الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأستفتاء محاضرة كبرى القاها الشعب الكردي على العالم بأسره

بدرخان السندي

2018 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


رغم انى احلم طوال حياتى بأشراقة الحبيبة دولتنا الكردية بيد اني مؤخرا لم اعد احلم مثلما كنت، بل بدأت اشعر ان حلمي تحقق وان الدولة الكردستانية قد تأسست فعلاً في صدورنا نحن الامة الكردستانية منذ 25 ايلول الماضي وما باتت محض مشاعر او احلام بل استحالت الى مبادئ واقعية رصينة .. ومن حلم الى حقيقة ماثله في وجدان كل كردي حتى تلك القلة من الأطفال( الكبار ) ممن تفلسفوا كثيراً قبيل الأستفتاء .. حتى المناوئين للأستفتاء انقسموا الى شطرين يوم الأستفتاء شطر ثارفيه عقله الباطن ووجدان السنين الماضيات من تاريخنا وعشقه لكردستان الحبيبة وشعوره الغائر في اعماق روحه بالغدر الذي احاق بشعبنا الكردي فحرمنا من ابسط حق انساني الا وهو السيادة وراحت تتراقص امام عينه حبال المشانق واختناقات اطفال حلبجه والأحياء المدفونين تحت تراب الأنفال فهرع الى صندوق الأستفتاء يطهر الروح من قذارات السياسة والمصالح والنزعات الشللية الضيقة.. وشطر اخر يعانى من صدمة الأستفتاء ويحار جواباً ولايدرى ماذا يقول وهؤلاء قلة قليلة سرعان ما بان معدنهم وعفن منبتهم.
نعم كان الأستفتاء محاضرة رصينة كبرى القاها الشعب الكردي على القاصي والداني وشد انتباه الشعوب ودولها شرقاً وغرباً وهز وجدان االأمم الى مأساة شعب مازال يرزح تحت سكينة كولونالية الحرب الأولى ومكائدها لكن الأهم ان الأستفتاء الذي اصبح محاضرة كبرى للعالم في موضوع حق تقرير المصير الكردي اشعل ضوءاً وهاجاً في الظلمه التي يعيشها للأسف المثقف والسياسي العراقي فما زالت ثقافة معظم العراقيين وحتى ساسته وسياسيي الصدفة ثقافة مدرسية بسيطة في التاريخ السياسي .. ثقافة الكتب المدرسية التي كتبتها الحكومات المتعاقبة وفقاً لمصالحها .. ثقافة طمس الحقائق وتشويه التاريخ .
و مازال المثقف العراقي يعتقد انه صاحب حضارة بابل و سومر واشور وينسى انه ضيف ثقيل على العراق ومهاجر قادم من الجزيرة العربية ولاعلاقة له بتلك الحضارات بل هو الذي دمر اثار وبقايا تلك الحضارات و قوانينها وما زال يدمرها ويضطهد متلذذا احفاد تلك الحضارات ويقصي بقيتهم الباقية عن وطنهم.
و مازال المثقفون العراقيون وساسة العراق يُسوِقون كذبة ان علاقة الكرد بالعرب تمتد الى الاف السنين في العراق لابل في (دولة) العراق ويصطدمون اليوم بصراحة الكرد في طلب الأنفصال ووضع حد لهذه العملية القيصرية لولادة دولة العراق قبل قرن من الزمان وأن العراق كدولة لايمتد تاريخه الى ماقبل الحرب العالمية الأولى حيث كان هذا الكائن المصنوع الذي نسميه دولة العراق اليوم عبارة عن ثلاث ولايات مستقله ولاية الموصل وهي كردستان و ولاية بغداد وولاية البصرة وكل ولاية كانت تدفع ضرائبها الى الدولة العثمانية من خلال واليها الذي تعينه الأستانة .
و المحاضرة الكردية التي القاها الكرد على العالم عبر هذا الأستفتاء انها جاءت تُذكّر العديد من الأنظمة السياسية في عالمنا هذا وكأني بها تقول للنظام الدولي انكم رغم ما تتمتعون به من حضارة و تقدم و ديمقراطية و عدالة جتماعية و قوانين وضعية متطورة و دساتير و برلمانات عريقة لكنكم للأسف الشديد مازلتم تعانون من داء المصلحة على حساب القيم الأنسانية فانتم دول مصالح وليس دول اخلاق ومبادئ لا اقصد شعوبكم بل حكوماتكم.. انتم دول مجاملات دبلوماسية وليس دول مبادئ حقيقة رغم اني لا انكر قيمة وخطورة المصالح بين الدول اما ان تكون على حساب طمس كينونة شعب او امة فهذا هو الاجرام بعينه ولا بد من خط فاصل بين السياسة والجناية.
ان رائحة النفط العراقي مازالت تتحكم في قراراتكم و مواقفكم وانا متأكد انكم اليوم تشعرون بالعار وانتم تتجاهلون حق الشعب الكردستاني في ابداء رأيه بمصيره و تحاولون ان تغضون الطرف عن فداحة شذوذكم الديمقراطي ازاء قضية عادلة 100% .. لكننا متأكدون انكم سوف تعتذرون لهذا الشعب الذي يساهم اليوم في تعليمكم عبر محاضرته الأستفتائية التاريخية ان السياسية التي وصفها ميكافلي على انها علم الممكنات لانأخذ بها نحن الكرد لأن الأخذ بها على هذه الشاكلة معناه اننا اجزنا لأنفسنا نحن البشر ان يأكل بعضنا بعضاً .. اذن لماذا نستنكر اعمال هتلر و موسوليني و ستالين و صدام حسين هؤلاء اتبعوا الممكنات المتاحة في سياساتهم لفرض مصالحهم ونحن دعاة حق لا دعاة افتعال حروب ميكافيلية.
ان (ميكافلي) الكرد يقول ان السياسة هي علم الممكنات على طاولة المبادئ الأنسانية نعم الأستفتاء عصف عقليا ووجدانيا و سيعصف اكثر في مواقف و مسلمات السياسة العالمية و سنرى نتائج ذلك قريباً في تطورات المشهد الكردي.. وهذه الأزدواجية السياسية المقيتة التي تعيشها اليوم امريكا و دول اوربا ازاء القضية الكرديه كتأكيدهم لكامل حقوق الكرد في تقرير مصيرهم من جهة واستنكارهم لأجراء استفتاء حول تقريرمصيرهم من جهة اخرى لن تبقى ولايعقل ان تبقى وقديماً سخر العقل الكردي من المواقف المزدوجة واطلق عليها اسم ( بانه ك و دوو هه وا ) في امثلته الشعبية اي سطح واحد يهب عليه نوعان من الرياح في ذات الوقت وهذا يتنافى مع المنطق نعم الاستفتاء ونتائجه الدامغة محاضرة قيمة وصفعة معلم تأديبية اخجلت الدول الكبرى من مواقفها اللا اانسانية رغم صمتها وبعض من الصمت اعتراف.
سيبقى موقف شعبنا الكردي في الادلاء الاجماعي على تاسيس دولته الكردستانية صفحة مشرفة في تاريخنا النضالي وسيبقى موقف الرئيس مسعود بارزاني في تبنيه واصراره على تطبيق الاستفتاء موقفا مبدئيا ليس لنا الا ان نحييه ونعترف انه دفع بالقضية الكردية الى امام في الحسابات الستراتيجية والتاريخية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نواكشوط تعلن اقتناء جيشها مسيرات وأسلحة متطورة، لماذا؟


.. مندوبة بريطانيا بمجلس الأمن: نحن فى أشد الحاجة لتلبية الحاجا




.. الجيش الإسرائيلي ينشر مقطعا لعملية تحرير 3 رهائن من غزة| #عا


.. عاجل | مجلس الأمن يتبنى قرارا أمريكيا يدعو لوقف إطلاق النار




.. نتنياهو يلتقي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القدس