الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوق (العاقول) مشّاني زماني... (على ضوء حوار الاستاذ سعدون محسن ضمد مع السيد حسن العاقولي)

فيحاء السامرائي

2018 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


كنا نتحلق حول جار لنا، يحكي لنا حكايات تسحر عقولنا الصغيرة، نحلّق بخيالنا في غابة وفيرة الاخضرار والخيرات ونتوق لسماع ما جرى للأسد الذي شاخ وهزل ولم يحكم الغابة ويحصل على لقب ملكها رغم نواياه السليمة وإخلاص أتباعه، رأى ذات مرة، أن يمد يده ويتعاون مع الضبع الذي سيطر على الغابة بقوته ودهائه، غير انه واجه الخذلان والهزيمة وابتعد عن الغابة لبرهة من الزمن، وما أن عاد حتى وجد له مستقراً ومكث في أراضي دبين كبيرين جشعين كانا يخططان لاستقطاع أراض من الغابة واستملاكها دون أن يساعداه في ان يكون ملكاً، وحينما سيطرت قبيلة من القرود غير الذكية على الغابة بفوضاها وتخريبها وقهقهاتها، صار المكان عرضة للسلب والنهب ووطئته أقدام أشرس الحيوانات والكواسر والحشرات المخربة، وبعدما زاد هزال أسدنا النبيل ولم يعد زئيره يصل الى حافة حنجرته، لجأ الى القرود طالباً المساندة والدعم آملاً أن يعلو شأنه بعزتهم وسطوتهم.

تحضرني هذه الحكاية اليوم بعدما قرعت الأجراس آذنة بافتتاح سوق الانتخابات في العراق وتزاحم المرشحون هذه المرة بأثواب عصرية لجذب المشترين- الناخبين الذين اكتشفوا وملّوا رثاثة وجوه قديمة موشومة بفساد وسرقة، والذين اشتكوا من أوجاع وطنية مزمنة بات أمرها مستعصياً، ومع ذلك ما زالت تغريهم أحلام الطائفة أو أوهام المكاسب البسيطة لإعادة انتخاب نفس الوجوه ووضع مصلحة وازدهار البلد المتلاشي، الذي يسير بقدرة قادر، على الرفوف الخلفية من مداركهم.
على من نعتب ونحمّل المسؤولية؟

علينا أولاً يقع العتب واللوم، نحن السائرون عكس الوطن، الذين نجونا براحة بالنا وتشردنا في بقاع العالم نفسه الذي دمر بلدنا ونهبها بمباركة حكامنا، لأن أقصى ما نفعله راهناً هو أن نغضب عبر الجغرافيا فنكتب ونحلل ونهزأ ونفرّغ شحنات غضبنا في وسائل التواصل الاجتماعي فنرتاح بعدها، وأحياناً نتبادل النكات على وضعنا وهههههه..
نعتب على السائرين، مغمضي العيون، وبحكم العادة يتقبلون كل ما يصدر من سياسة عسيرة الهضم والبلع لحزب عريق شاخ حكمة وتاريخاً، ولم يبق مكان في جسمة لطعنة أخرى قد تجهز عليه.. نعتب على هؤلاء، رغم نواياهم الحسنة، عندما يتظاهرون ميكانيكياً كل جمعة في ممارسة لديمقراطية في بلد يهزأ من الديمقراطية، وبعد التظاهرات ولقاء الأصدقاء وأخذ الصور يرجع كل الى بيته مؤدياً واجب "أضعف الايمان".. وبعض من هؤلاء النظيفين، يأمل بحصول معجزة الضوء في نهاية النفق السياسي رغم عدم توفر مشاعل سليمة وصالحة الإستعمال، فيظل يتبع ويترقب ويدافع دون تمحيص باعتباره مع "أنظف" الموجودين على الساحة.

آن علينا الآن أن لا ندور حول المشكلة ونحلل وننتقد ونكتفي بذلك، بل أن نجد الحلول لها..
هل هو في معرفة حجم المسؤولية التي تقع على كل فرد عراقي حريص على البلد، والتصرف نوعياً وفق ذلك بملموسية ووضوح؟ هل الحل في أن ندعو الى تجمع أو أي كيان مهما كانت تسميته أو شكله، يتضمن برنامجاً معارضاً رافضاً لكل ما موجود من عفن على سطح الحياة السياسية الحالية، نائياً عن التبعية والذيلية لأي كان، برنامجاً مدنياً يطالب بفصل الدين عن الدولة حتى لو اضطر أن يكون بمفرده في الساحة، على القليل انه سيكسب احترام الآخرين ويستعيد وقاره ومكانته رغم خروجه من مولد الانتخابات بلا حمّص المقعد البرلماني المعطّل عن العمل؟
اعملوا كثيراً وتكلموا وحللوا قليلاً...
اتركوا مقراتكم وانزلوا الى الشوارع، اشربوا شايكم لا على مكاتبكم، بل مع الناس وبين جماهير بحاجة الى صوتكم النزيه، ساهموا بحملات توعية وتنظيف واعرفوا ما يريدونه، لتدبّج قراراتكم بخط وإرادة قاعدتكم، اسمعوها جيداً.. أنتم "سائرون" الى أين؟؟.. لا تبرروا سيركم اليوم مع "السي"د حتى وإن بدا بملابس عصرية للدكتور حسن العاقولي وتحت وصايته ورايته ولغته الهلامية، زاعمين انه السبيل الوحيد لحل أزماتكم وأزمات البلد.

إن لم تفعلو ذلك ستظلون "سائرين" في درب الشوك والعاقول حتى تدمى أقدامكم وتدمون تاريخكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة