الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة مستوحاة من تجربة واقعية مع قليل من البهرات

عبد الرحيم احميداني

2018 / 2 / 10
الادب والفن


لايسعني إلا أن أبكي حظيَّ العاثر وأنا أسمع قصتها التراجيدية والمقززة عن حبها الأعمى الذي جعلني أمقت نفسي كذكر وأراجع كل أوراقي الغرامية و الجنسية معها ، رغبة قتلها بي أحد أبناء القحبة الذي مثلني شر تمثيل لدى حضرة الأنثى في سفارة العلاقات العاطفية ومصلحة النوايا السيئة لمجتمع الخلاعة واللواطة والقوادة .
هي كانت تحبه وتعشقه حد الثمالة ، وهو كان يستحِل مابين فخذيها من ثروة ، كأنها بضاعة مزجاة لعابري السرير ومن تعمدو بفكر العبودية التي جعلت منا جميعا أنجاسا مناكيدا، هي صارعت الموت و الموروث وأعلنت التمرد والعقوق على العائلة لأجل ابتسامة تنسيها عذاب السنين وما اجتاحها من تصحرٍ في المشاعر وخيبات التجارب الفاشلة، فحاولت أن تمنحه كل شئ إلى أن لم يبقى لها شئ، كل ما تبقى لها ذكرى أخرى مريرة كالحنظل والكثير الكثير من عدم الثقة المبرر، جاء نتيجة ما إياه، منحته كل شئ بالتمام والكمال... حبا، شخصا، قيما في المقاومة والتمرد وجسدا ثوريا ينسيه ما يعانيه من أعطاب نفسية وعضوية، ضاجعته بعقر منزلها وعلى فراش والدها المعظم ، وتكلفت بمصاريفه وحتى بسجائره ونشوته شهرا كاملا من غير نقصان، ومثل الشهر عنده كأيام من الرياء المدجج بالاستغلال وسوء الطوية ، حركته وحوش من الرغبة المتصارعة داخل خصيتيه العفنة عفونة الفعل الذي أقدم عليه، ورتب حبكته بصورة مزيفة بغلاف من السولوفان ولباس "الهبيز " ويفطة هوات المغامرات وخلوة المتصوفين ومايمارسونه من فن "اليوغا"، بغزل معسول ذاق عسيلتها نظرا لخطئ في تكوينها الأكاديمي وضعفه الانساني. غرر بها رغم رشدها بما اقتطفه لها من قبح الكلام الناعم من كتاب مقدمة ابن خلدون في فن عمران الخطاب وفراغ الشخص، أخبرها أنه يحبها، أنها معبودته الساحرة، لكن ذلك كله كان مجرد تشخيص فجٍ لمسرحية مأساة ديدمونة وليس مأساة عطيل كما عنون شيكسبير سلفا، كان يداري طبيعته وحقيقته كنسخة رديئة من "السيمولاكر" للعاشق الوالهان الذي جاء زحفا على الحافلة للتعبد بمحرابها والبكاء على صدرها المكتنز كأنه يطلب الغفران من أحد قساوسة الكنيسة. يبكي لبكائها بدموع من حامض النتريك التي سرعان ما تحولت إلى زئبق في المواقف بفعل ما تعرفه المجتمعات الشرقية من تفاعلات كيميائية، لطال ما أسر بحبه وإعجابه ، ورقنته يداه على لوحة المفاتيح وهما يدردشان بالساعات وينظرنا ويسحلان بعضهما البعض على الكاميرا بلهفة ما قبل اللقاء.
آمنت به وكفرت بما عدا، لكنه كفر بها وبكل المواثيق الخصوصية التي تجمع بين عاشقين، فتحول إلى محارب لا يأبه بقوانين الحرب التي أعلنها مباشرة بعد سفره عنها، خيانة مبكرة مع إحدى صديقاته على قمة جبل وصور بغابة من حنظل، لامبالاة وعدم رد على رسائلها العديدة في المنسجر، ثم تعميم صورهما عراة على جميع أصدقائه وبدون خجل، وإرسالها بعد، ذام لوالدها بحساب وهمي لنسف كل الاتفاقيات وكل الاخلاقيات الانسانية التي جعلت منه مجرم حرب بالفعل وبالقوة .
كانا خلال شهر يعيشان كل الأوقات لحظة بلحظة كما لو تبنته رغم أنها لا زالت طالبة حديثة السن، كانا يعيشان بالمنزل كل الأحاسيس المضطربة والمضطرمة والمشتعلة، حينها كان الوقت يقف بلا بلا حراك يرقصان لدقيقة او لساعة الجو يلتهم نفسه ويلتهمهما معا في زحمة المشاعر الجياشة منها والمفتعلة منه، بقبلات من نار . كانت تسألته عن عن نفسه فيظهر بمظهر الحكيم الذي، لا يعجبه الاحتكاك بالبشر، ليسهبه في الحديث عن عظمته وجلاله وما يروقه وما لا يروقه . وحديثه عن رحلاته ومغامراته الطرزانية المشوقة، وهي ترقب أسارير وجهه الذي كانت تشرق من شقوقها شموس ضحكتها وأحلامها الذابلة والنادبة، وهو يسترسل بطولاته الضائعة وقصصه الرومانية المصطنعة من ورق البردي، لكي يستكمل رجولته الغائبة بغياب الحقيقة. كانت مخمورة بحبه تحتسي كل لحظة علقم أكاذيبه وبشراهة، يبهرها بريق عينه الكاذب كالسراب. تعيش معه كل ليلة حالة من "la mania" على مسرح سرير اللعنة التي ألحقها بها ديونيزوس وقذفها بكل ركن من المنزل الذي أصبح حلبة لمعارك جنسية مؤجلة . أصبحت فيها ممارسة الجنس ضربا سريعا على الآلة الكاتبة بالحمام والمطبخ وعلى الأرائك وبكل الوضعيات كانا يلحسان بعضهما يلعقان بعضهما بشبقية بألسنة من لهب . ويرسمان صورة المجتمع العفوي والبدائي لحظة مشاعة العشيرة، المجتمع الذي تصالح مع العلاقات الرضائية وحقوق المعتوهين من الذئآب مثله.
يعزفان كل ليلة مقطوعات أوبيرالية بأصوات داعرة تختلط فيها الآهات بالصرخات ويصدح معهاصوت مؤخرة تصفعها أياديه الآثمة الملطخة بالخيانة.
صوت قضيب يلجلج داخل محبرة سال مابها من لعاب وعذاب. وارتطامات خصر كوني بخصيتين محليتي الصنع في معمل المجتمعات العربية، تتماشا كل تلك الأصوات والألحان وأغنية الميتال لإحدى الفرق الأنجليزية التي كانت تسمع نفسها حينذاك .
الفرقة كانت حارة، غابة ملتهبة تحول لهيبها لهدوء مع "لارا فابيان" وهي تبكي " je t aime " "je t aime وتتمزق معها أوصال الموسيقى وتتعالى أنفاس النشوة في جو يرعاه "الإيروس" ويباركه بقداس المغرمين. تحت نور خافت تكسره أصوات سيارات بالشارع، كما لو أن عاصفة تجتاح إحدى جزر المحيط.
الحر يجلدها على ظهرها الذي ينتهي بغمازتين وصدرها الذي يعتصره بوحشية تترك به أسوء الذكريات وهو لف حلمتيها بسياط من لهفة. نشوة ألمت بعالمها وجثمت على حواف جسدها البرونزي الذي أتم عقده الثاني. ويرفض الليونة في التعامل ويفضل بكل مازوشية عنف الجنس كما أفلام البورنو. هي كانت ظمآى من الجنس وجوعا من الحب. وهو كان مختلس مشاعر ومجرد عابر سرير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت