الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن أي إصلاح أومصالحة يتحدّث البعض... فالتغيير الديموقراطي لابديل عنه في سوريا!؟.

نوري بريمو

2006 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


بداية...، بما أنني مصطفٌ مع الجانب السياسي الكوردي الذي له حضور ملحوظ وسط قوى إعلان دمشق ،ولما كان من المفترَض بي أدباً أن أكون ملتزماً بشكل (حزبي ـ ميكانيكي) بقرارات هذا الإعلان الذي يحمل توقيعنا كطرف رئيسي مشارك في معادلة الحراك السوري المعارض...!؟، لذلك قرأت وثائقه بإيجابية من حيث المبدأ وتعاملت مع تداعياته بمنتهى المرونة السياسية مع قليل من الحذر المشروع ،لكنني منذ الأيام الأُولى أعطيت لنفسي حق إبداء الرأي بشكل ديموقراطي حول الأداء الآني لهذا المحفل المنجَزْ من أجل دمقرطة البلد ،لذا أردت أن أدلو بدلوي في بحر (الموضوع ـ المُشْكِلْ) فكانت لي إنتقادات وتحفظات عديدة بقصد تقويم المسار لا إعاقته ،منها مايتعلّق بمسألة الإدارة الذاتية للمناطق الكوردية ومنها الأخر ماهو متعلق بقضايا وشؤون سورية عامة ،كلغة الدولة وديانتها وإسلوب تعددية إدارتها و...إلخ .
طبعاً الأمر الأول الذي شدّني بإتجاه الإصطفاف إلى جانب الإعلان ،هو دعوته إلى التغير الديموقراطي وإلى تداول السلطة وحل المشكلات الداخلية بالطرق السليمة والتطرق إلى ذكر الشعب الكوردي ببعض حقوق المواطنة بموجب دستور جديد للبلاد و...إلخ ، أما الأمر الثاني الذي جعلني أتغاضى قليلاً عن بعض تحفظاتي فهو يكمن في مدى ثقتي بصدق نوايا وبمصداقية أكثرية فعاليات هذا الحراك الذي عايشته وشاركت في الإعداد لتمتين متنه لفترة لابأس بها ،أما الأمر الثالث والأهم فيتعلّق بعمق معرفتي العملية لماضي وحاضر أكثرية الأخوة والقوى التي بادرتْ في الإتيان بهذه الخطوة الجريئة في قلب دمشق ،متّحدين بذلك عسف أجهزة النظام وغير آبهين بتحذيراتها ،فهم بغالبيتهم معارضين ديموقراطيين ذاقوا مرارة السجون والمعتقَلات دفاعاً عن الديموقراطية وحقوق الإنسان ،إذ لاخوف من نقاء دورهم في الحاضر والمستقبل .
لكن ما يبعث في نفسي الألم والشعور بواجب تقديم بعض الملاحظات حول بعض النواقص في أداء هؤلاء الشركاء ، هو أنهم كانوا على عجلة في أمرهم ،ولذلك رأيناهم توافقوا على عجالة حول برنامج حد أدنى متواضع لمّ شملهم لابل جَمَعَ شتاتهم حول طاولة مستديرة مكتظة بمختلَف المختلفات التي أرادوا تجاوزها دون شوشرة ،كي يتم الإسراع في الإقلاع بمكنة الحراك الديموقراطي نحو الأمام ،هذا الإسراع أوالتسرّع قادهم أوجعلهم يتعثرون منذ البداية في ترجمة وقراءة مايجري حولهم في الراهن الإقليمي والسوري من متطورات ومنقلبات ،علماً بانّ مجريات الأمور قد أصبحت واضحة لأنّ تطور الأحداث يوحي بجلاء إلى أنّ النظام قد بات يزداد عزلة وضعفاً ونُزُلاً نحو الإحتضار ،في حين وجدنا قوى إعلان دمشق لا تستطيع مواكبة هذه النقلة النوعية ،وفق ما تقتضيه مصلحة أهل البلد وليس أهل الحكم ،و إن دلّ هذا السلوك على شيئ إنما يدلّ ـ حسب ظني ـ إلى عدم وضوح أوتكامل رؤيتها لراهن ومستقبل العملية السياسية الداهمة للبلد ، ماينم إلى ضعف قدراتها (السياسية ـ المجتمعية ـ الإقيصادية) نتيجة العوامل الميدانية التالية :
1ـ إذا ما أستثنينا الجانب السياسي الكوردي المشارك بمصداقية وفعالية في الإعلان ،فأن بقية أطرافه هي فعاليات نخبوية ضعيفة ليس بمقدورها تحريك الشارع السوري ،على الأقل في الحال وفي المستقبل المنظور.
2ـ ليس للإعلان برنامج عمل وطني مكاشفاتي يلبي طوحات شارعنا المتعدّد التكوينات والتطلّعات ،ويعزّز مسيرة التغيير الديموقراطي الجذري المطلوب اليوم قبل غدٍ ،ما يوحي في الغالب إلى أنها ـ أي قوى إعلان دمشق ـ ملتزمة بتوجهات إصلاحية...!؟، وهي تسير وفق هدى ثقافة معارضة تريد الإصلاح والمصالحة مع النظام ،وليس ثقافة معارضة تسعى نحو تغيير نظام لم يكن ولن يكون يوماً من الأيام مهيّئاً لا لإصلاح ذاته ولا للمصالحة مع الآخرين .
3ـ ليس لديها أية نية في إعتماد مبدأ إستحواذ عتاد تعدّدية أجندة التغيير ،ولذلك فهي لا ولن تستطيع إخراج نمط حراكها من مجرّد إصدارها للتصريحات والبيانات إلى الترجمة العملية في الشارع الذي يبقى يشكّل فيصل العمل الديموقراطي .
4ـ لا يتبادر إلى ذهنها أن تحسب أي حساب لأي تغيير دولي مفاجئ للنظام ،بمعنى أدق أين ستصطف قوى إعلان دمشق ومع من ستقف بعد رحيل السلطة وفق هذه الأجندة القادمة أوتلك...!؟.
5ـ يبدو أنه ليس بوسعها عقد مؤتمر وطني سوري شامل خوفاً من المختلَفات ، لأن بعض أطرافها وخاصة العربية منها ،ترفع الفيتو في وجه أطراف أخرى خارج جسم الإعلان ،وهذا ما لا يجوز أن يستمر في ظل هكذا راهن سوري ملحّ ،إذ أن التداعي إلى هكذا مؤتمر قد يكون منقذٍ للبلاد والعباد ، قد بات يشكل النواة الأساسية التي لا يمكن الإستغناء عنها حينما نريد فعلاً تغييراً ديموقراطياً شاملاً في بلدنا .
أما الأهم من هذا وذاك فإن ما ورد في البيان الأخير الذي أصدرتة اللجنة المؤقتة لإعلان دمشق يجعلنا نسأل اللجنة :
عن أي تغيير تتحدثون ما دمتم لا تكترثون لابل تديرون ظهركم لما يجري في العالم من مؤتمرات وإجتماعات ولقاءات من شأنها تكثيف الضغوط على النظام وتبحث جاهدة عن سبل دمقرطة الشرق الأوسط وسوريا...!؟، وإذا كنتم غير معنيين بلقاء (خدام - البيانوني) الجدير بالإهتمام مثلاً ،فبماذا تجدون أنفسكم معنيين إذاً ياترى...!؟ ،وبما أنكم لاتراهنون سوى على الداخل ولا تقبلون أية مساعدة من أي جهة كانت ،فكيف ستوفرون مستلزمات التغير الديموقراطي الذي تننشدونه...!؟، ،ألستم بتمنعكم هذا تُمنِّعون السياج الواقي للنظام ،لأنكم تصطفون دون أن تدروا مع مجموعات (موالية ـ مصطنعة) تلبس زوراً ثوب المعارضة لتتباكى على حال المواطن وتتبجج بـ ((المصالحة الوطنية)) وتدعو للأصلاح ولإحترام هيبة الدولة وللوقوف بجانب النظام ((الوطني)) لمواجهة التحديات ((الخارجية والداخلية)...!؟، ومن قال لكم بأن الخارج سيبقى ينتظركم إلى الحين الذي تتخلون فيه عن ثقافة إستجداء الإصلاح من هكذا منظومة بعثية مستبدة قائمة على أجهزه قمعية لاتبرح أن تغور عن صدورنا إلاّ بالقوة كما فعلت شقيقتها العراقية...!؟، وهل بإمكانكم إحداث قيد أنملة من التغيير ،ما دمتم منزوين في الداخل المأسور بسطوة السلطة القابضة برقاب كل عباد البلد...!؟.
لا يا ساده...، يا مَنْ لدغكم هذا النظام الشمولي أكثر من مرّة وفي أكثر من مناسبة وبلا أية مناسبة في أحيانٍ كثيرة ، لن يحدث أي تغيير في بلدنا مادمنا نحصر حراكنا بالأجندة المحلية التي تبقى بدائية غير فعالة بالمقارنة مع الأخطبوطية التي يداهمنا بها أهل الحكم...!؟، ومادمنا واقفين مكتوفي الأيدي في مواجهة نظام يستغفلنا بمختلف التهويشات ويغدر بنا كما في كل مرّة ويلعب ضدنا على المليان وبمختلف الأوراق...!؟، ولن نظفر بحريتنا ما لم نتكاتف جميعاً ونوحد صفوفنا ونحترم رأي شارعنا (المحتقَن ـ المتأهب) ونرفع سوية خطابنا ونستغيث بالجوار وبالأسرة الدولية ،لنحشد كافة الجهود الحية والإمكانات المتاحة على طريق توفير مقومات فعالة من شأنها تغيير بنية نظام البعث ،فبدون ذلك لا تفكروا مطلقاً بالتوصل إلى سوريا جديدة ذات نظام ديموقراطي تعددي تنتفي في فضاءاته مختلف أشكال القمع والتمييز والعسف .
أخيراً ...،أخشى ما أخشاه أن يأتي يوماً نعض فيه أصابع الندم في وقت لن يفيدنا فيه الندم...!؟، فالتغيير قادم على الأغلب من الخارج...،وهذا الخارج القادم سوف لن يأتي إلا وهو حاملاً معه قواه وأجندته التي سوف تصبح الحكام الجدد لبلدنا سواءً أشئنا ذلك أم لم نشأ...!؟، على كل حال أتمنى أن لا نبقى في صفوف المعارضة بعد التغيير الموعود أيضاً ،أي في العهد السوري المنتظَر...!؟، كأن نستمر في حراكنا مثلاً كقوى معارضة للنظام الجديد الذي قد يجلبه الخارج إلى سوريا...!؟ ،ولذا أهيب بقوى إعلان دمشق أن تراجع نفسها كي تتخلى عن ثقافة المعارضة من أجل المعارضة وليس المعارضة من السلطة ، وهذا لن يحدث مالم تتخلّى معارضتناعن نمط تفكيرها المحصور بأجندة داخلنا السوري المأسور بقلادٍ ذاتية مقدور عليها وأخرى سلطوية غير مقدور عليها.
وفي الختام ...،أضم صوتي إلى صوت الكاتب الأستاذ : بكر صدقي لأسألكم ياقوى إعلان دمشق : (يا أخي إذا لم يكن لديكم عمل غير التضامن مع منتدى الأتاسي، دعوا غيركم يعمل.)...؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة