الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل عام و أنت الحياة

حليمة ابراهيم أمزال

2006 / 3 / 8
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات


ما أن يحل شهر مارس من كل سنة..و برقمه الثمانية..يرفع الستار..عيدا للمرأة، و يبدأ الصراخ: حقوق..قهر..عنف..تسيل المداد بشكل فظيع ..أقلام تهاجمها، أخرى تداعبها و تلك تلاطفها و هناك من تجاملها و فيه من ينتظر هذا اليوم فقط ليشفي الغليل بقمعها و السخط عليها و الوقوف هكذا تصرف ضدها و معها في آن واحد..يا للعجب..و فيه من تحبها و تعيشها في عيدها المارسي هذا بكل معاني الحب الصادق ..
مظالم و مظالم و مظالم واقعة على المرأة و النساء ببلادنا أو غيرها...لكن علينا حين ننهض للدفاع عنها أن نقوم كإنسان و ليس كأنثى تدافع عن الأنثى فقط فالرجال و النساء بعضهم من بعض..لكن الأكيد أن المرأة هي التي تفهم المرأة بكل ما يحويها من آلام..معاناة..و غير ذلك..
من هنا تجد العناوين البارزة و الأكثر إنشادا إن صح التعبير..مطالب و حقوق هذا الكائن اللطيف..
مطلب المرأة مطلب إنساني محض، و من يعتقد غير ذلك فهو مخطئ..و لعل الصراع الكامن في كل علاقة بين رجل و امرأة هو أن كلاهما يريد نفس الأشياء التي يريدها الآخر. فالمرأة قد تطلب الخروج للعمل لحجز مكانة لها بالمجتمع أو للإحساس بذاتها و وجودها، و قد تريد أن تكون لها ذمة مالية مستقلة. و لم لا قد تريد تعبيرا أعمق عن عواطفها.. و قد تعيد المرأة أيضا ترتيب أولوياتها في الحياة حسب مزاجها النفسي و مستواها الثقافي و نوع المحيط المعاش..لكن لا وجود لامرأة ترفض النجاح و الأولاد و الزواج و القوة و الحب ...أشياء كهذه تجعل ذاك الآخر سواء رجل أو زوج أو محيط لا يتقبل فيرفض..عندها يبدأ الخناق و العراك و الصراع ضد لا شيء..
لنأخذ عمل المرأة كمثال لمطلب إنساني حقيقي في حياتها فهو قد يُوَافق عليه لكن في نفس الوقت تُحَمل كل شيء بالقول أنها حرة في شغلها و عليها مسؤولية الأولاد..فالرجل قد يحس بخطورة وجود المرأة على الساحة العملية كونها ستحرمه امتيازا ظل حكرا عليه مند نشأة المجتمعات و قد تنافسه حقا من حقوقه اعتقد أنها ستبقى من نصيبه طول الحياة فهناك مهنا الآن كانت بالأمس القريب حكرا على الرجل فأصبحت اليوم وقفا على المرأة تقريبا..أما الوقوف ضد المرأة سدا منيعا في صنع القرار لنفسها فقط لتعيش ما اختارته هي..كونها طموحة.معطاء ..تحب الحياة..من أجل الحياة لا غير..فما أغرب أن تكون التقاليد و العادات و الأفكار السخيفة المتخلفة سببا في انهيار المرأة و رفضهم لمثل هذه التصرفات و للأسف..و النتيجة تعرفها المرأة..و مهما كانت المرأة و مكانتها و مهما خسرت من اجل حقوقها..قوانين و قوانين..فإنها تريد عموما أن تكون سعيدة و مليئة بالحياة كما و نريد رجلا سعيدا و أسرة كذلك.
فتصوروا عالما بلا امرأة ..
تصوروا بحرا بلا ماء أو ملح ..كونا بلا نجوم و بلا شموس..الشمس مؤنث، الأرض مؤنث، الحياة مؤنث و الموت مذكر، عروش أسقطت من اجل امرأة، حروب شنت و ممالك دكت من أجل امرأة. معابد، روايات، أساطير، ملاحم و أشعار لا تفنى في فم الزمان، كل هذا بإلهام المرأة..
لكن لماذا نضطهدها ..؟ ندعوها للمكوث بالبيت و نقول لها هذا مكانك الطبيعي حيث المهمة تربية الأطفال..و كأن ذلك مقصور عليها و حدها فقط و ليست مشتركة بينها و بين الرجل و أنها سبب من أسباب بطالة الشباب و بخروجها لطلب العلم فسدت أخلاقها و أفسدت معها أخلاق الشباب..يا سلام و كأن الجدران و مقاصير الحريم و الشبابيك الشعرية تحفظ أخلاق المرأة و الشباب.
أما الجانب الآخر من الاضطهاد فذاك حذث و لا حرج. و هي صورتها المسكينة في كذا أمثال...و من المفارقات أن الذي يعمل على تحرير المرأة هو الرجل نفسه و يا للسخرية في نفس الوقت نجده يتلذذ و يطرب و يتغنى و يرقص على نغمات ما قيل و يقال مما أسموها أقوال و حكم لا تليق و هذا الكائن القوي الضعيف ..فهي إما شيطان.. و أحيانا كلها شر.. ومرات جلدها من جلد الثعابين..
صورة أخرى مشوهة و يا للحسرة تقدمها لنا الأفلام، خاصة العربية منها ..فهي إما مغلوبة على أمرها ..خائنة. ..قاتلة..شاذة في علاقاتها و لو مع زوجها..و كأنها يا للهول غارقة في بحر من الدنس..و ما أظنها سمات توصف بها المرأة العربية على الخصوص.
نحب المرأة و نشوهها،تشن لأجلها الحروب و نحاربها..
المرأة يا ناس أسمى من كل بلاغات الأقوال و الأمثال و الأفلام بل أبلغ من البلاغة ذاتها..
إذا هل تتصوروا عالما بلا امرأة ؟ ...الحياة بلا امرأة موت ..و الحياة مؤنث..
بوركت أيتها المرأة أختا، حبيبة، زوجة، صديقة و أما لأنك أنت الحياة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا: حسابات روسيا في خاركيف؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بوتين يُبعد شويغو من وزارة الدفاع.. تأكيد للفتور بين الحليفي




.. كيف باتت رفح عقدة في العلاقات الإسرائيلية - الأمريكية؟


.. النازحون من رفح يشكون من انعدام المواصلات أو الارتفاع الكبير




.. معلومات استخباراتية أميركية وإسرائيلية ترجح أن يحيى السنوار