الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من بايكه هذا الديج؟

عباس المطوع

2018 / 2 / 24
كتابات ساخرة


من بايكه هذا الديج؟
تعتمد الأحزاب السياسية أساليب مختلفة للتأثير على الناخبين ومن بينها وسائل الإتصال السمعية البصرية ووسائل الإتصال الحديثة كمواقع التواصل الإجتماعي واللقاءات المباشرة من ندوات واجتماعات وزيارات ميدانية وأيضا المعلقات واللافتات العملاقة والشعارات والصور وغيرها. وقد أعدت الأحزاب العراقية العدة لاستغلال كل هذه الأساليب من أجل الوصول إلى عقل الناخب وإقناعه بتميزها وتفرّدها. غير أنه ونظرا لخيبة الأمل التي مني بها العراقيون جراء الوعود الكاذبة التي أطلقتها الأحزاب السياسية خلال الإنتخابات السابقة اختار المتنافسون السياسيون بمناسبة الإنتخابات القادمة التغيير في خطابهم وأفكارهم في محاولة للتكفير عن أخطاء الماضي أو طمسها إن لزم الأمر، مستغلين في ذلك ما حصل من احداث في السنوات السابقة لتقديم رؤى مختلفة تصب أغلبها في خانة التملص من المسؤوليات السياسية ورمي الأخطاء على المنافسين مع وعود تتناسب مع ما يمر به العراق من ظروف أمنية واقتصادية واجتماعية خانقة.ا فمازال الشعب العراقي يتجرّع مرارة تصديقه لوعود الأحزاب السياسية الوردية خلال الإنتخابات فلم يتوقّع المواطن العراقي أن يقع في فخ نفس الجشع السياسي والتكالب على المناصب من طرف أحزاب سياسية عانى أغلبها القمع والتضييق والتشرد والاعدامات والسجون من طرف نظام صدام فكان أولى بها أن تثبت ثباتها على المبادئ التي طالما نادت بها. غير أنّه وعلى إثر وعو د إنتخابية فاقت التصورات ودغدغت أحلام العراقيين في بناء دولة عادلة تضمن مقومات الحياة الكريمة لمواطنيها، كانت الصدمة شديدة على إثر الفشل الذي منيت به الأحزاب المنتخبة في إدارة البلاد حتى أنها قادتها إلى متاهات سياسية واقتصادية وأمنية دفعت بالعراقيين إلى الاقتتال فيما بينهم لم يثن الفشل الذي منيت به الأحزاب جميعها بدون استثناء خلال الفترة السابقة عن العودة خلال التحضير للإنتخابات القادمة بأكثر عزم على مزيد تقديم نفسها في صورة “البطل المنقذ” للبلاد من شر الأخطاء التي ارتكبت سابقا. بوجه جديدة واسماء جديدة وهنا يلعب المال السياسي دورا هاما تمثل في شراء ذمم الناخبين باستعمال مبالغ مالية أو أدوات مدرسية أو خرفان أضاحي او بطانيات او---الخ وهي ممارسات استعملتها أحزاب كبرى وذات موارد مالية هامة. ولا يفوتنا هنا التذكير بما تناقلته المواقع الإجتماعية من قيام مرشحين للإنتخابات الرئاسية بشراء إمضاءات تزكية من المواطنين بمبالغ تراوحت بين 50 و 100الف دينار ونظرا لأن الغلبة دائما للأقوى ماديا وخطابيا فيمكن التكهّن من الآن بما ستشهده الحملات الإنتخابية من منافسة كبرى حول من يدفع أكثر. والأمر هنا يتوقف على وعي الناخب العراقي بضرورة التحري جيدا في محتوى الخطابات الرنانة وأيضا رفض بيع ذمّته بمبلغ زهيد. ولن يحصل هذا إلا في حال غلّب الناخب المصلحة العامة للوطن على مصلحته الخاصة الضيقة. فكيف ستحمي الدولة ناخبيها من ضعاف الحال من سطوة المال الفاسد والتوجيهات الفكرية الخبيثة ؟ ومن بايكة هذا الديج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال