الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى 8 شباط 1963

عدنان يوسف رجيب

2018 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في ذكرى 8 شباط 1963
عدنان يوسف رجيب
تمر اليوم في الثامن من شباط، الذكرى الخامسة الخمسين لتنفيذ المؤامرة التي جرت في 1963، ضد النظام الوطني في العراق الذي كان على رأسه الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم..... نفذ المؤامر حزب البعث، وكان المخطط لها شركات النفط العالمية، عن طريق الأستخبارات المركزية الأمريكية CIA.....
هذه الحقائق عرفها الجميع، وفضحها بشكل أو باخر كثيرون، سواء وافقوا أو لم يوافقوا على ما حصل من مجازر ومظالم في تلك الفترة..... الملك حسين، مثلا، قال: أن محطة، (أمريكية) خاصة في قبرص، كانت ترشد حزب البعث، وقطعان الحرس القومي، على عناوين و أماكن تواجد الشيوعيون، من أجل القضاء عليهم......
كما فضح جرائم البعثيين هذه، وفي وقتها، الصحفي العروف محمد حسنين هيكل، (وحتى بعدعشرات السنين، ولحد فترات زمنية قريبة من الآن)، وبين إن الجرائم يندى لها الجبين، وقد إضطر جمال عبد الناصر، (الذي أيد – أبتداء- جريمة البعثيين)، أن يندد علنا بجرائمهم، وأن يخبرهم أن يخففوا من جرائمهم.....
هذا عدا عما كتبته صحف اوربية وأمريكية كثيرة، وفضحت فيه جرائم البعثيين، ومنها ماكتبته، مثلا، صحف اللوموند الفرنسيىة والكارديان البريطانية، لتبين، مثلا: أن ما يحصل في العراق يعتبر، كأنه، مجرد نزهة بالنسبة لمجازر حصلت في أوربا....... وأن ما تم قتله في الخمسة أيام الأولى من الأنقلاب، كان ليس أقل من سبعة الاف مواطن عراقي....
وإستغرب الناس جميعا من سعة وفظاعة جرائم البعثيين ضد العراقيين، حيث أصبح الحديث العراقي هو الأول عالميا، في كل أخبار ونشرات المحطات والصحف الأمريكية والأوربية والعربية.......
والحديث عن بشاعة الجرائم وغلوها و سعتها، كثير، كثير جدا، حتى أن مجموعات من القوميين العرب، الذين ساندوا البعثيين، قد نأوا بانفسهم عنها، ومنهم عبد الناصر نفسه، الذي كان شرسا مثل البعثيين ضد الشعب العراقي.... وتجمعات دينية و قومية، عراقية وعربية..... وكانت تصل لزعماء البعثيين تحذيرات، من مسؤولين أمريكان وأوربيون، للتخفيف من سعة الجرائم.....
ولشرح حتى مختصر لوحشية الجريمة البعثية ضد قطاعات واسعة من أبناء الشعب العراقي، سيكون ذلك واسعا، وسيحتل عشرات الصفحات، حتى لمختصر لها.....ولعل من يعود لتلك الفترة السوداء العجفاء من تأريخ العراق، سيجد في الأعلام العالمي ما يوضح سعة الجريمة البعثية الشرسة، بكل المعايير......
هذه حقائق دامغة شاخصة تدل على جريمة وظلم البعثيين وقساوة معدنهم ونفوسهم..... ولكن المهم في هذا الأمر، هو السبب الذي جعل من هكذا نوعيات من الناس بهذا المستوى من الجريمة والقساوة...... بشكل غير معهود على الناس في المجتمع العراقي، رغم ما يقال عن خشونة وبعض قساوة في تعامل بعض من العراقيين..... لكن، لا يمكن أن تصل لهذه الدرجة الضخمة والكالحة، التي أظهرها البعثيين..... إنها لم تكن تدور أبدا، في أذهان العراقيون أو الناس الأخرين....
إذن ما هو هو سببها..... هل البعثيون هم من نوعيات خاصة من البشر، أو قل، أنهم، من غير البشر؟؟!!
الأدعى الى الغرابة، هو عدم الأعتذار عن هذه الجرائم الكبرى، المريرة الظالمة بحق الشعب العراقي..... كان الأجدى بالبعثيين ان يقفوا ليقولوا كلمة حق وعدالة....... كلمة يكونوا فيها حقيقيون مع أنفسهم كبشر، ليعتذروا من الشعب العراقي على جرائم لا يمكن أن يغفرها لهم أحد...... وجرائم أستمر تأثيرها طويلا زمينا، و عدديا على مقدار كثير من الناس.....
لذا كان (الأجدى) بالبعثيين أن يخجلوا (شخصيا و وطينا و إجتماعيا، وحتى حضاريا)، وان يقدموا إعتذارهم واضحا كبيرا للشعب العراقي، لكي يخففوا، على الأقل، من إحتقار وإشمئزاز و نفور الناس، كل الناس، منهم..... لكنهم لم يعملوها (؟!).
وهذا هو ما يستدله عليهم الناس.... من إنهم، (البعثيين !)، هم مجموعة خيانية متواجدة في جسم الشعب العراقي، وظيفتها الفتك والإضرار والظلم ضد الناس.... هكذا هي وظيفة البعثي والبعثية، وهذا، على ما يبدو، هو ما (تواجد) لأجله البعثي والبعثية.... ظلم و جور و تعسف و دجل و قتل و لصوصية، دون أن يهتز لهم جفن.....
ولنوضح بجلاء، ونقول: عدم إعتذار البعثيين هذا، (من الشعب العراقي)، لا يدل على قوة وإعتزاز بالنفس، كلا مطلقا...... لأن من يقوم بالجريمة والظلم، سيكون قويا حين يعتذر ... حيث الإعتذار يعيد المجرم الى مجال الإنسانية والرفعة، ومجال إحترام النفس والإعتزاز بها، وهذا مهم جدا بالنسبة للإنسان الحقيقي ...... لكن يبدو أن البعثيين يفتقدون لأي مجال في داخلهم لإحترام نفوسهم، وأنهم حقيقة يحسون، تماما، بأنهم ضئيلين بائسين، وسقط متاع في الحياة، لذا فهم لا يفكرون بالخجل من جرائم و مظالم قاموا بها، وبالتالي، فهم بعيدين عن الإعتذار عنها......
وما يؤكد، كذلك، من ضحالة نفوس البعثيين، و إحتقارهم الكامل لأنفسهم، هو أنهم لم يفكروا، ولحد الأن، بالإعتذار للشعب العراقي على ضخامة الجرائم والتعسف والظلم، الذي قاموا به خلال حكم كبيرهم (القزم)، صدام حسين..... خلال عشرات السنين العجاف..... كل يوم فيها، هو سوء وظلم و تعسف لكل المواطنين العراقيين..... أساسه رعونة وسوداوية المعتوه صدام حسين، وتصوره المريض، بأنه الزعيم والعظيم..... وما على البعثيين، (الأذلاء والمرضى أصلا)، إلا تنفيذ مطالب هذا القزم المتزعم..... وهنا كانت الجريمة والمحنة والجريمة تقع على كل أبناء الشعب العراقي.....
ومن هنا، كذلك، لا يمكن تصور إعتذار البعثيين للشعب العراقي على الويلات والآلام التي سببوها للناس.... فالبعثيون هكذا خلقوا، نوعيات ليست بشرية...... بالمعنى المعروف للناس، ليس فقط للعراقيين، بل حتى للسوريين..... فالبعثيين نراهم على صورة أنسان، لكن دواخلهم، تخلوا من كثير مما يتحلى به البشر الأسوياء..... تخلو نفوس البعثيين من (إحترام الذات، والكرامة الشخصية، والخجل الإنساني، والعفة والوطنية)..... لذلك، فهم لا يتورعون عن عمل كل ما هو موبق وسافل، دون تصور أنه خطا (في هذه الجرائم).....
سيرة البعثيين العراقيين سيئة دائما، حتى في ثورة الشعب العراقي في 14 تموز 1958.... لقد قفوا ضد الثورة، وعملوا مع اعداء العراق لإجهاض الثورة..... وجاء زعيمهم ، ميشيل عفلق، بعد أسبوع من الثورة (يوم 21 تموز) ليخبرهم بشيئ واحد، واحد، وهو الوحدة الفورية مع عبد الناصر؟! ومن بعدها بدأت جرائم البعثيين ضد العراقيين...... وتوجوا ذلك بمصافحة الإستخباراات الأمريكية في تنفيذ جريمة 8 شباط 1963 .....
إننا لا ننسى أبطال الشعب العراقي الذي قاوموا مؤامرة شركات النفط الإحتكارية التي نفذها البعثيون الخونة..... لقد وقف أبطال الشعب العراقي بجساره وصلابة لقمع المؤامرة السوداء، لكن كان سلاح المتامرين و الإستخبارات الأمريكية أقوى، ومن ناحية ثانية، كانت قيادة، (الوطني)، الزعيم عبد الكريم قاسم، ليست بالمستوى المطلوب، لقمع وقتل المؤامرة في مهدها..... لهذا تم تنفيذها، وذهب ضحيتها عشرات الألاف من بنات وأبناء الشعب العراقي الباسل، وفي مقدمتهم الشيوعيون، الذين أظهروا وطنية عالية و حريصة على عدم سقوط الحكم الوطني......وإستشهد خلق كثير من الناس، ومن الشيوعيين، و في مقدمتهم قيادة الحزب الشيوعي، وسكرتير الحزب الشهيد سلام عادل ورفاقه المناضلين الوطنيين.....
كان البعثيون يقطرون دما وحقدا على الشيوعيين، حيث كان الهم الأول عند البعثيين، والهدف الكبير، هو تقطيع أوصال الحزب الشيوعي (؟!)، بسبب الحقد على هذا الحزب الذي يسانده و يحترمه الناس...... كان البعثيون يرتعبون من حب وأحترام الناس للشيوعيون، ومن أحتقار الناس للبعثيين..... وهذا ما قاله الفكيكي، في كتابه (أوكار الهزيمة)، وبعثيين أخرين، (في مناسبات مختلفة)، حيث أكدوا حقدهم الكبير على الحزب الشيوعي، بسبب تعاطف وإحترام الشعب له..... والبعثيون كانوا لا يعلمون السبب في هذا التعاطف مع الشيوعيون، والسبب في إحتقار الناس للبعثيين......
والان، نوضح للبعثيين السبب في إحتقار الناس لهم..... وهو لأنهم أنصاف بشر، تملؤهم (الجريمة والدجل، والكذب واللصوصية، وعدم الإعتذار عن جرائمهم الكبرى ضد الشعب)...... وكذلك الغباء بكل وضوحه، حيث هم لحد الأن لا يعلمون سبب إحتقار الناس لهم ؟؟!! .......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم