الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين اللورد بايتس ووزراء كلينكس

خالد الصلعي

2018 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


بين اللورد بايتس ووزراء كلينكس
******************************
اللورد مايكل بايتس ، هذا هو اسم الوزير البريطاني الذي قدم استقالته بعد اعتذاره لمجرد تأخره بخمس دقائق عن موعد افتتاح البرلمان . السيد بنكيران المعزول بغير أسف وكأنك تزيح جبلا من مكانه ، يريد أن يعود من النافذة بعدما تم طرده شر طرد من الحكومة ومن أمانة حزبه العامة .
نفس الأمر بالنسبة للوزيرة الحقاوي التي استهزأت بأكثر من ثلاثين مليون مغربي ، وهي تحاول اقناع نفسها الأمارة بالسخرية أن الحاصل على دولارين في اليوم لا يعتبر فقيرا في المغرب . هو أيضا نفس ما حدث لرئيس الحكومة المغربية وهو يكذب على المغاربة كون وزراء حكومته يشربون من ماء الحنفية . ويقرر الزيادة في مجموعة من المواد الأساسية ، على رأسها المحروقات .
انه ليس تحاملا على أبناء وقادة حزب العتالة والتدمية ، بل ان رئيس البرلمان الذي ترأسه ضدا على جميع مواثيق وقوانين برلمانات العالم وبتوافق مع جميع الأحزاب ، يدخل في باب السفهاء من السياسيين المغاربة . أيضا رئيس غرفة مجلس المنشارين الذي بالغ في منحه وأعطياته من أموال الخزينة العامة وهدرها دون طائل ، وكأنه في عزبة أبيه ، ولا يباشر مهاما تكليفية يضبطها القانون ويحاسب عليها الرأي العام والقضاء .
اللورد مايكل بايتس أنبه ضميره وهو يعيش في مهد ديمقراطيات العالم ، أن يتخلف عن سماع اسئلة النواب ، وهو ما اعتبره تقصيرا يستوجب احترام الذات والبرلمان والشعب وحضارة أمة كانت بانية للحضارة الحديثة .
أما حفدة بناة الحضارة الوسطى ، فانهم لا يخجلون وكأنهم حفدة القردة ، ينطون ويقفزون من موقف لموقف ، ومن مكان لمكان . يكذبون ، ينافقون ، يزاوجون بين جنسياتهم الأم وجنسيات من سيحميهم حين ينتفض القوم ، أو يتحرك ضمير الدولة التي تغطي في اعمق نوم .
اللورد مايكل بايتس ، علماني بريطاني يحترم المواعيد وانتظارات الشعب والأمة . اما الوزير ورئيس حكومة المغرب ، بل وبعض أشباه المثقفين ، فان الانضباط للمواعيد يعتبرونه سذاجة . فلا بد من بعض التلكؤ ، والطنز والعنطزة ، لأنهم في قرارة أنفسهم مشبعون بثقافة مقلوبة ، هجينة وغير مؤسسة .
وهم لا يدركون أنهم بصنيعهم ذاك يسيئون الى أنفسهم ، والى مؤسساتهم ، والى النماذج التي يدعون تمثيلها والقيم التي يتشدقون بنشرها .
بين اللورد بايتس ووزراء كلينكس حكاية لا تنتهي فصولها ، بين الوفاء والرياء ، بين الاخلاص والتلاص ، بين المسؤولية كعبء ثقيل ، وبين المسؤولية كخيانة سهلة التحميل ، بين الاحترام للذات ، وبين ذل من وجع الشعب يقتات .
اللورد بايتس لا يدعي انتماءه للدين ، وهو طبعا غير مسلم ، انه رجل مسيحي و علماني حداثي ، يحترم تعاقده الضمني مع الشعب ومع حزبه ومع ذاته . الوزير المتأسلم ، لا يني يتشدق بالايات القرآنية والأحاديث النبوية . لكنه عديم الذمة ، فاقد لأي خصلة من خصال الرجولة والبطولة .
كم من بايتس نحتاج في مغربنا ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام