الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغوطة الشرقية بين مجرم وأربعة كذابين

محمد أحمد الزعبي

2018 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



قبل يومين اثنين صوت مجلس الآمن الدولي بالإجماع ( !!!!! ) آكرر بالإجماع ، على  المشروع السويدي الكويتي الذي تجسد ( بعد اللتيا واللتي ) بالقرار  2401 الذي ينص على وقف القصف في الغوطة الشرقية ( باستثناء كذا وكذا وكذا !! ) لمدة ثلاثين يوما ، اعتبارا من ( أقرب مدة ممكنة !! ) . واقع الحال فإن التأجيلات المتوالية لطرح المشروع على التصويت ، كانت تأجيلات مدروسة وهادفة ، وإن ماسمعناه  من وزير دفاع بوتن  هذا اليوم ( الإثنين 26.2.18)  ، إن هو - من وجهة نظري -  إلا التطبيق  العملي المتفق عليه بين خماسي الفيتو لهذا القرار  ، الذي تم اتخاذه بالإجماع ، إرضاء للمطالبات الملحة  من  كل شرفاء العالم ، وبمن فيهم الشرفاء من مواطني دول الفيتو نفسها بالاستجابة  لصيحات ولنزيف  دماء نصف مليون مدني نصفهم من الأطفال في الغوطة الشرقية المحاصرة من نظام بشار الأسد منذ خمس سنوات ، والتي تتم محاولة إبادة أهلها وتهجيرهم اليوم على يد سوخوي بوتن التي ورثها - مع الأسف الشديد -  عن الاتحاد السوفييتي . 
  لقد استمعت الى الخطابات الهمايونية في مجلس الآمن ، وكدت أن أخدع ( بضم الهمزة )  بما  سمعت ، ولكني بعد أن استمعت اليوم الى هدنة الساعات الخمس التي منحها عنتر بن شداد أزعر موسكو ) ،   لأطفال ومدنيي الغوطة الشرقية ، آيقنت أن المثل الشعبي الذي يقول ( يافرعون  مين فرعنك  ؟ مالقيت حدا يردني !! ) هو التطبيق المتفق عليه بين خماسي الفيتو النووي للقرار 2401  ( والله أعلم ) . 
عندما استمع آحد الآصدقاء الى وجهة نظري كما أوردتها آعلاه ، استنكرها وأبدى رآياً آخر بعد أن قبل معي  صحة المثل الشعبي الذي يقول ( السلاح بيد الآزعر بيجرح ) هو ان السلاح الذي يجرح هو فقط السلاح الذي بيد ( الأزعر ) ولا يوجد بين خماسي الفيتو برأيه  ( الصديق ) سوى  أزعر واحد هو بوتن ، أما الآخرون  والذين هم ليسوا زعراناً مثله ، فإنهم يحاولون تجنيب العالم حربا عالمية ثالثة يسعى إليها هذا الوارث الآزعر  ، بعيدا عن أية مسؤولية أخلاقية أو إنسانية  ،  ولذلك فهم يقدمون له هذه التنازلات ، التي تسمح له بتحدي العالم وقتل المدنيين والآطفال ، وحماية أمثاله من الزعران ، كبشارحافظ الأسد .
 من جهتي أحترم رأي صديقي ( كرأي الآخر ) ولكني لست مضطرا لقبوله . وسأظل مصراً على أننا أمام مجرم واحد وأربعة كذابين ، طالما ظللت أسمع وأرى  ليل نهار بكاء الجياع وعويل  الثكالى والقبور الجماعية والبيوت التي تدمرها طائرات بوتن وبشار على رؤوس  ساكنيها ، وذلك التفرج والصمت العالمي المؤسف ، وذلك لكل من العاجز والقادر على حد سواء . أعتذر من إخوتي وأبنائي في الغوطة الشرقية ، عن عجزي عن مساعدته بغير هذه الكلمات ، التي أعرف أنها لا تطعم جائعاً ، ولا توقف قصفا ، ولا تحول دون قتل طفل في حضن أمه . 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها