الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افتراضي جداً

حيدر السلامي

2018 / 2 / 6
الادب والفن


فتح هاتفه الموصول دائما بالإنترنت.. تفقد حسابه الشخصي على الفيسبوك تواردت عليه الإشعارات كوابل المطر، عاد إلى الصفحة الرئيسة حرك إصبعه ومن دون قصد ضغط على حيز بم تفكر؟
تساءل مع نفسه:
ـ صحيح.. بم تفكرين؟
أطال التساؤل وفي ثوانٍ مضين كالسنوات العجاف اليوسفية.. فكر أن يخرج من عالمه الافتراضي هذا.. ولكن قبل تنفيذ الفكرة، لابد من تحديد الوجهة..
فكر أن يستشير أحدهم، وما أكثرهم.. ليسوا افتراضيين كلهم.. نسبة منهم فقط.. نعم هي نسبة كبيرة على أي حال..
وقع هذه المرة في دوامة الاختيار، فالقائمة طويلة جداً.. مع أيٍّ من أولئك أتحدث؟! أي صديق أقرب إليّ من غيره؟!
علي.. نبيل.. محمد.. كريم.. فؤاد.. كوثر.. سعاد.. آمال.. إلخ.. إلخ؟!
يصعب التحديد حقاً.. كل شخص في هذه اللائحة جدير بالمحادثة خاصة وأنهم من ألوان شتى واتجاهات مختلفة ومن كل أرجاء الدنيا..
فكر أن يرسل وجهاً ضاحكاً مع قلب صغير مكسور لكل منهم وسيقع الاختيار على أول المكترثين..
فكر في نفسه: نعم هذا هو الحل.
أرسل الوجه، لكنه وبخطأ غير مقصود لم يكن ضاحكاً، بل غاضب محمر.. أذهله عن إرسال القلب الصغير معه..
أراد تدارك الأمر بحذفه.. لم يفلح.
قرر تصحيح الموقف.. ولكن كيف؟!
نعم.. يرسل هائية الضحك الافتراضي هههههههههه هههههههههه
اثنان تكفي على الأرجح.
أو لأجعلها ثلاثاً هههههههههههههههه والأخيرة أطول قليلاً.
لا ضير في ذلك.. خاصة وأنها لازمة كل محادثة وفاتحة لشهية الحديث لدى معظمهم.. إنها خير ما يُستهل به ويُنتهى إليه.
فكر أن يتبعها بكلمة Hi أو hello. ثم سرعان ما استبعد من رأسه هذه الفكرة كلياً واستبدلها بتعبيرية لايك ..
لا.. أفضل منها ملصق القبلة المتحركة..
فكر أنها لا تليق ببعض النساء في القائمة وبعضهن لا يتقبلها مطلقاً..
فكر بصوت عالٍ:
فعلاً بعض الملصقات خادشة للحياء حتى مع أقرب المقربين.. لا يمكن استخدامها إلا على نطاق محدود جداً..
استأنف التفكير من البداية وذهب ثانياً إلى مساحة بم تفكر؟
فكر لماذا لم يُجبْ أحد على رمز الوجه الغاضب بلا قلب الذي أرسله منذ لحظات؟!
رجع إلى قائمة الأصدقاء أو بالأحرى قافلة الأصدقاء كما اعتاد أن يسميها.. ويصفها أحياناً بالأسرة التواصلية..
نظر فيها ملياً.. تفقد إرساله لكل واحد منهم..
أووه.. لم يجد شيئاً..
ما الذي يحصل الآن؟
أين ذهبت الـ(...)؟
وملصق الوجه الغاضب؟!
عجباً.. وأين أصدقائي الذين يصعب عدهم؟!
يا للهول.. لا شيء يحدث.. لا أحد على الإطلاق..
ساوره الشعور بالغربة..
أحس بوحدته في هذا الفضاء الفسيح..
اجتاحته فكرة أن يترك التفكير ويصحو من حلمه الافتراضي أيضاً..
تثاءب غير مرة..
اعتدل بجلسته وواصل تدخين السيجار في ذهول شديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية