الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ولبنان : آفاق تعاون جديدة.. ونجاح لامع لمعصوم وعون

اسراء حميد عبد الشهيد

2018 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



أطلقت الزيارة الرسمية التي اجراها رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون إلى بغداد هذا الاسبوع بدعوة من الرئيس العراقي فؤاد معصوم، آفاق تعاون جديدة وواسعة بين العراق ولبنان في كافة المجالات وليس الاقتصادية والأمنية والسياحية فقط، ما يدعو قادة البلدين الى تعزيزها وتوسيعها الى ابعد حد مشيرا الى لزوم ان تشمل تطوير وضمان بعدها الاستراتيجي الايجابي الخاص سياسيا وانسانيا.

فالعراق ولبنان هما، مكوناتيا وثقافيا، البلدان الاقرب الى بعضهما بين كافة الدول العربية ودول المنطقة رغم عدم وجود حدود مشتركة بينهما. كما ان مجتمعيهما هما الاكثر تعددية وبالتالي غنى وتسامحا و"تقاطعا" داخليا ايضا، كما ان هذه الخصائص ممكنة التحول الى "عامل خلاق وطاقة كبيرة اذا تم استيعابها وتهذيبها بديناميكية وحرص واع وتفتح حكيم يتجاوز الانتماءات الضيقة".

ان الرئيسين فؤاد معصوم وميشال عون يعرفان اكثر من غيرهما هذه الامكانيات لسعة اطلاعهما على قدرات البلدين وادراكهما ضرورة النجاح ليس في جلب استثمارات اوسع او بيع بضائع اكثر، انما النجاح خصوصا في اخراج بلديهما من صعوبات لا تحصى فضلا عن طي نحو نصف قرن من الانكماش والتصدع لأسباب طارئة سواء الحرب اللبنانية بين 1975 و1990 التي انهت وجود الدولة اللبنانية وعلاقاتها الخارجية لنحو خمسة عشر سنة عمليا، او غزو بغداد للكويت في منتصف 1991 والحصار الدولي الذي اعقبها وتسبب بانهيار مؤسسات الدولة العراقية قبل ان يقضي الغزو الامريكي ثم هجمات داعش على ما ظل من ثقة بها.

وهكذا، ومنذ عام واحد تقريبا بدأت الدولتان تستعيدان الثقة بقواهما الخاصة وكذلك بالقدرة على تفعيل مثمر للعلاقات الثنائية، ما يمنح هذه الزيارة الاولى للرئيس اللبناني الى العراق أهمية استثنائية عبر عنها قبل الزيارة بقوله أن "لبنان والعراق يواجهان معا عدوا مشتركا هو الارهاب، وانهما سينتصران عليه حتما، لان ارادة الشعبين اللبناني والعراقي واحدة في نبذ التطرف، وفي الالتفاف حول قواهما المسلحة التي تخوض مواجهات ناجحة للقضاء على الارهابيين". وشدّد عون على "ضرورة المحافظة على وحدة العراق، وما تميز به من عيش واحد بين مختلف مكونات المجتمع العراقي.

والعلاقات الاقتصادية بين البلدين كانت جيدة على الدوام قبل 1975، وهي تشكل أرضية مناسبة للإنطلاق نحو مرحلة جديدة من الشراكة الاقتصادية الكاملة بين القطاع الخاص في البلدين، في مجالات التجارة والصناعة واعادة الاعمار، وهناك عدة اتفاقيات ذات طابع اقتصادي موقعة بين البلدين العضوين ايضا في معاهدات التجارة الحرة العربية الكبرى.

وتكشف الاصداء الاولى لهذه الزيارة عن نجاح لامع للرئيسين فؤاد معصوم وميشال عون في تأسيس انطلاقة جديدة لتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وتبادل المطلوبين في هذا المجال، وعلى مشاركة الشركات اللبنانية في إعادة إعمار العراق. كما بحث الجانبان في أوضاع المنطقة والأزمة السورية، وملف عدد من المطلوبين للجانب العراقي، ومنهم المعتقل لدى السلطات اللبنانية المدعو «أبو جعفر العراقي» المسؤول في تنظيم «داعش»، الذي كانت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي في لبنان ألقت القبض عليه الصيف الماضي، واستدرجته لمواصلة اتصالاته مع مسؤول التنظيم في العراق، وكان يخطط لتفجيرات واعتداءات خلال عيدي رأس السنة والميلاد. وكان حصل تعاون مع السلطات الأمنية العراقية في هذا المجال.

وكان التعاون الأمني تطور خلال العامين الماضيين، وتسلمت الحكومة العراقية من السلطات اللبنانية عدداً من المطلوبين في قضايا إرهابية بينهم من كان يعرف بـ «أمير الكيماوي» وهو مهندس تنظيم «داعش» لصنع الأسلحة الكيماوية، إضافة إلى وزير التجارة العراقي المطلوب بتهم فساد عبد الفلاح السوداني، كما يطالب العراق بعدد من المتهمين الموجودين في السجون اللبنانية، فيما أنتج هذا التعاون أيضاً تحرير عدد من رجال الأعمال اللبنانيين الذين اختطفوا أواخر العام الماضي قرب مطار بغداد.
وأكد معصوم خلال المحادثات الثنائية مع عون تقديم كل التسهيلات للشركات اللبنانية الراغبة في المساهمة في إعمار العراق وإزالة كل العراقيل من أمامها، واستعداد العراق لفتح أسواقه للصناعات اللبنانية. وشكر لبنان على إجراءاته لضبط تهريب الآثار من العراق إلى لبنان وبالعكس، لافتاً في المؤتمر الصحافي المشترك، إلى «أننا بحثنا تسهيلات دخول العراقيين إلى لبنان ودخول اللبنانيين إلى العراق».

وقال معصوم: «بعد تغيير النظام في العراق بدأنا نبحث عن نموذج مبني على أساس احترام المكونات، على أن يكون هناك توازن، فكان النموذج اللبناني، وربما هناك من يريد من الإخوة اللبنانيين إعادة النظر بهذا النموذج، وهو أمر قابل لإعادة النظر. ونحن لدينا في العراق الكثير من الأمور التي لا بد من مراجعتها».

ونوه معصوم خلال المحادثات بأن لبنان «أول دولة في العالم نجح جيشها في دحر المنظمات الإرهابية عن أراضيها».

وأكد الرئيس اللبناني الذي فاجأه معصوم بإقامة احتفال لمناسبة عيد ميلاده في القصر الرئاسي في بغداد، أن بلاده تتشارك مع العراق في محاربة من سمّاها «قوى الظلام»، وتطرق إلى أهمية تجربة التعايش المسيحي- الإسلامي، وأمل بأن «تستكمل الدولة العراقية انتصاراتها بدحر ما تبقى من فلول الإرهابيين». وشدد عون على «أهمية توحيد الموقف العربي، ونحن على أبواب القمة العربية في السعودية، وضرورة المصارحة الجدية بين الدول الشقيقة تمهيداً لتحقيق المصالحة الحقيقية». وأكد «موقف لبنان الموحّد والصارم إزاء التهديدات الإسرائيلية والاستفزازات المرافقة لها».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز