الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرصة 20 فبراير لم تضع في المغرب

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2018 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


شعارنا حرية – مساواة – أخوة

يوما عن يوم يتأكد ما قلناه في مقالات عديدة و هو أن التغيير للأفضل في شمال إفريقيا والشرق الأوسط يجب أن يتم داخل الأمن والإستقرار و من خلال العمل السلمي و الحوار الهادئ والعقلاني بين مختلف أطراف الصراع في المجتمع بعيدا عن التشنج و لغة لا صوت يعلو على صوت المعركة ، بعد الذي شهدته المنطقة من إنتكاسات في الدول التي تم فيها هدم الأمن والإستقرار الذي كانت تتمتع به هياكل الدولة والذي كان سائدا قبل ما سمي "ثورات الربيع العربي" .و هي الإنتكاسات التي لا تزال عواقبها تتوالى و ذاهبة بتلك المجتمعات نحو الهاوية القصوى على درجات مختلفة حسب البلد الذي تمت فيه.
ففي سوريا واليمن مثلا و هي السناريوهات الأسوأ لا يزال هذان البلدان منذ سنة 2011 لا يعرفان أي وجهة نتيجة لما سمي "ثورة" بعد تردي كل شيء من السياسة للإقتصاد للأمن ، لأبسط شروط الحياة حتى صار تهديد المجاعة و الأمراض يحيل هذه البلدان مئات السنين للوراء و ليس فقط لعشرات ..
في ليبيا تشرذم كل شيء حتى لم يعد يعرف الليبيون كيف يحققون وحدتهم و يمنعون عدم تقسيم بلدهم بعدما تناسلت المنظمات الإرهابية كالفطر وغاب الحل السياسي و الديموقراطي الذي كانوا ينشدونه .
في مصر رغم الأمن والإستقرار النسبي ورغم هجوم المنظمات الإرهابية بين الحين والآخر فقد تردت الحالة الإقتصادية اليوم و معيشة المواطنين و حرياتهم الأساسية حتى صار ما كان ممكنا و متاحا قبيل تنحي الرئيس حسني مبارك غير ممكن و غير متاح اليوم . ساءت الحريات و غابت الديموقراطية و إزدادت القبضة الحديدية و صارت الإنتخابات الرئاسية انتخابات المرشح الوحيد و كأن مصر إنتقلت من إفريقيا الشمالية إلى كوريا الشمالية و حكم كيم جون أون .
و للأسف في المغرب لا يزال هناك من يتحدث عن الحراك و عن الثورة و عن "قربلة" (أي الفوضى) رغم ما يشاهد و يسمع حوله من مآسي .بل آخرون يتأسفون في تصريحاتهم و كتاباتهم قائلين أنهم "ضيعوا فرصة " حرك سنة 2011 هكذا ...أي ضيعوا أن يتحول بلدهم إلى بلد مثل سوريا أو ليبيا ..عوض أن يكونوا فرحين بالعكس بأن بلدهم قد حافظ على وحدته و على أمنه و إستقراره حتى صار يتحمل المهاجرين من كل حدب و صوب و خاصة من إفريقيا و دول التوتر مثل سوريا وليبيا و غيرهما ..
و لأن الحرية لا هي حرية الشتائم ولا هي حرية الفوضى أو حرية "الضسارة" (الجسارة ) على الجميع فقد كانت هناك أحداث مؤسفة أدت بالبعض لمحاكمات و تطبيق القانون .شيء عادي ... لكن تلك المحاكمات لم تكن مثل ما يحدث الآن في مصر .فالفرق شاسع بين البلدين في هذا المجال لا فيما يخص الحريات أو في الوضع الاقتصادي .
إن مراجعة الدستور في سنة 2011 (و يمكن دائما مراجعته و تعديله) و ما تلاها من خطوات في شتى المجالات ذات الأولوية بالشجاعة التي تمت لحد الإعتراف بفشل المشروع التنموي المغربي و البحث له عن بديل رغم عدم تردي الوضع الإقتصادي بالشكل الذي حدث في بلدان كثيرة و ما تحقق من مراجعة لمختلف القوانين حتى صار هناك حديث عن تخصيص الدعم للفقراء و مراجعة تقاعد الفئات المتضررة و عن الحرية الجنسية و العلاقات الجنسية الرضائية و عن الإفطار في رمضان و تغيير الديانة دون خوف و عن مراجعة مدون الأسرة و غير ذلك من الأمور ليجب أن يجعل أولئك المغاربة الذين تحدثوا عن ضياع فرصة 20 فبراير في الذهاب ببلدهم نحو المجهول أن يشعروا بالعكس بالفخر أن بلدهم لم يضِع مثل ما ضاعت البلدان التي أشرنا لها أعلاه و مثلما ندم ناس مثقفون على ما جرى منهم سوريون و يمنيون و ليبيون .
لكن هل هذا يعني أن المغرب قد صار في أعلى مراتب الدول الكبرى ؟
طبعا في الطريق لا يزال هناك الكثير و الكثير من العمل الدؤوب لتحقيق الديموقراطية الحقة والمساواة داخل المجتمع . ويشبه السائر في هذا الطريق ذلك الذي يمشي في حقل من الألغام نظرا لتعقيد الملفات و تراكمها تراكما تاريخيا يسبق الآني و البيولوجي فيه أي نوع آخر من الملفات فيما يخص الأولوية .فالمحافظة على الوحدة والأمن و الإستقرار اللازم لكل تنمية ربما تلتهم بقدر ما بعضا من حصة باقي الأولويات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر بين روسيا وإسرائيل يتصاعد.. هل يخرق نتنياهو خطوط بوتي


.. إيران تؤكد أنها ستدعم حزب الله في حال تعرضه لهجوم إسرائيلي




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لسوق بحي الزيتون


.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف خلية في مخيم نور شمس بطولكرم أ




.. الدفاع الروسية تعلن استهداف 5 مقاتلات أوكرانية بصواريخ إسكند