكياس الخيش
لنهبهم خيرنا الوفير
ولنترك قش سنابلنا
لقمة سائغة
لوحوش
من أنعام الزرائب
ونحن نفترش التربة
دون مقاومة تذكر
لاستقبال نقرات
كل أنواع المناقير
~
وهكذا ظلت
السلطة
هي الطيور الجارحة
ومن نوع الديكة
والشعب جميعه
بيدر
سنابل
ذاهب للطحن
كلقمة قمح مجروش
صالح لاستعمال
أصحاب المناقير الصلبة

كمال تاجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_