الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذي يلعب دور البارزاني ينبغي ان لايكون ممثلا

كريم بياني

2006 / 3 / 6
الادب والفن


أقتطف هذه الجملة من مقال للفنان والمخرج العراقي المعروف قاسم حول والمنشور في موقعه الالكتروني بعنوان (معهد السينما في كردستان وفلم ملا مصطفى البارزاني) وتابعت قبل ذلك كما تابع معي الكثيرون من متابعي شأن الثقافة والفن الكرديين ماكتب عن فكرة عمل فلم سينمائي روائي وثائقي عن القضية الكردية يتمحور حول حياة الزعيم الراحل مصطفى البارزاني يقوم بأخراجه الفنان المصري علي بدرخان (المنحدر من اصول كردية)، وتوالت الاخبار عن مشاركة الفنانين عمر الشريف ومنى واصف في الفلم اضافة الى فنانين اكراد وعرب وعالميين، وعلى حد قول علي بدرخان ان الفلم سيكون عملا مشتركا بين وزارة الثقافة في كردستان والسينما المصرية وهوليود.
وكما اثار الخبر انتباه الفنان قاسم حول وانتباه بقية السينمائيين العراقيين المقيمين خارج العراق، فأنه اثار بدرجة اكبر السينمائيين والكتاب الكرد داخل وخارج العراق. كونه فلم سيعالج مرحلة عصيبة من تاريخ العراق لعبت فيها القضية الكردية دورا محوريا ومؤثرا تحت قيادة شخصية كانت فاعلة ومؤثرة ومتفاعلة، شخصية أدارت الصراع على الصعيدين السياسي والكفاح المسلح في ظرف تاريخي غاية في التعقيد والتأزم وتحت تأثير ضغط دولي واقليمي ووطني، فضلا عن الصراعات الكردية الكردية داخل العراق او عبر الحدود مع اجزاء كردستان الاخرى، ظرف حافل بالمتناقضات والازمات والتحالفات وتغيير الولاءات، وحركة هذه الشخصية تمتد على مساحة جغرافية واسعة، من ايران الى روسيا ومصر ثم العراق وامريكا اضافة الى الساحة الكردستانية، وهي ككل الشخصيات التاريخية التي قادت حركات تحرر شعوبها واوطانها بقدر ماهي قوية ومتماسكة فأنها متوترة ومنفعلة وقلقة بحكم الايقاع الغير منتظم لمستويات الصراع السياسي والثوري الزاخر بالمفاجئات والمتناقضات، هذا الايقاع غير المنتظم كان يحدد مسار ثورة تكالبت عليها المصالح الدولية والاقليمية وحددت خياراتها، وادخل الاضطراب والفوضى على تناغم ايقاعها الداخلي، وفي ظل حالة خلل الايقاع هذه، يخل توازن العديد من الامور والمواقف والمقررات.
ازاء وضع كهذا فأننا نشاطر الفنان المخاوف وندعو الى التأني وعدم التعجل في عملية انتاج هذا الفلم. ونضم صوتنا الى صوته الحريص على ان يأتي هذا العمل منسجما ومناسبا لشخصية البارزاني من خلال اقتراحاته التي احاول ان اوجزها في:
ـ تشكيل لجنة من مثقفي الشعب الكردي وبضمنهم سينمائيين من الأكراد وهناك سينمائيون مبدعون أكراد في أنحاء العالم. لكتابة سيناريو الفلم.
ـ انه ليس مع ترشيح عمر الشريف للدور لانه على حد قوله سيبدو ذلك مدعاة للأسى والضحك أن يلعب هذا الممثل دور الملا مصطفى البارزاني.
ـ كمخرج سينمائي نصح أي مخرج يتولى إخراج مثل هذا الفيلم أن تكون لشخصية الممثل مواصفات خاصة، يفضل أن لا يكون ممثلا أصلا بل شخصا يملك موهبة التمثيل، شخصية يؤدي هذا الدور فقط مثلما حصل مع مخرج فلم السيد المسيح وافلام اخرى، لكي لا تنسحب على شخصه في تلبسه شخصية البارزاني التأريخية أدواره، وهذه مسألة سار على نهجها الكثير من المخرجين عندما أنتجوا أعمالا عن شخصيات متميزة في التأريخ لها حرمتها ومكانتها في نفوس أبناء قومها.
لانريد هنا ان نستبق الامور ونطلق الاحكام المسبقة، او نحاول اجهاض مشروع وهو بعد في طور الفكرة ربما، بل يهمنا جميعا ان تقوم السينما؛ هذه الاداة العصرية الجامعة لكل الفنون بتوثيق جانب من تاريخ الحركة التحررية لشعبنا الكردي ويهمنا بشكل اكبر ان يكون هذا التوثيق موضوعيا، هي مناسبة لكي ننقل بواسطة هذه اللغة كفاح الانسان الكردي والقهر والتعسف الذي طال انسانيته وآدميته، ونكشف من خلال لغة سينمائية شفافة وجادة كيف لعبت القوى الكبرى بمصير ومقدرات هذا الانسان وقضيته، وكيف اتخذت منه وقودا لحروب مصالحها. ربما باعث الخوف متأتي من الارتجالية التي يتم بها التعامل اليوم مع العديد من المشاريع الثقافية في كردستان وعموم العراق، والا كيف نتحدث عن انشاء معاهد ومدن للانتاج السينمائي في الوقت الذي لا توجد فيه قاعة بأدنى المواصفات المطلوبة للعرض السينمائي في مدن كردستان الرئيسية، بل هنالك مدن كبيرة كمدينة دهوك لاتوجد فيها قاعة عرض اصلا، ناهيك عن الامكانيات التقنية وانعدام الخبرات في هذا المجال، ان السينما صناعة شأنها شأن اية صناعة اخرى، والشروع بعملية الانتاج في هذا المجال يجب ان يكون في غاية التأني وعلى اسس علمية سليمة.
ولابد هنا من تفهم هواجس الفنان قاسم حول وغيره من الفنانين العراقيين وحقهم في ان يكون لهم دور ـ وان لم يفصحو عنه ـ في هكذا عمل، فهي مطالبة مفهومة وطموح مشروع، فهو من ناحية طاقة وخبرة سينمائية فذة خاصة في مجال السينما الوثائقية ومن جانب اخر هو واحد من مبدعينا الذين عانوا من القهر والملاحقة والتهجير على يد النظام الدكتاتوري، اضافة الى كونه من المثقفين العرب المتعاطفين مع القضية الكردية، وهو ادرى من غيره بالشأن العراقي لانه عاش معاناته وعذاباته عن قرب سواء داخل او خارج العراق وسيكون الاقدر على ايصال هذه المعاناة الى العالم من خلال لغة بات يجيدها ويعرف كيف يتعامل معها بأسلوب عصري خاصة اذا كان العمل يشمل على جانب وثائقي، ونحن نعلم أن هنالك مادة فلمية لابأس بها توثق مراحل مختلفة من حياة البارزاني والقضية الكردية. اضافة الى كونه من مؤسسي السينما العراقية وهو الضالع في فن كتابة السيناريو والمسرحية والقصة وباحث في مجال السينما، وهو يبحث عن مشروع يؤسس للذاكرة العراقية، والسينما على حد قوله هي احدى واهم وسائل تأسيس تلك الذاكرة.
وبهذه المناسبة لابد من الاشارة الى امر نتلمسه ونعاني منه عند شروعنا بأي مشروع ثقافي او اعلامي الا وهو التأثير العاطفي، فلازلنا نتعامل من منطلق العاطفة في الحكم والتعامل مع الامور، ان انحدارالمخرج علي بدرخان من اصول كردية يجب ان لا يكون المقياس لتحميله هذه المسؤولية الكبيرة، ان هذا العمل ضخم وسيخصص له امكانات مادية كبيرة وهو يتطلب فعلا مثل هذه الامكانيات، فأذا كان لابد من اختيار مخرج من الخارج فهنالك اسماء متمكنة اخرى على ساحة السينما المصرية والعربية وستكون اكثر قدرة على انجاز عمل فني متميز، هذا اذا استغنينا عن خدمات مخرج عالمي، لذلك لابد من التأكيد ثانية على الابتعاد عن هذه السذاجة العاطفية خاصة واننا لا نسعى الى مكسب تجاري من وراء انتاج هذا العمل، وبالتأكيد لانركض خلف عمل دعائي يشوه الشخصية ويسلبها حقها التاريخي والنضالي. ويحرم المشاهد وخاصة الاجنبي فرصة الاطلاع على الحقيقة بموضوعية دون اثارة العواطف من خلال لغة سينمائية راقية، ولانريد هنا ان نبخس حق الرجل فهو من الاسماء البارزة في السينما المصرية وصاحب افلام متميزة كالكرنك واهل القمة الذان يصنفان ضمن افضل مائة فلم مصري، لكن هذا الفلم ليس من نمط الافلام التي قام هو بأخراجها، انه ليس فلم بلاتوهات، بل أن طبيعة كردستان القاسية بكل تفاصيلها ستكون مسرحا لاحداثه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس