الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا وقت اتفاقية مياه مع سوريا في 1987 ورفضت ذلك مع العراق، لماذا؟

علاء اللامي

2018 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


وقعت تركيا في تموز 1987 بروتوكولا رسميا مع الحكومة السورية تعهدت بموجبه بإطلاق 500 متر مكتب في الثانية من مياه الفرات قابلة للزيادة إلى 700 م3 /ثانية مستقبلا. وقد زار رئيس الوزراء التركي آنذاك توركت أوزال شخصيا دمشق لتوقيع تلك الاتفاقية. وحين طلب العراق بأن يكون طرفا في تلك الاتفاقية أو في اتفاقية مماثلة مستقلة عنها رفضت تركيا طلب نظام صدام حسين رفضا قاطعا، وقالت أن مشكلة العراق المائية مع سوريا وليست معها، لأنها لا تعتبر الفرات نهرا دوليا بل نهرا تركيا عابرا للحدود، فسكت نظام صدام حسين سكوتا مطبقا ولم يفعل شيئا مع تركيا بل توجه إلى سوريا وطالبها بعقد اتفاقية ثنائية معها فوافقت سوريا، وعقد الاتفاق في السنة التالية، وتم بموجبه تقاسم كمية 500م3/ثانية بواقع 58% للعراق و 42% لسوريا وبما يتناسب مع طول الفرات المار في كلا الدولتين ولست متأكدا من أن هذه النسبة تنطبق مع نسبة طول النهر.
وحتى على هذا أساس هذه الفكرة التركية المجحفة والمرفوضة بحسب القانون الدولي الجديد لسنة 2014 حول مجاري المياه الدولية، كان يمكن للعراق ان يطالب تركيا بالتوقيع على اتفاقية مماثلة حول نهر دجلة الذي لا يمر في سوريا إلا لمسافة بضعة كيلومترات عند الحدود ولكن حكومات ما بعد الاحتلال الأميركي لم تطالب تركيا بذلك ولا بغيره بل استمرت بممارسة تكتيك الشحاذين والتسول الدبلوماسي.
ولكن لماذا وافقت تركيا على عقد اتفاقية مع سوريا ورفضت ذلك مع العراق؟ السبب هو أن تركيا لا تفهم سوى لغة القوة والتهديد بإلحاق الضرر بها! لنقرأ ما ورد في هذا الخصوص في كتاب الأستاذ فؤاد الأمير (إنَّ معظم الدلائل تشير إلى أن بروتوكول 1987- بين تركيا وسوريا - هو نتيجة جهود سياسية تركية لوضع حد لأنشطة حزب العمال الكردستاني. إذ سبق وأن أعلنت تركيا في أواخر سنة 1986، بأنها اكتشفت مخططاً لتدمير سد أتاتورك من قبل مجموعة مؤلفة من (12) عنصراً من حزب العمال الكردستاني وبدعم سوري، الأمر الذي جعل الأتراك يفكرون في طريقة لوضع حد لنشاط هذا الحزب من داخل سوريا. لهذا زار توركت أوزال، رئيس الوزراء التركي الأسبق، سوريا في تموز 1987، وأبرم البروتوكول المذكور أعلاه، كما أبرم اتفاقية أمنية تعهدت سوريا فيها بوضع حد لأنشطة حزب العمال الكردستاني المسلحة ضد تركيا عن طريق الأراضي السورية.) بمعنى أن تركيا لولا خوفها من مسلحي حزب العمال المدعومين من سوريا آنذاك وتهديدهم بتفجير السد لما وافقت على عقد اتفاقية مع سوريا ورفضتها مع العراق، أي أن سوريا دفعت مقابل 500 م3 / ثانية من مياه الفرات ثمنا بسيطا جدا هو وعد لفظي بقطع الدعم عن مسلحي حزب العمال الكردستاني في تركيا! فهل سيفهم بهائم المنطقة الخضراء اللعب الدبلوماسي إذا لم يكونوا رجالا وفي مستوى اللعب غير الدبلوماسي والتهديد بالعمل الدفاعي العسكري أو بدعم من يستطيعون إلحاق الضرر بمن يريدون إلحاق الضرر بالعراق وإزالة الرافدين من الوجود؟
ليكن شعار الوطنيين العراقيين دفاعا عن الرافدين : سندعم تقسيم أي دولة تريد شراً بالعراق وتحاول إزالة الرافدين من الوجود وتحويل العراق الى صحراء؟

رابط بالمقتبسات عن كتاب فؤاد قاسم الأمير:
http://www.albadeeliraq.com/node/1007
*كاتب عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إنسحاب وحدات الجيش الإسرائيلي وقصف مكثف لشمال القطاع | الأخب


.. صنّاع الشهرة - تيك توكر تطلب يد عريس ??.. وكيف تجني الأموال




.. إيران تتوعد بمحو إسرائيل وتدرس بدقة سيناريوهات المواجهة


.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ