الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة من شاعر - كم كنت أتمنّي ألا تكوني-.

حذام الودغيري

2018 / 2 / 17
الادب والفن


"لن تقرئي هذه الرسالة أعرف، لأن لا شيء مني أصبح مهمّا بالنسبة إليك، ولكني سأكتبها، ولم يعد يهمّني أن تقرئيها، فهمتِ؟ لقد خرجتِ من حياتي، فهمتِ؟
تقولين عنّي جبان، تقولين عنّي مخاتل، تقولين عنّي ميّت، تردّدين أنني عاجز عن الحب، وأن لا رجاء لي سوى الشهرة والمال والقرّاء، بل تدّعين أنني لا أستوعب ما أقول وما أكتب! تقولين كلّ هذا، ولم تنطقي منه حرفاً أمامي…
لكنني أصبحت أعلم شيئا ومتأكّداً منه…أقدر الآن أن أقول إنني أحقد عليك بل أكرهك ! كم كنت أتمنّى ألاّ أعرفك…كم كنت أتمنّى ألاّ تكوني! كي أكون وأحيا، وأنتشيَ بكل الّرائقات…أراكِ دوماً أمامي وخلفي وحولي وفوقي وتحتي وبجانبي، أحسّكِ تعششين في خلاياي، أرى ابتسامتكِ المتعالية، فيما أشعلُ لهيب الحب في أعين النساء، لعلّني أسكنهن مثلما سكنتِني. المعجباتُ الكثيراتُ المتلهّفاتُ ترَينَهنَّ، أنتِ، قليلات، لأنهن لسْنَ مثلك، عفواً ! لا يجوز لهن ذلك، فأنت وحدك الكثيرة… تبّا لكِ، أعرف أنهن قليلات، أعرف أنهن غثاء…أعرف أنك وحدك المرأة وأنك وحدك الحياة وأنك وحدك المماة! أنظر إليك تراقبين حركاتي وسكناتي ونبضات قلبي، تقارنين بين قولي وبين فعلي… فأشعر بأني حقير، أشعر بأني وهم، بأني لا شيء! كم أكرهك…ظلّي بعيدة!
كم كنت أريد ألاّ تكوني، حتى أصنعَ لك تمثالاً من شعري ومن حروفٍ ينزفها دمي، كم كنت أريد ألاّ تكوني حتى أخلقَ مُلهِمَةً فاتنةً وأختارَ لها اسماً يكونُ اسمكِ أنتِ! فكلّ شيء فيك مُنَى نفسى ومُنتهى أمَلي!
عيبكِ أنكِ جئتِني في زمنٍ لستُ فيه ما أحبّ أن أكونَ لكِ!
أشعر بمغص في المعدة، أشعر بغصّة في الحلق، أشعر بوخزات مريعة في القلب… أشعر بألم وبؤس شديدين في الروح… ذنبي أني عشقتكِ ولستُ أهلاً لك! أنا لا أراني أهلاً لكِ ! كيف أقدر عليك، وأنت مرآة جبّارةٌ تعكس مجهول خباياي؟!، كيف أحبك وأنت بئرٌ سفّاحة تخرج المدفون من نقائصي و تظهر الموؤود من وهني و قلّتي؟!
فأنا رجل يغويه أن يبهر امرأة مثلك بالألق، أن يملأ عينيها وسمعها وبصرها بالنصر والقوة والعنفوان ؟ أين رحمتك؟ أين شفقتك حين قلتِ إنّكِ أحببتِ الرّجل البسيط الذي يمشي على الأرض ويخاف ويتألم ويفرح ويحبّ … ألم تعلمي أن كلماتك ندبت روحي وثقبت كبريائي؟!!!
أريد فقط أن أنساك يامن تعرفين نفسي أكثر مني، أعشقك وأحقد عليك يا أناي!"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي