الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطوة اولى في الرد عن سؤال الغربة!

جلال نعيم

2006 / 3 / 7
كتابات ساخرة


لا بأس من القول ، في البداية ، بأن الغربة حالها حال المرأة ، تشعرك بعدم ألإستقرار دائماً ، الكارثة تكمن في انك تعيش مع المرأة أما الغربة فانما تعيش فيها .. !
هكذا تصطاد لحظات السعادة من الاثنين .. حتى تصطدم بحاجز ما .. قد يكون مزاجي او (هرموني) عابر مع المرأة ، ولكنه مزمن وينمو أحياناً مع الغربة .. !
حاجزا اللغة والثقافة قد يتسنى لك تجاوزهما ، ولكن حاجز البشرة يبقى دائماً .. بل وينمو مع مصائب عالمنا المعاصر المتلاحقة .. ما كانت سبتمبر 11 طائرتان مفخختان بالبشر فحسب ، وإنما إستغلّها دبلوماسييو الحروب لتسويق منتجاتهم ألأكثر فتكاً ، ويكفي ان تتردّد أسماء أحمد ومحمد وحبيب على شاشات التلفاز لتشير الى سحنتنا ، سحنتنا التي لا يمكن ان ننزعها ك(جورب) ..
على المستوى الشعبي (الأميركي) يمكننا القول بأن كارثة البرجين فتحت آذان الناس هنا جيداً ، وباتوا يتتبعون ما هو أبعد من الخبر ، أسماء الجناة عرفوها من وسائل ألإعلام ،التي لم يعودوا يثقون بها بالشكل السابق ، ولكن ما يسألون عنه : لماذا ؟! هذه ال "لماذا ؟" التي لم يُجب عنها أحد (رغم تراكم ألأجوبة الغبية !) لذا ما أن يميزوا سحنتك حتى يبادرونك بالسؤال .. يُصغون بعمق ولا يستوعبون بسبب حجم الهوّة التي وضعتهم ثقافة التحميق بعيداً فيها .. ؟!
يسألونني :" لماذا ؟" فأجيبهم ضاحكاً:" بسبب الزواج الغير شرعي !"
"ماذا تقصد ؟!"
" أقصد الزواج الغير شرعي بين حكوماتكم المتعاقبة وحكوماتنا التي لا تقبل المغادرة !"
وألوّن في إجاباتي مثل معلّم سئم من ترديد أجوبته :
" أتعرفون لماذا أميركا أعظم بلد في العالم .. والجميع يتمنى العيش فيها ..؟ لأنها لم تبقي بلداً صالحاً للعيش فيه .."
أضحك ويضحكون ونتضاحك على مآسينا ..
مرّات أتصوّر علاقتي بأميركا مثل علاقة (ألفريد دي موسيه) –الكاتب الفرنسي- ببرج إيفل .. فبعد ان قضى أعواماً يندد ببناء البرج ، صار يتغدى ويتعشى ويكتب في مطعمه كل ليلة ، بعد أن إكتمل بناؤه ، وعندما سلأوه عن السبب أجاب بشكل قاطع "لأنه المكان الوحيد في باريس الذي يمكن أن أكون فيه دون ان راى هذا البرج اللعين !" .. وهو كذلك إذن .. فأفضل طريقة للتخلص من رؤيتك لأميركا هو ان تعيش فيها ، سترى كل شيء .. ما عداها .. أو ما يسمّيه (رولان بارت) "نفي الشيء بالتطابق معه " سوى ان ذلك يثير سؤالاً محرجاً لحكوماتنا هناك .. لماذا نرى ونلمس ونشم روائح أنظمتكم ولا مهرب لنا من ذلك حتى لو نفّذنا علاج (دي موسيه) وطبقنا وصيّة (بارت) ؟!
ربما هي السياط التي مازالت تُلهب ظهورنا ..
أقول ربما وأنا أتحسّس آثارها ولو" بعد حين" ..!


* كتبت المادة بناء على دعوة من جريدة "العرب اليوم" حول سؤال الغربة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا


.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور




.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان


.. -بين المسرح والسياسة- عنوان الحلقة الجديدة من #عشرين_30... ل




.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين