الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة:نصفنا الذي ننكر

عبد الرحمن سليمان

2006 / 3 / 8
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات


سيظل التصور الذي أورده " فريديريك أنجلز" تصورا عابرا للزمن حين قال :" تقاس درجة تطور أي مجتمع بدرجة تطور المرأة فيه " ، فمنذ مايقارب القرن ونصف القرن ،لم تكف الحياة عن اغناء تلك الرؤية الفلسفية الشاملة لوضع المرأة بالمزيد من الادلة والبراهين التي تثبت صحتها لكل ذي عقل وبصيرة عموما، ولكل ذي ضمير حي يذكره دوما بأنه قد ولد من أحشاء امرأة على وجه الخصوص ،وعلى الرغم من أن المرأة والموقف منها شغلت حيزا مهما في الاساطير القديمة والاديان السماوية وأعمال الشعراء والفنانين والعشاق ، الا أن قضيتها لم تنصف حقوقيا في الكثير من المجتمعات ومنها مجتمعاتنا التي مازات أسيرة للماضي وقلقة في الحاضر وخائفة من المستقبل . ان مايزيد قضية المرأة تعقيدا ، هو الارتباط العضوي بين وضعها وبين قضايا الحرية والمساواة والعدالة عموما والتي تعتبر بطبيعة الحال من القضايا المصيرية أو بتعبير أصح من القضايا البنيوية التي تمس أركان المجتمع وتخلخله وتربكه بالصورة التي يتواطىْ فيها حتى الرجل المظلوم اجتماعيا والمسحوق اقتصاديا والمهمش سياسيا ، مع خطابات الظلم واالظلام واللاعدالة . ان المرأة في مجتمعاتنا عانت من أطول عملية ترحيل نفسي للظلم عبر التاريخ من قبل السلطات والقوانين والاعراف من جهة ، ومن قبل الرجل من جهة اخرى منذ عرفت المجتمعات البشرية معنى التقسيم وسيادة الاقوى والاغنى ، كما ينبغي التنويه في الوقت نفسه تجنب التطرف النسوي والساعي لاختزال صورة الصراع وكأنها معركة أزلية بين المرأة والرجل وباهمال يكاد أن يكون متعمدا لكل العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التي تطحن الاثنين معا ،اذ بخلاف ذاك أود أن أسأل :كيف يمكنني أن أقنع ابنة اختي المحجبة التي تعيش في احدى البلدان الاوربية مع زوجها الان والتي لم تكن امها محجبة قبل ثلاثين عاما ؟ ، كما ان صورة التطرف بنسختها الغربية لاتخدم قضية المرأة في مجتمعاتنا كونها لاتنتمي لذات السياق التاريخي ، الامر الذي يدفعني أن أسأل سؤالا ثانيا وهو :أولم تكن المرأة أيضا متواطئة ضد قضيتها وضد الرجل احيانا ؟ ، اعذروني يانساء العالم على صراحتي الوقحة التي لاارى بدونها شيئا يمكنه التقدم ، فأنا رجل أحب أن تكون علاقتي بالحياة علاقة انتقادية ، هكذا علموني الرجال والنساء في حياتي وهكذا صرت بفضلهم أعي نصفي الذكري والانثوي ولاجلهم ولي ولكن أكتب عسى أن تكون سنواتنا المقبلة أقل ظلما . لاأود فقط في مجاراة الدعوة النبيلة للحوار المتمدن في اليوم العالمي للمرأة وأهمية دورها في الحياة السياسية وانما أيضا لشعوري أن لا ثمة سياسة ولا ثمة تمدن بدون موقف واضح وصريح وجريء من قضية المرأة باعتبارها الموشور الحقيقي لاختبار الاطياف المختلفة ، واليوم وفي الوقت الذي تسعى جاهدة كل الحركات النسوية العالمية للمزيد من حقوقها المشروعة في التحرر والمساواة ، نجد اوضاعها في بلداننا تزداد انحطاطا وتهميشا بفعل الجورالسياسي والخوف الاجتماعي والانانية الاقتصادية خشية دخولها في حقل التنافس والانتاج واستقلالها عن سيطرة الرجل المحكوم بدوره بنفس القوانين السائدة والمتحكمة في أي مجتمع أبوي حيث الجميع يخشى الجميع ، فالرجل يخاف المرأة والمرأة تخشاه والسلطة السياسبة ترتاب من الاثنين والخطاب الديني السلفي ضد الجميع وضد الحياة ولايوعدنا الا بمشروع الموت والبرامج السياسية للاحزاب التي تتناسل كل يوم " هذا ان وجدت لديها برامج " تكاد أن تكون متشابهة ومستنسخةبخصوص الحديث الشكلي عن حقوق المرأة ودورها في الحياة السياسيةومن ثم اختصاره بمجرد حضورها الفيزيائي في اروقة البرلمان وتخصيص النسب لتمثيلها في المناصب والوزارات حيث أن التلاعب ينجلي بأبشع صوره حين لايكون ذاك الحضور قانونيا وحقوقياودستورياويسعى حقا الى مساواة المرأة ولايسعى الى مساواة مرأة . ختاما لاأملك الا أن أقول للمرأة في كل مكان :عيدا سعيدا في يومك العالمي ، ولنساء العراق ، زهور بلاد الرافدين ، اما واختا وبنتا ، زوجة وصديقة وحبيبة ......محبتي واحترامي من الاعماق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا