الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن.. الكلمة العليا لسلاح ! ؟

خالد بوفريوا
صحفي

(Khalid Boufrayoua)

2018 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


اليمن جغرافيا مشتعلة وحزمة من سلاح الكلاشنكوف و سراب من مقاتلات اف 16, بفعل الاضطرابات السياسية والامنية ومجريات الحرب الاهلية في ارضا عرفت بالخير والسعادة والاطمئنان وفق الكتب السماوية المقدسة ..سليل العرق العربي هذا مزق جراء صراع في شقه ايديولوجي مذهبي فكري وفي شقه الاخر تنافر وصدى حول الهيمنة الاقليمية والجيوستراتيجية لدول ومنظمات اخطبوطية, لا ترى ذاتها الا في ركب السلطة والتسلط ومتربعة على عرش الحكم.. اذن لنرجع عقارب التاريخ الى الوراء لنفهم ولو النزر اليسير ما يقع الان !! وفق « المبدا السوسيولوجي القائل باننا لا نعرف اية معرفة كاملة الا بالرجوع الى تاريخها »
فاليمن تنهشه مخالب القاعدة وتحركاتها, وتضربه زوابع عدم استقرار الجنوب عن شطره الشمالي.. اما الخطر الحقيقي فهي شطحات حركة الحوثي المسلحة وهنا بيت القصيد . ففي تاريخ 26 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1962 هبت عاصفة شعبية مسلحة ضدا اخر سلاطين الحكم السلالي, وسدل الستار عن عقود من الظلم القائمة على الرزوخ تحت قداسة العرق والدم, او ما يعرف ب ‘الحكم الامامي’ فبعد هذا الانفراج وستنشاق عبق الحرية اتت سنة 1990 كصيف حار وطويل على اليمن السعيد وما هو بسعيد.. ببزوغ ضوء المؤسس الفعلي للمذهب العقدي لتيار الحوثي ‘بدر الدين الحوثي’ والذي نادى عبر حصر الولاية في ذرية الامامين الحسن والحسين كواجب وضرورة عقدية او ما يعرف اصطلاحا ‘بولاية البطنين’ كما دعى برفض الاعتراف بنظام صنعاء الجمهوري ورفض ولاية ‘عبد الله صالح’ انذاك على شاكلة رفضهم لولاية ابي بكر وعمر.. وبهذا يكون قد هيا امر الولاية الى نجله ‘الحسين الحوثي’ بعتباره منظر وقائد حركي للحركة الحوثية واستطاع نقل ادبيات الحركة من الحيز التنظيري الى الفضاء الميداني, هذا الاخير المتاثر بافكار الخميني وحزب الله استمر وبكل عزم في نشاطه الثقافي والفكري في عملية الاستقطاب والحشد في بيئة يتفشى فيها الجهل وتؤمن بمقولات السيد بدون ادنى سؤال.. وبذالك تكمن من تكوين نواة لمشروع طائفي يفتقد للمرونة الفكرية ويؤمن بالخطابات الحدية التي تنتشر انتشار النار في الهشيم ديمغرافيا على الارض وشعارتيا في الهتافات والمظاهرات حيث ما يسمونه ‘صرخة’ تعلو في كل مكان كما يعلى الدخان بساحات الوغى وهي :
الله اكبر
الموت لامريكا
الموت لاسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للاسلام
فبعد مقتل ‘الحسين الحوثي’ نجحوا في توظيف مقتل الزعيم سياسيا وتنظيميا وشعبويا, ليكن بذالك وقود لعنفهم وتطرفهم عبر شعارات تتلبس بسم الدين وتدعوا لسيل الدماء وسفكها.. وما اكثر الدماء التي هدرت تحت عباءة الدين !! هنا صعد ‘عبد الملك الحوثي’ لقيادة الحركة, الشاب المتاثر كليا بحزب الله من اجل التغلغل ما بين ظهران كراسي سياسة اليمنية وفرض ما يمكن فرضه من جزئيات مشروعهم الطائفي. فهدف الحوثين اكثر غموضا من خلال بنيته الفكرية المتترسة بثقافة السلاح وتنازع السلطة فقد خاضوا مواجهات عدة مع حكومة ‘عبد الله صالح’ ودخلوا 06 حروب دامية على مدى 10 سنوات.. من 18 يونيو/ حزيران 2004 حتى فبراير /شباط 2010, وهنا يطغى على الجو سؤال مفاذه : هل كان بمقدور حركة ناشئة محدودة السلاح والتدريب ان تكسر شوكة خامس جيش في المنطقة العربية ام انها مجرد رقصة ثعبانية من رقصات عبد الله صالح على نغمات ايادي خارجية ?!!
ففي خضم احداث ثورة الشباب السلمية التي عمت اليمن والمنطقة العربية في اطار ما يسمى «بالوحل العربي » مطلع عام 2011, سيطر الحوثيون بقوة السلاح على محافظة صعدة معقلهم التاريخي ليعلن الذراع العسكري الاقوى في اليمن اللواء ‘محسن الاحمر’ تاييده ودعمه لثورة شباب سلمية ومطالبها العادلة, لكن اعداء الامس اصبحوا اخوة في اطار تحالف الحوثيون مع ‘عبد الله صالح’ من اجل ردع ثوار ثورة الشباب السلمية .وبعد عام من تسلسل الاحتجاجات السلمية التى اجتاحت جغرافيا اليمن كما يجتاح الجراد المروج, اضطر ‘عبد الله صالح’ بعد 33 عام في سدة الحكم ووفقا لبنود ‘المبادرة الخليجية’ التي اقدمت عليها دول الجوار في اطار مشروع سياسي لترتيب نظام نقل سلطة في اليمن ل ‘عبد ربو هادي’ بعتباره نائبه. هنا اذن تتضح معالم سياسة هذا البلد الذي تعاقبت عليه رياح المكيدة وايادي الغدر وكيد الاشقاء داخليا وخارجيا..
اما الجانب الانساني فحدث ولا حرج, فمن يطبل بسم الدين والقيم الدينية.. يقتل ويسفك الدماء بعباءة الدين وتحت مسماه !!وهنا اقصد حركة الحوثي. ومن يتشدق بالديمقراطية و حفظ الامن ونظام الداخلي.. يقتل ويشرد تحت ذات العبارات !! وهنا اقصد نظام ‘عبد الله صالح’ سابقا و’عبد ربو هادي’ حاليا. اما من يدعي شرعية التدخل في شؤون الداخلية لدولة سيادية مستقلة ويقصف ويدمر معاقل المدنين تحت مسمى عاصفة الحزم بعتبارها خدعة القرن.. فذالك الشيطان الاكبر !! فمن لم تقتله مدافع الحرب لم يتركه شبح الكوليرا ..
لك الله يا يمن ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت