الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتطفات من كتاب مذكرات وزير عراقي

مؤيد عبد الستار

2018 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يحفل كتاب مذكرات وزير عراقي ، للدكتور جواد هاشم ، الذي رافق احمد حسن البكر في اول وزارة تألفت بعد انقلاب تموز 1968 وشغل منصب وزير التخطيط ومراكز سياسية مختلفة في عهد البعث لسنوات عديدة ما جعلته يختزن قدرا ضخما من الاسرار ويسجل الملاحظات الهامة التي رافقت مسيرته مع هذا النظام الطائفي المتخلف الذي دمر البلاد والعباد خلال عقود تسلطه على مقاليد الحكم في العراق .
حصل الدكتور جواد هاشم على ثقة البكر من خلال صديقه د. محمد المشاط الذي قدمه الى البكر في زيارة لداره حين كان يستقبل بداره في منطقة علي الصالح من يخطط معهم التآمر على حكومة عبد الرحمن عارف / طاهر يحيى .
ومن الجدير بالذكر ان الوزير جواد هاشم من ابناء مدينة عين التمر - شثاثه - تابعة لمحافظة كربلاء ، في هذه المدينة ونسبه الذي يعود الى البيت العلوي - السادة - ابصر النور وعاش فيها طفولته وما لبثت اسرته ان انتقلت الى كربلاء ثم الى بغداد في اوائل الخمسينات من القرن الماضي .
بعد اكماله الدراسة الجامعية ببغداد حصل على بعثة على حساب وزارة النفط بتدبير من د . محمد المشاط الذي كان مديرا للبعثات اوائل الستينات لانه كان قومي الهوى ويعرف ان جواد هاشم من الشباب القومي الذي تاثر بالافكار القومية من خلال صديقه طالب الشبيب الذي اصبح وزيرا للخارجية في حكومة البعث 1963 وسفيرا في المانيا بعد انقلاب 1968 ثم اعفي من منصبه وظل يتنقل بين امريكا وسوريا ولندن حيث قضى نحبه فيها عام 1998 .
في معرض حديثه عن اسباب تاليفه لهذه المذكرات يقول جواد هاشم في مقدمته انه في اوائل الثمانينات كان رئيسا لصندوق النقد العربي في ابي ظبي ، زاره الجواهري عام 1980 في داره فكانت جلسة سمر مع مجموعة من الاصدقاء استمرت من المساء حتى الرابعة صباحا تخللتها قراءات شعرية واحاديث سياسية عن الظلم الذي وقع على العراق تحت سلطة البعث وسياسة صدام ، وفي اليوم التالي جاءه الجواهري ليخبره انه نظم فيه قصيدة متاثرا بسهرة الليلة الماضية ، واخبره انه سيعطيه القصيدة بشرط واحد ، هو ان يؤلف كتابا عن تجربته مع البعث ، فوعده جواد هاشم بذلك .
بعد بضع سنوات شرع في تاليف الكتاب ، ولكن احتلال صدام للكويت وشيوع العداء للعراق بسبب طيش صدام أخّـر نشر الكتاب الى سنوات تاليه ، فاضاف خلال هذه السنوات وثائق اخرى جديدة للمسودات واصدره عام 2003 م عن دار المدى / بغداد.
في مذكراته يتناول أغلب القيادات والمسؤولين في حكومة البعث بالتعريف والوصف وبيان فكرهم الطائفي المتخلف في التعامل مع الاحداث والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم ، ويصف شخصية صدام من خلال تعامله معه بسبب مسؤوليته في وزارة التخطيط في السنوات التي كان فيها صدام نائبا للبكر ، وكيف انه كان يستمع ويصدر القرارات الجريئة متحاشيا ان يظهر للبكر تجاوزه على سلطاته ، حتى حانت اللحظة المناسبة عام 1979 فقلب له ظهر المجن ، وبدأ اولا بمجزرة لرفاقه في القيادة ، المجزرة التي عرفت بمحاكمة قاعة الخلد .
ويورد جواد هاشم العديد من الملاحظات التي تفضح طائفية الحكم وايغال المسؤولين في دماء الابرياء وقتل المواطنين وعدم توفير دماء زملائهم في الحكم .
ومن تلك الملاحظات اخترت المقتطفات ادناه التي ترسم صورة موجزة لنظام البعث ، على ان في الكتاب مجالات عديدة تستحق النظر والاطلاع عليها وربما دراستها لانها تكشف عن نهج مدمر في السياسة اتبعه حزب البعث خلال سنوات حكمه المظلم للعراق .
- زيارة الوفد العراقي الى الخليج :
ارسلت حكومة البكر بعد نجاح انقلاب عام 1968 وفدا عراقيا الى الخليج ، بدأت الزيارة بالكويت وانتهت بالمملكة السعودية.
عرض الوفد تحسين العلاقات مع دول الخليج والسماح لطلبة الخليج بالدراسة في جامعات العراق والسماح للخليجيين الاقامة والتملك في العراق وجاء في الكتاب ( سافر الوفد ومعه تعليمات محددة لتطمين الملوك والامراء بنوايا العراق الصادقة ولعرض مشاريع التعاون بينه وبين كل دولة خليجية ، بما في ذلك فتح ابواب كليات وجامعات العراق أمام ابناء الخليج واعطاء المواطنين الخليجيين حقوق التملك والاقامة في العراق دونما قيد او شرط) ص 218
- ذبح الشيوعيين
يتناول جواد هاشم في كتابه الكثير من الاحاديث التي دارت بينه وبين المسؤولين في الحكومة الذين كانوا في دست الحكم خلال حكم البعث ومن بين تلك الاحاديث ما دار بينه وبين صالح مهدي عماش أحد كبار رجال الانقلاب في السنوات الاولى ولكنه اقصي من منصبه ومات ميتة غامضة، يقول جواد :
لم اشعر خلال علاقاتي واجتماعاتي مع عماش بانه كان حساسا من الشيوعيين او مهاجما لهم ، بقدر ما كان منتقدا لبعض القوميين وكان يقول احيانا : اننا جئنا للحكم في 1963 وقتلنا الشيوعيين وذبحناهم دون مبرر ، وحتى في ذلك القتل والذبح ميزنا بين الشيوعي السني والشيوعي من الطائفة الشيعية ، حيث اعدم القادة الشيوعيون الشيعة وبقي على قيد الحياة الشيوعيون من الطائفة السنية . ص 380
- احصاء عام 1947 نسبة الكرد 18 % من سكان العراق
شغل مؤلف الكتاب جواد هاشم منصب وزير التخطيط ، فاهتم بنشر احصاءات رسمية موثقة في الكتاب لوضعها تحت انظار القراء ومن بين تلك الوثائق احصاء عام 1947 واحصاء عام 1957 وتبين الجداول الاحصائية التي اوردها ان نسبة السكان الكرد في العراق في احصاء عام 1947 هي 18،4% وفيما يلي التفاصيل :
في جدول احصاء عام 1947 ص 6 ، عدد نفوس سكان العراق 6 ,4 مليون نسمة ، ويشير جواد هاشم الى عدم وجود وزارة تخطيط في ذلك الوقت وانما كانت وزارة الشؤون الاجتماعية هي المسرولة عن تعداد عام 1947 ، والنسب موزعة على النحو التالي :
الشيعة العرب 51,4 %
السنة العرب 19,7 %
السنة الكرد 18,4%
الشيعة الكرد 0,6 %
السنة التركمان 1,1 %
الشيعة التركمان 1,0%
اقليات شيعية اخرى 1,1%
اقليات غير الاسلام 6,7 %

اما في احصاء عام 1957 فكان تعداد نفوس العراق 6,1 مليون نسمة ، ونسبة الكرد هي 19 % كما وردت التفاصيل في الجدول التالي المنشور في ص 7
تفاصيل احصاء عام 57 :
نسبة الشيعة العرب 51,5%
نسبة السنة العرب 19,7 %
نسبة الكرد 19 %
نسبة التركمان 5,4%
اقليات اخرى 4,5%
ملاحظة : يبين المؤلف ان سبب تقارب النسب بين احصاء 47 و 57 وثباتها تقريبا بانه امر طبيعي لان معدل النمو السكاني هو ذاته بين جميع المكونات .
كما يورد المؤلف العديد من الاحصائيات المفصلة عن هوية المسؤولين واعلام الحكم و رؤوساء الوزراء وانتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية وغير ذلك من مختلف الاحصاءات التي توفرت تحت يديه بسبب كونه من اعلام وزارة التخطيط في العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟