الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصل الحكاية

رجاء عبد القدوس

2018 / 2 / 23
الادب والفن


أصل الحكاية
كلٌّ منّا تحاصرهُ تصوّراتٍ عالقةٍ بذهنِه ...
نحتتها موروثاتٌ عقائديّة باليّة ...
تُعتبر شكلاً من أشكال العقاب والتّخويف من اللّه ...
اِستخدمها الكبار ضدّ الصّغار ... هذه الفكرة المقيتة تتّسع وتتشعّب حتّى تصبح ورمًا يلفظ كلّ من يلتصق بهِ إلى مرحلة يصعب فيها قلب الإعتقاد...
وتتحوّل من مجرّد ترويعٍ إلى إيمانٍ قاطعٍ واَعتقادٍ راسخٍ
اللّه يراك ويسمعك !؟
اللّه سيعاقبك !؟
اللّه في النّار سيَحرِقُك !؟
استقرّت التّساؤلات في ذهني..
كنت أحاول الوصول إليه ...
أبحث عن مكانه.....
حتّى أجده وأعرف منه لماذا تُلصق به هكذا تهم....
مقتنعةً أنّهم وحدهم كبار السّنِّ من يعرفون مكانه ويُخفوه عن الصّغار كي يتغلّبوا عليهم ..
كنت أعتقد أنّ الأموات أيضًا حينما تنقطع بهم السّبل في معرفة مكانه يرحلون إليه....
ينتقلون إلى الجهةِ الأخرى حتّى يروه....
تاركين خلفهم كلّ ما امتلكوه في يومٍ من الأيّام وأحبّوه ...
اعتكفت فوق سطح المنزل لشدّة إيماني أنّ اللّه يسكن السّماء ، كنت أراقب كلّ طائرةٍ تمرّ فوق مدينتي قاطعةً الأرجاء بدخانها الأبيض المخلّف وراءها ...
مخلوطًا بأسئلتي الملونة الدائمة كيف هم الرّاكبون ؟؟؟؟
هل اللّه هو من ناداهم أم هم من ذهبوا يبحثون عنه؟؟؟؟؟
بإذنِ من أقتربوا من اللّه كلّ هذا الإقتراب ؟؟؟؟؟؟
توالت الحيرة والإستفهام.... !!
سهرٌ و عذابٌ وأرق .. همّ وغمّ وقلق .. شوقٌ لآخر رمق ..
طالت رحلتي في بحثي عن اللّه ...
كنت دائمًا أحسّهُ معيَّ .. أشعرُ بمداهُ...
اُهتزّت روحي ... إنصرفتُ لمُناه.....
كبُرتُ وتوغّلتُ فيّ معانيه ومعناه ...
ماعادت تعنيني رزايا الكبار
يلدّونها لدًّا في عقول الصّغار
ترعبهم وتفزعهم من إله جبّار
يسحبون منهم حبّهم لربّهم مع سابق الظّلم والإصرار ؛ حتّى تغيّبتُ عن الدّنيا عشرون خريفًا ... صرت مقيّدةً لم أعد من الأحرار ...
زادتني أقداري القاسية غربة في مكان بارد لم يرأف بقلبي المحتار ...
قد تكون خطيئةً اقترفتها في بحثي عن اللّه دون وعيٍ منّي وسابق إنذار ...
إلى أن حان وقت اللّقاء ... لم يكن لي دخل فيه وأصبح كلّ شيء بمقدار ...
كنت أنا أصل الحكاية.... تبدأُ منّي وتنتهي عندي ....
كان اللّه هنا معي .. لم يفارقني يومًا ....
أخيرًا عرفت أين اللّه !!
اللّه ليس سفرٌ وعودة حتّى نذهب إليه
اللّه تفضّل فضَّلنا على كلّ مخلوقاته
اللّه يُحرّرنا في عِبادتِه ومحبّته
اللّه هنا ....معنا....عندنا ....بيننا ...يلزم منّا فقط.... أن نَناجيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا