الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الجزائر مهمة لتركيا

نبيلة حلو

2018 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


مقال للباحث في جامعة ساكاريا نعمان تلسي
ترجمة الباحثة نبيلة حلوفي قسم التاريخ جامعة المدية
لماذا يجب على تركيا أن تهتم بالجزائر
على الرغم وضعه الصحي الرئيس فاز عبد العزيز بوتفليقة بولاية رئاسية رابعة في الجزائر ليتم بها فترة رئاسية تناهز 15 عاما. وعلى الرغم من الأوضاع الصحية المتدهورة للرئيس الجزائري ، فقد نجحت الجزائر في الحفاظ على استقرار نسبي في وسط وضع اقليمي متأزم ، و هو ما لا ينبغي أن يكون مفاجأة بحد ذاته ، لأنه في الواقع ما يجعل تركيا مهتمة في مد علاقات أوثق بالجزائر،خصوصا بالنظر لتاريخ التعاون الاقتصادي الذي يجعل من الجزائر شريكا مهما لتركيا، فيما يمكن أن تساعد هذه الأخيرة الجزائر في بناء قوة تمكنها من اعتلاء صدارة إقليمية في شمال إفريقيا .
في عام 2013، قام رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان برفقة 200 رجل أعمال، بزيارة رسمية للجزائر والمغرب وتونس لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي، وخلال هذه الفترة، أبدى أردوغان رغبته في التنازل عن متطلبات تأشيرة الدخول بين الجزائر وتركيا. حيث قام أردوغان أيضا بإدراج المنتخبين في البرلمان الجزائري ضمن من تشملهم متطلبات إسقاط التأشيرة .

كما أن زيارة أردوغان تعتبر مؤشرا هاما على عزم تركيا على تنويع التحالفات،خصوصا و إن ميزان القوى المتغير في العالم العربي بعد التطورات الأخيرة في البلدان العربية التي تمر بمرحلة انتقالية أجبر صناع السياسة التركية على البحث عن حلفاء جدد في المنطقة حيث يمكن إن تكون الجزائر حليفا وثيقا ومستقرا في وضع اقليمي غير مستقر .
تزايد التبادلات الاقتصادية
الجزائر هي واحدة من الشركاء التجاريين الرئيسيين لتركيا في أفريقيا، اين تحتل المرتبة 32 في قائمة تركيا من الشركاء التجاريين من حيث الحجم، من ناحية أخرى، تركيا واحدة من الشركاء العشرة الأوائل في الخارج، وبلغت التجارة بين البلدين أكثر من 5 مليار دولار، باستثناء ما يسمى تجارة الحقيبة.
وتشير إحصاءات العام الماضي إلى أن الصادرات التركية إلى الجزائر آخذت في الارتفاع حيث تتراجع الواردات من الجزائر إلى تركيا، وبالنظر إلى هذه الميزة ، يحاول رجال الأعمال الأتراك زيادة حصة الاستثمارات التركية في البلاد ففي عام 2013، أطلقت شركة الصلب التركية، توسيالي، مصنع للحديد والصلب في مدينة فاران، باستثمار 750 مليون دولار، وهو الأكبر من نوعه في البلاد
وبسبب الاستقرار السياسي النسبي للجزائر، وجدت الشركات التركية أن الأسواق الجزائرية جذابة بشكل خاص،و تبلغ الشركات التركية التعاقدات والمشاريع في الجزائر أكثر من 6 مليار دولار،و تشارك الشركات التركية في مجموعة واسعة من المشاريع، بما في ذلك بناء المنازل الاجتماعية والمستشفيات والسدود والطرق السريعة والأنفاق والموانئ، ويزداد عدد المشاريع الاستثمارية، وذلك بتشجيع من الحكومتين.
ويمكن لخطط الحكومة الجزائرية لجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر أن تفتح فرصا جديدة للشركات التركية المهتمة بالاستثمار في البلاد، وهناك عدد كبير من الشركات المملوكة للدولة التي تسير نحو الخوصصة ،وتعتزم الحكومة الجزائرية أيضا الاستثمار في البنية التحتية، حيث خصصت150 مليار دولار في مشاريع جديدة بالجزائر العاصمة لوحدها.
بالإضافة إلى ذلك هناك عامل آخر يجعل الجزائر مهمة بالنسبة لتركيا يتمثل بمصادرها الطبيعية، فالجزائر تاسع أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم ولديها أكبر عدد ممكن من الخدمات المثبتة، فيما تحتل المرتبة 16 في العالم من حيث بروفينيلريسرفيس. وهي ثالث أكبر مورد للغاز الطبيعي لتركيا، بعد روسيا وإيران (روسيا: 58 في المئة، إيران: 18 في المئة، الجزائريين9 في المئة). تخطط تركيا بوضوح لضمان أن تدفق الغاز الطبيعي من الجزائر لا يتوقف. في الواقع، وسعت أنقرة اتفاقها الطبيعي مع الجزائر لمدة 10 سنوات إضافية في عام 2013..
السياسية والديمقراطية
وإلى جانب الاستثمار المحتمل، يمكن للجزائر أن تلعب دورا حاسما في السياسة الخارجية التركية تجاه المنطقة. إن الحرب الأهلية في سوريا وتدهور العلاقات مع مصر وعدم اليقين في ليبيا والاختلاف في بعض دول الخليج يضع السياسة الخارجية التركية في العالم العربي في وضع هش. وبسبب هذا الوضع الغامض، تتطلع أنقرة إلى إقامة تحالفات أكثر استقرارا مع استمرار الاضطرابات الإقليمية الجارية. إن موقف الجزائر يمكن أن يمهد الطريق أمام شراكة استراتيجية طويلة الأجل على الجبهة الدبلوماسية.
إن أنقرة في مواجهة الجزائر العاصمة ينطلق بسلاسة من الماضي العثماني المشترك ففي فترة الحكم العثماني بين عامي 1514 و 1830، مُنحت الجزائر امتيازات واستقلال ذاتي ن لتصبح واحدة من أهم القوى السياسية والاقتصادية في المنطقة في تلك الفترة ، و هو ما ساعد بشكل كبير في مرحلة لاحقة على انشاء الدولة الجزائرية الحديثة
منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1962، كان الجزائريون يعيدون اكتشاف الماضي العثماني. وفي الآونة الأخيرة، أثرت جهود تركيا الخارجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واستثماراتها في الجزائر، مثل مشاريع وكالة التعاون والتنسيق التركية والمسلسلات التلفزيونية بشكل إيجابي على تصور الجزائر لتركيا. وتعتبر تركيا واحدة من أكثر الوجهات شعبية بالنسبة للجزائريين، حيث تضاعف عدد السياح الجزائريين بنسبة 50 في المائة تقريبا في الفترة من 2011 إلى 2013 .
بالاضافة الى ذلك يمكن للجزائر الاستفادة من خبرتها مع تركيا في شكليها الاقتصادي والسياسي،فأي زائر تركي للجزائر سوف يلاحظ أن البلاد تبدو كثيرا مثل تركيا في أواخر وأوائل التسعينات في عهد تورغوت أوزال، أين بدأ انفتاح الاقتصاد التركي و ساعدت هذه العملية أنقرة على دمج نفسها في السوق الاقتصادية العالمية من خلال بنية حديثة،كما ساعدت خطوات أوزال أيضا في تمهيد الطريق لإضفاء الطابع الديمقراطي على السياسة. وهو ما يجعل النموذج التركي خيارا مثاليا للتطبيق للساسة و صناع القرار في الجزائر .
إن مشاركة خبراتها مع التحول الديمقراطي في سياق مسلم يساعد تركيا على توطيد علاقاتها مع الجزائر وإقامة شراكة طموحة في منطقة متغيرة وغير مستقرة على الدوام.
إسماعيل نعمان تلسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سجال إيراني تركي.. من عثر على حطام طائرة رئيسي؟? | #سوشال_سك


.. السعودية وإسرائيل.. تطبيع يصطدم برفض نتنياهو لحل الدولتين وو




.. هل تفتح إيران صفحة جديدة في علاقاتها الخارجية؟ | #غرفة_الأخب


.. غزيون للجنائية الدولية: إن ذهب السنوار وهنية فلن تتوقف الأجي




.. 8 شهداء خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة ومخيم جنين والجيش يش