الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد المرأة العالمي .. واقع .. واّمال

مريم نجمه

2006 / 3 / 8
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات


موضوع المرأة .. موضوع جديد .. وقديم , وإن أخذ وتيرة متسارعة في العقد الأوّل من القرن الواحد والعشرين , نظرا للوعي المتصاعد لحقوق الإنسان في العالم .. وهذا مايبشّر خيرا .. وتفاؤلا في هذا المضمار
ويأتي بعد ثورة الإتصالات العالميّة ( الإنترنت ) والتكنولوجيا , والتي دخلت كل بيت , ومعها حقوق المرأة , لينتصر ويتوسّع ويتربّع في الصدارة ..
حتى أصبحت المرأة بفضل هذه الثورة , تقتحم جميع الأبواب الموصدة في وجهها , وتحطّم جميع الأغلال التي تلغي إنسانيّتها , وتحرم المجتمعات من فعاليّاتها وقدراتها الخلاّقة , لتنطلق إلى جانب أخيها الرجل لبناء المجتمعات الحديثة الحرّة والديمقراطيّة ..
فها هو اّذار الربيع .. وثورة الأرض بالحبّ .. وأريج الحياة الجديدة .. يحمله للعالم سنويّا عيدا على طبق الزهور ..
تحمله الأيادي .. والأقلام المعجونة بالنضال والتحرّر والتجديد .. وجبة نشيد .. وصلاة يومية للبشريّة
لتغمر الكون .. والحياة ببخّور العشق والجمال .. والمرأة عنوان ...

نحن على موعد مع الإختبار السنوي بعنوان : يوم المرأة العالمي 8 اّذار
لنستعرض معا .. مسيرة نضال وتحرير المرأة المرتبطة عضويّا بتحرّر المجتمع بكامله دون انفصال , وتحرّر المجتمع من أنظمة الإستبداد والحركات الأصوليّة الرجعيّة المختلفة في الوطن العربي والعالم –
ولا يمكن بلوغ التحرّر الحقيقي دون امتلاك الوسائل والقوى الفاعلة لتحقيق الثورة التشريعيّة , والقانونيّة , في سبيل المساواة التامة بين الجنسين في مبدأ المواطنة والعمل , اللبنة الاساسيّة لبناء المجتمع المدني , وصياغة دستور ديمقراطي جديد مبنيّ على مبدأ فصل السلطات , واستقلال القضاء , وفصل الدين عن الدولة , وإصدار سائر القوانين بما فيها قانون أحوال شخصيّة موحّد لجميع المواطنين وفق هذه المبادئ ..
أما الأداة الفاعلة لتحقيق ذلك أوجزها بما يلي :

1 – حريّة بناء أحزاب وتجمّعات ومنظّمات شعبية جماهيريّة منبثقة من صفوف الشعب وخصوصا الطبقات المضطهدة والمهمّشة لبناء مجتمع مدني سليم , وذلك دون قيد أو شرط .
2 – إجراء إنتخابات ديمقراطيّة نزيهة بإشراف دولي , والإحتكام إلى صناديق الإقتراع في إنتخاب ممثلي الشعب .
3 – إطلاق الحريّات العامة , وفي طليعتها حريّة الصحافة والإعلام , والعمل السياسي والنقابي بجميع أشكاله .. وأطيافه .
4 – إلغاء جميع القوانين التعسّفيّة الفاشيّة , والمحاكم الإستثنائيّة وفي مقدّمتها قانون الطوارئ والأحكام العرفيّة .
5 – إشاعة الثقة والأمن , وجوّ وروح الحوار والمبادرات الفرديّة والجماعيّة بين الناس , والإنفتاح , واحترام الرأي والرأي الاّخر وتعميق ودراسة واحترام حقوق الإنسان بما فيها حقوق المرأة .
6 – بناء إتّحاد نسائي .. ومنظّمات نسائيّة بعيدة ومستقلّة عن السلطة وبعيدة عن الإملاءات وسيّدات القصور , نابعة من القرية والمعمل والمصنع والريف والمخيّم وسائر الطبقات الشعبيّة .
7 – ولا يمكن تحقيق التنمية الإقتصاديّة والأنتقال من مجتمع الإستهلاك إلى مجتمع الإنتاج دون التنمية البشريّة والإجتماعيّة والثقافية والتربويّة الشاملة .. لجميع المواطنات والمواطنين , وتكافؤ الفرص في العمل والمساواة في ( الأجر والعمل ) .
8 – تطوير .. وتغيير مناهج وأساليب التربية والتعليم التي تكرّس التفرقة والتمييز العنصري والطبقي والجنسي بين (المرأة والرجل ) , والقومي والديني .
9 – تعديل جميع القوانين التي تعامل المرأة بصورة دونيّة , وكأنها من الدرجة العاشرة , وفي مقدّمتها قانون الأحوال الشخصيّة في الزواج والطلاق والميراث والشهادة والجنسيّة , وإلغاء جميع المواد من قانون العقوبات التي تفرض على المرأة العبوديّة والقتل وتكافئ المجرم بإطلاق سراحه كالمادتين ( 508 ) من قانون العقوبات السوري مثلا , و ( 548 ) , وهذه الفقرات على سبيل المثال لا الحصر –

ولا يمكن بناء طفولة سعيدة .. متحرّرة من الخوف والعقد النفسيّة , دون بناء أسرة متحّابة , مبنيّة على الإحترام المتبادل والحبّ , واحترام الطفل والأمّ بالدرجة الأولى .
وتبقى الدولة بدون تلك المبادئ الأساسيّة السامية في تحرير نصف المجتمع كأنها تسير على قدم واحدة ..
فكيف لو كانت دولة ديكتاتوريّة , كالنظام السوري الذي يمنع التنفّس والهواء , ولقاء الناس مع بعضهم دون أمر من الحاكم المطلق .. ؟
كما لا يمكن أن تكون قرارات تلك الدولة الديمقراطية التي يصبو إليها شعبنا وكل شعوب العالم سليمة وشاملة لجميع الحقوق والواجبات لكافة أبناء الشعب , دون مساهمة المرأة مساهمة فعّالة في مراكز صنع القرار في جميع الميادين ...

.... في هذا العيد بالذات وحتى الساعة .. لا نزال أمام أنظمة الإستبداد والجور والقمع والعبوديّة التي نمت في أحضانها الأحزاب والحركات الرجعيّة والطائفيّة – التي بسياساتها وسلوكها وتركيبتها الطائفيّة واللاوطنية – أعادت المجتمعات إلى الظلامية والقرون الوسطى والمتمسّكة بحرفيّة وصنمية النصّ العبودي الذي ينعكس سلبا على تحرّر المرأة , وينسف جميع منجزاتها التي ناضلت من أجلها عقودا طويلة -
بينما نرى .. صعود الحركات النسائيّة التحرّرية في العالم ونجاح المرأة وتبوئها للمراكز القيادية العليا التي تستحقّها في العديد من الدول من ( جنوب شرق اّسيا إلى أوربا وأفريقيا وأميريكا اللاتينيّة ) .
كما ساهمت وما زالت تساهم في حركات التحرّر الوطني وثورات الشعوب من ( نيبال إلى كردستان تركيا , إلى فلسطين والبيرو وكولومبيا والأرجنتين وغيرها .. ) –
بينما تحال د . نوال السعداوي , أو الكاتبة ليلى العثمان وغيرهن كمثال – إلى المحاكم والإضطهاد , لاّرائهن ودفاعهن عن حقوق المرأة والمجتمع في البلاد العربية ؟
أو تقتل الطالبة هدى أبو عسلي .. وغيرها كثر لاختيارها شريك حياتها دون موافقة أهلها ... ؟؟؟
أو البكاء عندما تولد البنت .. أو تهدّد الأم بالطلاق إذا أنجبت البنات ؟؟؟ ويسعى للخلاص منها بقتلها جنينا في رحم أمها .. – بعد تطوّر التكنولوجيا في معرفة نوع الجنين قبل الولادة – أ و قتلها تسمّما فيما بعد , أو بيعها في كثير من بلدان العالم المتخلّفة والفقيرة , أو أجبارهن على الختان كما يحدث في بعض البلاد العربية والأفريقيّة , والكثير الكثير من قاموس القهر التي ترسف تحت ثقله المرأة في العالم .. ...؟؟؟؟؟!!!

إن استمرار الإضطهاد .. والقهر .. والتمييز الذي مازال يمارسه المجتمع " الذكورى " والقوى الظلاميّة الدينية على وجه الخصوص على المرأة , لا يزيدها إلا تصميما على مواصلة النضال والتحرّر لنيل كافة حقوقها كاملة لأن تحرّرها هو العامل الأساس بتحرّر المجتمع ككل
ممّا لا شك فيه .. إن نشاط ومساهمة المرأة في الحقل الثقافي والتربوي والإعلامي , والإبداعي والإجتماعي والسياسي , قد طوّر المرأة وفتح أمامها اّفاقا فسيحة للعمل والعلم والسياسة والتحرّر .. وهذه أولى المقدّمات في الطريق الصحيح ..
و لكن ما زال الكمّ الغفير .. والملايين من نساء العالم أميّا.. مغيّبا ومضطهدا ..
بالعلم .. والعمل .. والمشاركة السياسية والكفاح اليومي بكل الوسائل المتاحة والمبتكرة ..
الطريق الأمثل والصحيح والمختصر لإنتصار قضيّة المرأة على نطاق أوطاننا .. والعالم

تحيّة حبّ وتقدير .. إلى جميع نساء العالم في يوم عيدهن 8 اّذار
وإلى جميع المناضلين الصادقين مع تحرير الإنسان من العبوديّة .. والتخلّف
لنبني معا .. عالما يسوده السلام والعدالة .. والمساواة
بعيدا عن الحروب والمعاناة والويلات .. والظلم والإستبداد
عالما ينضوي تحت راية التحرّر .. والتمدّن والعلمانيّة , والتغيير والتجديد .. والإنفتاح نحو عالم الإنسانيّة السعيدة .. والفنّ والجمال .. والإبداع
لرسم صورة مجتمعنا الجميل إمرأة .. ورجلا .. أسرة متحّابة .. سعيدة .. يغمرها فوح عطر اّذار
وأعياد اّذار ..
اّذار الربيع والنوروز .. والألوان والفرح .. والإحتفالات .. والمهرجانات ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول