الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيداغوجية الطنزولوجي!

محمد أحموم

2018 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


بيداغوجية الطنزلوجي!

غالبا ما يقاس مدى اقتراب أو بعد الدول عن الإيمان بممارسة الديمقراطية وبحثها عن مكانة مشرفة لها بين الأمم بسيادة حرية التعبير ومستوى تعليم مدعم بميزانيات تليق بدوره ومنتج تكرس مناهجه الدراسية لفعل الإبداع والإنتاج العلمي والإنساني،أي دولة بالعالم تكون منتمية لحاضرة الديمقراطية والنماء والرقي إن كرست وآمنت بمبادئ حرية التعبير وتقبل النقد واشتمال مناهجها الدراسية على مبادئ تشجع حرية الفكر والنقد و الإبداع الذي يخول أن يبصم به أبناء أي بلد في الحضارة العالمية ليكونوا فخر أوطانهم والأوطان كلها، بينما على الطرف النقيض تبتعد أي دولة بملايين السنين الضوئية وتنتمي لعصر الديناصورات البائدة سياسا وثقافيا وعلميا لعصر ظلمات الإعتقالات والتهذيب الإختطاف وممارسة التهديد بالإغتصاب لكل صوت ناقد باحتواء مناهجها الدراسية لكل مايكرس النمطية والتبعية والإجترارية والإنهزامية وتقبل السيطرة واللابداعية والإستحمار المعرفي للعقول التواقة للعلم والمعرفة فطريا بين الأمم والحضارات.

سأترك لكم حق تنزيل هذا الكلام على ذاتنا الجمعية التي يجمع تشظييها وتمزقها رقعة هذا الوطن الذي نحن أبناءه لتكتشفوا ونكتشف معكم ونحن مرغمين أن حقيقة واقعنا الذي من المفروض أن يتنمي لعصر النور والتقدم تأخذ فيه الفلسفة في المناهج والمقررات الدراسية كما أخذت لعصور دور المصلح والناقد المطور والمجاوز للحال المتخلف لحال مرتجى ومأمول، فالفيلسوف ضمير المجتمع والأوطان على مر العصور ،لكن للآسف الشديد هناك من هو مصر أن تقودنا هكذا سياسات ترفض الفلسفة إلى الإنتماء للدول ذات الوجود الديناصوري علميا وسياسيا وفكريا.

الأحداث والتسريبات والتناطحات داخل وزارة التربية الوطنية تشير بما ستؤكده لكم الأيام كما أكدت لكم ما حذرناكم من صدوره أي سياسة التعاقد سابقا وتأكد لكم الآن بالحدث والبرهان مع تزامن تخطيط لتنزيله مع معركة المرسوميين وهي الآن أمام عيونكم حقيقة ساطعة وبمرها وحكرتها،بهذه الأحداث التي نسمعها أظن أنها يصنع لنا بها كرسيا ننتمي به لصنف الدول السائرة بخطى حثيثة للتخلف والتقهقر والتماهي مع أخطاء الماضي، لأن دولتنا في شخص وزارة التربية الوطنية عازمة كل العزم أن تحول حاضرة ومادة الفلسفة كأم للعلوم إلى مادة فارغة من المعنى وفصلها عن بناتها العلوم تزامنا مع سياقات تغيير المقررات الدراسية السنة المقبلة أو بعدها، لأنها تسير في خطى المقاولاتية التي ستشجع كل ما يدر بالدخل على ماسكي زمام مجالات الوطن برأسمالهم والمرسومين والتعاقد والخوصصة والضرب في مجانية التعليم من بناتها التي تتزين لنا بزي عاهر لتحدثنا عن الشرف و محاربة البطالة كبنات لسياسات متوحشة يائسة!

حال حالنا وحال الدول على الضفة الأخرى نجد فيه حال آخر فكندا على سبيل المثال لا الحصر وكل الدول التي تقود الحضارة الإنسانية حضور الفلسفة في برامجها الدراسية لا يفارق متعلميها منذ المستويات الأولية التي تدرس فيها الفلسفة كمفاهيم يتم تعريفها وتلقينها كمفاهيم الحق،الواجب،الأخلاق كما تدرس لدينا تعاريف وتحديدات مفاهيم وتعاريف الصلاة والصوم والزكاة ويتم بعدها تغييرها بتدريس المذاهب الفلسفية بالمستوى الإعدادي،أما بالثانوي فإن المتعلمين يتعلمون القدرة على تحليل ومناقشة ونقد الأفكار لتكوين شخصية تتحمل مسؤولية اختياراتها وتتسلح بوسائل البحث العلمي المبدع الناقد لما هو سائد وفي ختام وليس ختام مسيرة الفلسفة في برامجها الدراسية يتم تدريس الفلسفة بالمستوى الجامعي للطلاب على شكل تاريخ العلوم لكل التخصصات أدبية كانت أو علمية لأن الطالب الجامعي حين يدرك تاريخ علمه وأفكار تخصصه تكون له القدرة على الإبداعية واستشعار كرونولوجيا وصولها إليه لكي لا يكرر أخطاء الماضي ليبدع فيها بينما بالدول الديناصورية ذات بيداغوجيات الطنزولوجي فترتبط لديها الفلسفة بالتشويش ومنصة للنقد والمحاكمة وهذا ما لا يحبذه غالبا هذا الصنف من الدول،ترتبط لديها المناهج الدراسية بتلاميذ يدرسون أفكار لا شجرة ولاأصل وفصل لها في عقولها وبأساتذة عبارة عن آلالات ميكانيكية فقط.

فمن أي دول تريدنا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -