الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سائرون شيوعيين وصدريين

علاء حميد محمد

2018 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


من البديهي أن يتبادر لذهنك سؤال عن اجتماع نقيضين يختلفان في الأيديولوجيا وفي نمط التفكير؟ ظل يطرح هذا السؤال بشكل مستمر وذلك بعد ما تم تشكيل تحالف سائرون الذي يضم الحزب الشيوعي العراقي وحزب الاستقامة المدعوم صدريا وباقي القوى الوطنية المؤمنة بالتغيير .ويطرح السؤال أحيانا لأجل الاستفهام فعلا؟ وأحيانا لأجل التنكيل وهذا السؤال يطرح من جهات علمانية وإسلامية على حد سواء .لكن يبقى بطبيعة الحال سؤالا مطروحا يحتاج إلى اجابه .
أفرزت الساحة العراقية مؤخرا منهجا سياسيا جديدا يتطلب التعاطي معه بما ينسجم مع مصلحة العراق .في ظل اجواء مشحونة من الانقسام السياسي والتدخلات الدولية والإقليمية وتمكن وحش الفساد من العبث بمقدرات البلاد بعد ما هيمن المتحاصصون على السلطة وعلى توزيع ألمغانم والمكتسبات والمناصب على أسس طائفية وقومية مع تغييب متعمد للهوية الوطنية الجامعة ومن دون اعتماد الكفاءة والنزاهة في شغل المناصب المهمة لإدارة شؤون البلاد كما هو النهج المتبع لدى الأحزاب المتنفذة. وهي تعمل جاهدة لكي تجعل من المحاصصة عرفا اجتماعيا سائدا يتقبله الشعب على علاته باعتباره واقع حال مستغلين تنوع نسيج المجتمع العراقي. وهذا ما يؤبد وجودهم في السلطة.
ان في ظل هكذا مرحلة حرجة وعصيبة تمر على العراق
على القوى التي تتبنى منهج الاصلاح والتغيير جمع شتاتها ويصبح التحالف مع أي جهة مقبولا شرط أن تتبنى محاربة الفساد والقضاء على المحاصصة وان تؤمن بمصلحة الوطن والشعب. بغض النظر عن الاختلاف الأيديولوجي في ما بينهم مع الاحتفاض بالاستقلايته الفكرية والسياسية لكل طرف منهم . كما أن ساحات الاحتجاج أسهمت وبشكل كبير في بلورة أهداف وبرامج هذا القوى مما جعل التحالف بين الشيوعيين والصدريين ممكنا . كما ان للشيوعيين موقفهم الواضح والمفهوم من التحالفات وذلك منذ مؤتمرهم الأول للحزب الذي عقد تحت شعار (قووا تنظيم حزبكم قووا تنظيم الحركة الوطنية) الذي يؤكد على ضرورة التحالفات وفق برامج ذات نهج وطني خدمي يؤمن بوحدة العراق أرضا وشعبا . كما أن النضج السياسي الذي بات واضحا على الصدريين واتضح ذلك في مضمون الخطابات والشعارات والمواقف التي يتبنونها واعتماد لغة الحوار مع الحلفاء في صياغة برنامج وأهداف التحالف.. .وهذا يعد شيئا جديدا في الساحة السياسية العراقية والأول من نوعه منذ تأسيس الدولة العراقية وإلى الآن.وهو أن يبزغ تحالف يضم قوى اسلامية وعلمانية في قائمة انتخابية واحدة .وهذا يعطينا نقطة التحول المهمة وهي (من صراع الطوائف والقوميات إلى صراع البرامج) كما أن المعسكرات الطائفية باتت في وهن وضعف بعد التآكل الداخلي الذي حصل في بنيانها الهش وأصبحت عاجزة عن إقناع الشارع خصوصا وأن ورقة الطائفية أصبحت غير مجدية في خندقة الناس انتخابيا. وهذا يصب في مصلحة تحالف سائرون الذي يطرح نفسه بديلا لكل هذا الخراب
كما أن ديمومة هذا التحالف من عدمها تبقى مرتبطة بالظروف والمستجدات السياسية وهي أن الظرف كفيل في الإجابة على أن هذا التحالف ستراتيجي أو مرحلي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مطعم للطاكوس يحصل على نجمة في دليل ميشلان للمطاعم الراقية


.. فاغنر تتكاثر في ليبيا وتربط بين مناطق انتشارها من السودان إل




.. الاستئناف يؤكد سَجن الغنوشي 3 سنوات • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تتقدم في خاركيف وتكشف عن خطة لإنشاء -منطقة عازلة- |#غر




.. تصعيد غير مسبوق بين حزب الله وإسرائيل...أسلحة جديدة تدخل الم