الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


..أسدٌ على اللاجئين

علي شايع

2006 / 3 / 6
حقوق الانسان


قالت العرب: لكلّ امرئ في اسمه نصيب..
ويبدو أن نصيباً كبيراً أصاب حكومات العرب من تسمياتها،فمثال الصِدامِ والعنف بات معروفاً ومعلناً في حوادث النظام الصدّامي وتعاملاته مع أهل العراق كأولى الأقربين بجزيل بطشه..
وإذا كان نصيب الاسم موصول المعنى إلى ترغيد ابنة الطاغية(رغد)في كنف الحكام/الأعمام ومنحهم الجزيلة..فهل ثمة أدل مصداقاً على حكاية نصيب المرء في الاسم من بروز برزان في المحكمة؟.
وكذا للنظام السوري نصيب الأسد من وحشية وشريعة غاب ما عادت تفاصيلها خافية مهما حاول هذا النظام التمويه عنها،فالرعب متوارث،والوحشية متواترة،حتى أصبح هذا النظام يستأسد على اللاجئين الهاربين من بطشه إلى دول العام بعد أن ضاقت بهم سبل العيش الآمن في سوريا، كعهده بالاعتداء على العزّل،وتحولّه في الملمات والاستحقاق الوطني إلى نعامة تخفي رأسها عميقا في رمال الخديعة،وحتى إذا ما سنحت الفرصة عاد نظام الغابة الوراثي إلى طبعه..
وما أصدق المتنبي في وصف مشابههٍ يصلح الآن لوصف وحشيته:
وإِن عَــراكَ الشَــكُّ فــي نَفْسِــهِ بِحالِـــهِ فــانْظُر إلــى جِنســهِ
وجنس الأسود المفترسة فَضَحَهُ اليوم نداء الحقوقي السوري المعارض جريس الهامس إلى كلّ منظمات حقوق الإنسان في الوطن العربي والعالم،لطلب النجدة في موضوعة هامة تتعلق بتواطؤ اليمين الحاكم في هولندا مع النظام السوري للتخطيط والتنسيق لإعادة لاجئين موجودين في هولندا قسراً إلى سوريا.ففي منتصف شهر شباط أرسل نظام الغابة الوراثي مجموعة من المخابرات السورية إلى بروكسل بقيادة جنرالين هما غازي عيّاش من جهاز أمن الدولة، و يوسف حمدان من المخابرات العسكرية.
قََدِمَ هؤلاء إلى هولندا بذريعة التعاون مع إدارة شؤون الأجانب والمهاجرين الهولندية للتحقيق في مصداق هويات طالبي اللجوء،بحجة عدم وجود تمثيل دبلوماسي بين هولندا وسورية.ولا أظنّها ستفرق كثيراً مع وجود مثل هذا التمثيل لأن هذا النظام لا يمثله ولا ينطق بهواه غير المخابرات والاستخبارات بفروع لا تعدّ ولا تحصى،تنتشر انتشار بلوى هذه الديكتاتورية في البلد الجميل.
منظمة العفو الدولية استنكرت هذا الفعل ووجهت انتقادات شديدة إلى السلطات الهولندية لقيامها بتسليم ملفات طالبي اللجوء إلى السلطات السورية،لأن أرشيف المنظمة الدولية يضجّ بصفحات إجرام هذا النظام وانتهاكاته المتواصلة لحقوق الإنسان،الأمر الذي تسهم فيها السلطات الهولندية الآن بخطأ إداري وسياسي عجيب ومساعدة كبرى لوفد المخابرات السورية حيث باشر ضباطها باستجواب مئات من طالبي اللجوء السوريين ممن لا يحملون أوراقاً ثبوتية،وتنوي السلطات الهولندية غلق ملفاتهم وإعادتهم إلى دمشق.
السلطات الهولندية تركت 276 لاجئاً على مثل مَشفر الأسد!، في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية لما تتضمنه ملفات طالبي اللجوء من معلوماتٍ وأسباب لتقديم طلبات لجوء هي في الغالب سياسية وستعرضهم للتعذيب والتنكيل في أفضل تقدير للنجاة من الموت المحقق كسالف المعارضين.
وزارة الهجرة أباحت معلوماتهم للمخابرات،واستباحت حقوقهم في بلد كان كلّ المعارضين السورين يأملون أن يروا فيه تحقيقاً لعدالة بمثول نظام الأسد وعصابته أمام القضاء..فيا ل "خيبة الأمل"..كلمة قالها الناطق الرسمي باسم الحزب الاشتراكي في هولندا..وردّدتها رسالة مفصلة من البيت السوري الديموقراطي في هولندا إلى منظمة العفو الدولية..
أكرّرها الآن مع نداء المحامي جريس الهامس لعلّها تكون همسة إلى كلّ الضمائر الحيّة قبل فوات الأوان،فالنظام البشاري يستأسد بين حين وآخر على الضعفاء ليرتّـق أوضاعه السيئة،محاولاً تغطية عار هزائمه السياسية المتواصلة،وتخبطه الأهوج,و تورطه اليومي بكلّ ما يحدث من فجائع عراقية،وفيما جرّه هذا النظام من ويلات على لبنان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف


.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال




.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي


.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:




.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي