الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأديبين ع. & ع.

محيى الدين غريب

2018 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


الأساتذة عماد أديب وعمرو أديب فى لقاء متميز فى 30 يناير 2018 حيث قدم أ. عماد تحليل دقيق ومتنوع عن الأحوال الحالية فى مصر.
لابد هنا من الأعتراف أنه حدث بعض التقدم فى موقفهما كإعلاميين اذاء الإتهام الملصق بهما وهو محاباة الأنظمة المختلفة على طريقة (مسك العصايا من النصف)، والمراوغة والبعد عن تناول ما هو مفروض مناقشته أو تجاهل الإجابة عليه. كلاهما نجح فى أن يعترض وينتقد ويفجر السخط فى داخله دون أن يتفوهه بالكلام لتجنب التعرض للمحاسبة. وربما هذه أفضل الوسائل فى ظل الأنظمة غير الديمقراطية التى لا تسمح بحرية التعبير!

أ.عمرو خاصة أستطاع إستخدام تعابير وجهه لكى يفصح عن كم الغضب من أمور بعينها، كلمات الإعتراض والسخظ والنقد قد لا يتفوه بها مباشرة، تكاد تمسك بها ولكنها متعسرة مترددة ودون المساس المباشربالنظام، وهو أضعف الإيمان.

أ.عماد يدافع عن إنجازات وأوليات السيسى ويدعو للتسامح والمصالحة ولكن على إستيحاء، ولا يخفى على المشاهد التردد والمراوغة، لولا أنه ختم اللقاء، بأنه شبه مستحيل تحقيق أي إنجازات دون إصلاح الفكر والعقل السياسى، على حد قوله، وليستخدم كلمة "شبه مستحيل" مخرجا.

أ عماد أخطأ منذ مقابلتة مع مبارك فى عام 200، التى حاول فيها "تلميع" صورة الرئيس فى مسرحيه هزلية بكل المقاييس. وأخطأ عندما جاء لكوبنهاجن فى سنه 2013 ليتعرف على موقف أوروبا من مظاهرات 30/6 وما إذا أعتبرت هناك إنقلابا أم ثورة، عرض وقتها على مقابلة تلفزيونية للتعرف على رأى الجالية المصرية فى الدنمارك، وعندما عرف أننى لست مع عودة المؤسسة العسكرية للحكم، وأننى أدعو لدولة مدنية ديمقراطية، وبدلا من أن يتعرف على الرأى الآخر والأسباب الحقيقية وراء إصرار أوروبا أن ماحدث هو إنقلاب عسكرى (ولا يزال حتى هذا التاريخ) ألغى المقابلة بحجة واهية.

المراوغة يرتكبها معظم الإعلاميين، ومن بينهم الأخوة الأديبين، فى الهروب وفى تجاهل أو عدم مواجهة الحقائق الأهم. تلك الحقائق والأسئلة التى عاجلا أم آجلا أم لابد من مواجهتها، ومن بينها.

لماذ لا تقدم المؤسسة العسكرية وعلى رأسها الرئيس السيسى كل هذه الإنجازات دون شرط توريث الحكم للعسكريين ودون شرط التدخل فى السياسة، ولماذا لا تخضع المؤسسة العسكرية فى مصر للمحاسبة والرقابة كباقى الوزارات والمؤسسات. (المؤسسات العسكرية فى جميع دول العالم تقدم بجانب الدفاع عن الوطن الكثير من الخدمات لشعوبها دون مقابل ودون أى شروط للاشتراك فى الحكم، فهم موظفون عند الشعب نظير أجر وواجب، وبالطبع تخضع للرقابة وللمحاسبة).

حقيقة أن 30/6 لم تكن إلا إنتفاضة عظيمة إمتدادا لثورة 25 يناير(التى إسقطت نظام مبارك قائد القوات المسلحة، وأجبرته على التنحى بعد أكثر من ثلاثة عقود)، وأن الإعتراض والتمرد بالملايين فى هذا اليوم كان فقط لإسقاط حكم المرشد ومرسى، بعد أن أقحموا الدين فى السياسة وبعد محاولتهم تطبيق الشريعة ومزاعم خزعبلات الخلافة الإسلامية.

حقيقة أن إدارة دولة كبيرة ومعقدة كمصر لا يمكن أن تدار بعقلية عسكرية أو مخابراتية وبمنطق "علم ونفذ يافندم" بل بعقليات سياسية محنكة لديها رؤية واقعية لإدارة الدولة.

حقيقة أنه لا يصح أن يرشج أيا من رموز نظام مبارك الفاسد، سواء كان شفيق أو سامى عنان أو غيرهما لأية مناصب سياسية. فلا يعقل أنهم سيصلحوا ما أشتركوا هم فى إفساده.

حقيقة أن إحتكار المؤسسة العسكرية لإنتاج بعض السلع (بحجة محاربة جشع التجار)، بجانب أنه يدمر الاقتصاد القومى، فهو يعد منافسة وهمية غير عادلة عندما تعفى المؤسسة العسكرية من الضرائب
والجمارك وغيرها بالإضافة إلى إلتصرف فى المعونات العسكرية المقررة لمصر وشعبها دون رقابة أو محاسبة.

حقيقة أن الذين يريدون الخلط والتقليل من ثورة 25 يناير والإنقضاض عليها بالطبع هم فلول نظام مبارك الفاسد من المستفيدين الذين كانوا يدعمون هذا النظام، سواء من رجال الأعمال أو من الشرطة والجيش الذين أزلتهم ثورة 25 يناير وزجت بهم فى السجون ولطخت تاريخهم. وللأسف نرى وجوههم تعود بقوة فى الإعلام وفى المناصب المختلفة بعد أن سمح لهم النظام الحالى بذلك. ولا نعرف لماذا ؟؟
قرابة نصف قرن من تجربة العيش فى أرقى بلد ديموقراطى أشتراكى فى العالم (تحتل المرتبة 1فى الشفافية ومكافحة الفساد، والمرتبة 1 فى السعادة) ساهمت فى تعلم الكثير من المبادئ والقيم فى ظل حرية التعبير والشفافية واستقلالية الرأى أدت إلى حياة كريمة إنسانية آمنة. تجربة رسخت رؤيه للمهاجر قد تكون مختلفة عن المألوف وقد تتناول أمور الحياة من زاوية مختلفة، إلا انها رؤية واضحة وصادقة وهامة، لتجعلها رؤيه آهلة لأخذها فى الاعتبار والاستفادة منها عمليا فى أمور الحياة المختلفة.
محيى الدين غريب . 4 فبراير 2018

- مقدمة كتاب "هكذا تكلمنا" لسنة 2008
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article30055

- ملاحظات على رحلة الرئيس السيسي للأمم المتحدة 2014
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=435343

- المؤامرة بين الحبكة الأدبية وإراداة الشعوب !
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=521329

مصريون أولا ثم عرب
http://mx1.arabtimes.org/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=12926

- ثقافة (الطظ) - يناير 2015
http://mx1.arabtimes.org/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=37355








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء الاسرائيلي يستبق رد حماس على مقترح الهدنة | الأ


.. فرنسا : أي علاقة بين الأطفال والشاشات • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد مقتل -أم فهد-.. جدل حول مصير البلوغرز في العراق | #منصات


.. كيف تصف علاقتك بـمأكولات -الديلفري- وتطبيقات طلبات الطعام؟




.. الصين والولايات المتحدة.. مقارنة بين الجيشين| #التاسعة