الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لإرهاب في بيتنا
عبد اللطيف بن سالم
2018 / 2 / 23مواضيع وابحاث سياسية
الإرهاب في بيتنا :
فهلا انتبهنا بعدُ الى وضعنا وعملنا على تدارك أخطائنا أم أننا لا نزا ل نجامل ونهادن أعداءنا والمتربصين بنا ؟
يبدو - كما يقال في الفلسفة - " أن الكثير من الكلام يٌخفي ما نريد قوله حقا وأنه ليس هناك أبدا من كلام بريء، و أنه كلما بحثنا في ما وراء الكلام هذا وقعنا في نفس المشكلة و إلا فما الفرق في ما يتحدث عنه السياسيون بين الإسلاميين و تنظيم القاعدة وداعش ـ والتحرير، وعقبة ابن نافع ،والنصرة وأنصار الشريعة وغيرها من الحركات الدينية ؟ أليست كلها من أجل هدف واحد نشر الإسلام بكل الطرق المتاحة ومقاومة الامبريالية العالمية التي تريد القضاء على الإسلام والمسلمين – في اعتقادهم - بعد قضائها منذ مدة قصيرة على الاتحاد السوفياتي ؟ ألسنا نعيش _ في الحقيقة والواقع _ تصادما بين الحضارات دائما كما كان حالنا منذ مائات السنين رغم المؤتمرات والندوات المُقامة عادة للحوار والمناقشة ؟ هذه حضارة تكونت وتجذّرت وقد سادت وهيمنت على العالم بأسره بعلومها وتكنولوجياتها واقتصادياتها المتطورة وهذه حضارة تريد أن تنافسها بما ترغب أن تُمنّي به أهلها وكل من والاها بحياة أخرى أفضل من هذه وتريد أن تُرغم الناس باتباع طريقتها إما بالتبشير أوبالإنذار أو بالتهديد بالقوة أو بممارسة الإرهاب عن قصد مدبٌر ، فلا يجب أن نهرب إذن من المواجهة و نكتفي بالكلام عمّن عساه يكون قاتل شكري بلعيد أو عمّن عساهم يكونون المتربصون بنا في جبل الشعانبي أو عمّن عساه يكون وراء تفجير حافلة الأمن الرئاسي وكل هذه الاغتيالات و التهديدات و الاعتداءات المبرمجة؟ ألم يعد الأمر واضحا إلى حدّ هذه الساعة ؟ ألسنا اليوم محكومين بتنظيم القاعدة بطريقة مباشرة أوغير مباشرة و أن ما يجري في تونس منذ استلام الحكم فيها من الإسلاميين أو أشباه الإسلاميين هو بتوجيه من القاعدة ؟ و تنظيم القاعدة هذا مدفوع دائما برغبة الامبريالية في تحطيم المنطقة العربية والإسلامية كاملة ،المخطط لها منذ زمن بعيد فهو من حيث يدري أو لا يدري يمارس حقا ( في باله )يُرادُ به باطلٌ ( في بال الامبريالية ) .
لقد تمكّن الإسلاميون اليوم من الوصول إلى الحكم في بعض البلدان العربية بواسطة مااسطُلح على تسميته بالثورات العربية و هذا في نظر تنظيم القاعدة انتصار لها و انتشار لمبادئها و آرائها و تحقيق لمخططاتها بطريقة أو بأخرى و بتوافق مع جميع الإسلاميين أو عدم توافق بعضهم معها و القاعدة هذه عن وعي منها أو عن غير وعي منها هي تنفيذ لمخطط إمبريالي لتحطيم المنطقة العربية و الإسلامية بكاملها و بأقل التكاليف الممكنة، فبعد أن اخترعت الامبريالية العالمية كلمة " بروسترويكا"التي كان المقصود بها التغيير، لتحطيم الاتحاد السوفياتي و نجحت في ذلك النجاح التام اخترعت بعد ذلك كلمة " الإرهاب" والتي كان المقصود بها مقاومة الغرب المهيمن الآن على الدنيا كلها من طرف الإسلاميين لكنها مقاومة فاشلة بالأساس لأن الغرب قد اتخذ منها تعلة لتنفيذ مخططه المعروف بمقاومة الإرهاب للعمل على تحطيم المنطقة العربية و الإسلامية بكاملها وبالتالي فإن (الإرهاب ) هذا كلمة مغلوطة و مراوغة و ملتبسة و غير واضحة الدلالة لأغلبية الناس في العالم لكنها مبطنة بالعقيدة لدى البعض منهم لتوهم العاملين بها من الإسلاميين بأنهم يدافعون عن دينهم وأوطانهم من الأعداء و أنهم مجاهدون في سبيل الله دائما و موجّهة و مدعومة من الإمبريالية العالمية صاحبة الإرهاب الأكبر من جهة أخرى لتحقيق أهدافها المقصودة في تخريب المنطقة وكلّ يحاول استغلال الآخرفي تحقيق أغراضه بالإيهام و المغالطة والمراوغة لكن الأقوى في الأخير هو الذي سيجذب الحبل الممدود بينهما لجانبه و يفوز بالمعركة لصالحه و الأقوى اليوم هو المتفوق بالمال و العلم والتّكنولوجيا والاقتصاد المتطوّر و ليس هو فقط المشبع بالروح الدّينية مهما كان نوعها لأنها وحدها ليست كافية لتحقيق الغلبة. و ما أدرانا بأن هذه الأنواع من العنف و الإرهاب التي نشاهدها في بلداننا العربية بعد هذه الثورات هي ليست من صنع حكّامها فيها تنفيذا لإرادة القاعدة بدعوى نشر الإسلام و ضرب الغرب في ما تخطط له العولمة؟ أليس كل فعل له ردّ فعل من نوعه كما يقال في العلوم الصحيحة و العبرة في الأخير في المنتوج الحاصل منهما و المنتوج هنا ـ كما هو واضح دائما - هو خراب المنطقة وتدميرها كما ذكرنا. فهلّا انتبهنا إذن إلى وضعنا و عملنا على تدارك أخطائنا ؟
للملاحظة فقط :متى ظهر الإرهاب في تونس الحبيبة ؟ ألم يظهر مباشرة مع استلام الإسلاميين الحكم فيها؟ ماذا يعني ذلك ؟ ألا يعني ضلوعهم فيه مباشرة فكرا وعملا ؟
لكن أملنا الكبير الآن في الحوار الوطني الذي انطلق في المدة الأخيرة وإذا ما عجز هذا الحوار عن إيجاد الحل المناسب والمشرّف للأزمة التي وقعت فيها البلاد في هذه الفترة فإنه على المؤسسة العسكرية وبالتنسيق مع كل المؤسسات الأمنية الأخرى أن تقوم بواجبها الوطني والتاريخي في أقرب وقت ممكن لتخليص البلاد من الأزمة وإعادة القطار إلى سكته بكل ما لديها من الجهد والإمكانيات المتاحة حبٌ من حب وكره من كره . . . أليس للضرورات أحكامٌ تخصُها ؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز