الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطرٌ من الذكرى

نصيرة أحمد

2018 / 2 / 20
الادب والفن


ليس رأفة من القلب أن يغزوه ُ الدّمع المُريب ، فكلّ شيء مُباحٌ في الزمن المُبهم فينحني دمي لبعثرة الصمت والهمس الخائف ..كل شيء مُباح ٌعندما يتكلّم قلبي فأخاف ان تتساقط الجبال المخبّأة بين اصابعي . أعلم ان البحر لايفهم الحروف السحرية التي تُدلي بها وقت الغروب لأنك تصمتُ عندما يحين وقت الكلام . كيف يمكن لأيامك أن تمضي دون أذن مني ..لعبةٌ نختارها معاً ..مَن يصرخُ أولا ..مَن يكتمُ أولا ..من يموتُ أولا ..ولاشىء يغتال ُ الألم سوى الأنامل الدافئة ..ولاشىء يغتالني سوى الانتظار وسط مدنٍ مجنونة لم تفعل شيئا لدمي الذي ارتكب حماقة البراءة ..فسارَ وحيدا يسجدُ للنوارس المرتبكة التي أرْسَلتها لي ذات ليلة .
كلّ شيء يُؤلمني وأنت خائف من أناملي أن توقظك في صباح ساكن يستعين بالبحر على ردّ لهفته ...ذات مرّة كنّا نقف معا عند حافة الشارع الصاخب ..كان المطر ينهمر بغزارة ..يبلّل روحي وآرتباكي .. كنت تهمسُ للعينين أن تسكنا لئلا يُفتضح بريق القلب الذي حطّ كطائرٍ غريبٍ على كتفك الأيسر والخدّ الدافىء الذي لمسته على غفلة منك ...مَنْ يُبيح للنهار أن يدوم ألف سنة مما لانُعد ولانُحصي فنهربُ في زاوية من هذا العالم الشرس نُخبّىء القبل التي أطلقناها للسماء احتفاءً باللقاء الأول ...كنّا نضحكُ بشدّة ونُشعل سكائر رمادية لاتنطفىء ..ونُبعثر أقدامنا عند التلّة الخضراء المسجّاة على موسيقى العصر الجنائزي الذي ينحدرُ بتأنّ .
كم مرّة أخبرتكَ أن عبادة الشمس زمنٌ ولّى بلا رجعة ، والأولى أن تُدير ظهرك للموت وتأتي طائعا مسرعا تحضرُ العرض الأول لمعانٍ لاتُدركها ، لتفهم معنى ان تدور مع النجوم التي تحلمُ بالنور اليومي ... هل ستكتمُ موتكَ ...هل ستكتمُ موتي ...والشوقُ يقتل آلافا من القلوب التي أينعتْ... في كل الساعات الذاهبة والآيبة ...لن تستطيع شيئا ، فالمطر المجنون يكاد يكتسحُ النبض البرىء الذي ظلّ مخبّأ ً عند حافة الشارع المشتعل بالغباء في المدينة المعتوهة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف


.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين




.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص


.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة




.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس