الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زهرة امتنان ومحبه ..للشاعر محمد صابر عبيد

رشا فاضل

2006 / 3 / 7
حقوق الانسان


وانا اخط عنوان هذه المقاله تذكرت كلاما قاله لي احد الشعراء الراحلين حيث تلقفته يد الموت سريعا قبل ان يفي بديونه الفاتنة إذ وعدني هذا المبكر في موته من جملة ما وعد ، انه سيكتب لأجلي مسرحيه. .
ووعدته في لحظة احتقان بالخلود والزهو والتوحد باني ساعتلي المسرح كما فعلت في الجامعه . . وامثلها . . لأجله فقط ..!

تذكرت انه قال لي مره (رحمه الله) حين التقى بأحد الوزراء في منفاه ( ماقيمة الوزير امام الشاعر؟ الكثير من الوزراء والحكام يتعاقبون على الكراسي لكن التاريخ لايحتفظ في ذاكرة قلبه الا باسماء الشعراء )..!
تذكرت كلامه وانا اهم بالكتابة عن الناقد الدكتور محمد صابر عبيد اذ وجدت اصابعي تتمرد على كل القابه الاكاديميه وما اكثرها وتختار لقبا لايندرج ضمن سجلّه المهني ولا يتقاضى لأجله مرتبا شهريا بل انه يبذل الروح لاجل الاحتفاظ به ..!

هذا الشاعر الذي يفوح أناقة . .و الذي كان لي شرف معرفته في دراستي الجامعيه وشرف معرفته كأنسان وشاعر لاينتمي للوجه الاكاديمي بل كان يمعن في الابتعاد عنه في اكثر المناسبات الرسميه مجتذبا بذلك اعدائا كانو يزدادون ضراوة كلما امعن في التماهي مع الذات متجاهلا الحدود الحمراء . . والاحزاب التي لم تنجح في اغوائه ببريقها واجتذابه لحروبها السريه . .

هذا الكائن الجميل الذي افيض نحوه بامتنان يفوق ابجديتي لا اعرف حقا كيف ازجي له المحبه والامتنان ...؟
مازالت اصابعي تحتفظ له بفرحة معانقة الكتاب الاول الذي افتتحت باسمه قصصي القصيره التي تعمّدت فوق أصابعه حروفا ممزوجة بأحلام مراهقة كلما أوغلت السنوات في الرحيل امعنت في الالتصاق بها أكثر واكثر. . كأنها الكنز الذي ينفرط من بين الاصابع ولا نملك حيال هذا الفقد شيئا. .
اخذ بيدي وقدمني مغالبا خوفي وارتباكي. . معلنا للجميع (عن وجود كائن صغير يحمل اسمي . . ولوني وأحلامي التي تمنى لها أن تتحول في المستقبل إلى رواية . . أتلمس وريقاتها الآن و ترتجف أصابعي امتنانا لعطائه ونبله الإنساني الكبير. .
...
هذا الشاعر الغائر في مسامات المحبة
في أكثر دهاليز الذاكرة عمقا وإشراقا . .

تلك الحقائب المحملة بالحكايات . . بالصباحات المهيأة للأحلام الباذخة الغير خاضعة لأحكام الزمان والمكان
. . .

في باحة ألجامعه
احمل الكتب. . اتمازح مع الصديقات .. اضحك بصوت مرتفع. . يصمتن فجأه يرتبكن (اصرخ مابكن)؟
أستدير خلفي لأجدك تقف متأبطا حقيبتك الجلديه الصغيره وفي يدك ورده من الجوري الاحمر.. تغلفه ابتسامتك العريضه. . حيث تنزلق دهشتي وارتباكي فوقها..!

تسابق ارتباكي وتحييني..؟ تسألني . . عن قصصي القصيره والصغيره. . . تمازح ارتباكي بابتسامتك. . وازهو بين الصديقات بمراهقتي وانا اتابط ضحكتك حيث المكتبه
حيث الساحه
حيث القصص
حيث الموظفة العانس التي يزعجها بقائك حتى وقت متأخر في المكتبة
وتبدأ بإغلاق التكييف . . والاضويه. . ونظل نحن نغالب رغبتها في الصراخ لنستمع إليك وأنت تقرأ لنا قصيده ..!

حيث وجه الناقد فيك وهو يطلب مني بابتسامته الحميمة بعد أن يقلب أوراقي (كثّفي يارشا تحتاجين الى التكثيف)؟
واهمس لك في سرّي
(سأكثف يا أستاذ . . طبعا .. لكني سأسهب كثيرا في الحديث عنك . . !

عن أحلامك التي زرعتها في الذاكرة . .
كنت أترقب نجمك المذنب وهو يرتفع في السماء بسرعه تفوق ابصارنا الشاخصة نحوه. .
نقتطف معك فرحك بالجوائز .. .
وحزنك في الطعنات السريه من الصغار المتناثرين تحت غبار اقدامك

نفرح برسائلك التي مازلت احتفظ بها في درجي مستغلتانسيانك لها..!
نقرأ رسائل الشعراء لك. . وزهوهم بك وامتليء فخرا بدلا عنك. . .حتى اوشك على الوقوف امام المرآه واصيح بجنون . . ماكل هذا الالق ؟؟؟؟

نحفظ في ادراجنا السريّه هذيانك العاشق .. .
صور اطفالك الذين كبرو امام أعيننا وأنت تقص علينا حكاياهم ومشاغباتهم .. . (خيال . .وسامر. . .. وشام . . . الاقرب الى قلبك .. وعبد السلام الذي كنت ترى في شخصيته رئيسا للدوله القادمه . . والاكثرهم شقاوة. . الاسد الصغير ريبال..!. . )

. . .
تلك السنوات مرت كطيف عاشق .. . لكنها مازالت عالقه في الذاكره
ومازلت انا بعد كل تلك السنوات . . احتفظ لك . . بالوردة الجورية الحمراء
لاقدمها لك
في عيدك

رمزا لمحبة ووفاء
وامتنان

لاتقوى على وصفه الكلمات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #


.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا




.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3