الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق المرأة ومسؤولية المجتمع عنها

هرمز كوهاري

2006 / 3 / 8
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات


المرأة ، إذا سُؤلت من هي المرأة ؟ أقول دون تردد أو تفكير ! أقول هي الحياة ! بكل مافيها ، وبقدر حاجة الانسان الى الحياة تكون حاجته الى المرأة ، لا شيئ يمكن تصوره في الحياة دون المرأة ، فهي أم العالم ، إم الجبارة والعلماء وكل مايدب على الارض ، بما فيها المرأة نفسها .
إذا في هذه الحالة ، يجب إعطاءها تلك الاهمية ، أي أهمية الحياة ، وأن لاحياة بدونها ، وإن الحياة كالميزان ، المرأة تشكل كفة والرجل الكفة الثانية ، فلا يصلح الميزان للاستعمال إذا لم تتعادل الكفتان قبل الاستعمال . كذلك لايتطور المجتمع إذا لا تتعادل كفتا المجتمع بنسق واحد ،و أصبح مقياس تتطور مجتمع ما هو مدى تطور المرأة فيه . وخير تعبير عن هذا قول الشاعر عندما قال " الام مدرسة ، إذا أعددتها أعدت شعبا طيب الاعراق "

ولدى الكثير وأنا منهم قناعة تامة ، بأن حصول المرأة على حقوقها لا يمكن فصله عن حقوق بقية الشعب ، فالشعب المحتل من دولة أجنبية كإحتلال العثمانيين للعراق أو إختطافه من قبل عصابات البعث أو من قبل الفئات الدينية المتخلفة وتعرضه للإبادة و للظلم والمجاعة والفقر والمرض والتخلف لايمكن أن تستثنى منه المرأة ، بل تصيبها بالصميم . لذا نرى الاحزاب الديمقراطية واليسارية والشيوعية تشرك المرأة في نشاطاتها السياسية وعلى أعلى المستويات .

ولكن حقوق المرأة كحقوق زميلها الرجل لا تتحقق بمجرد سن قانون أو إصدار نظام أونشر مرسوم ، فحقوق المرأة مرتبطة بثقافة المجتمع أو المحيط التي تعيش فيه ، كالتقاليد العشائرية البالية والاسرية المتخلفة والدينية الجامدة المتخشبة ، فهناك إمرأة تعاني ظلما من زوجها أو والدها أو أخوها أو حتى أمها ، تعاني من التفرقة بينها وبين أخيها في داخل الاسرة بالتمييز والتفضيل والتسخير في خدمة العائلة ، وهناك ظلما واقعا عليها من عمتها أي حماتها ، وقد يكون ظلم المرأة للمرأة أقسى وأعنف من ظلم المرأة من قبل الرجل .

فالدين يتحمل مسؤولية الظلم الواقع على المرأة ، عندما حمّلها مسؤولية الخطيئة الاولى ومسؤولية إخراج آدم من الفردوس !!!، والدين حمّلها "خطيئة " إغراء الرجل وإيقاعه في شباكها !! دون أن يمس الرجل بعتاب أو إتهامه بتصرف سيئ ، والتقاليد البالية حمّلتها ثقل شرف العائلة ، شرف الاب والاخ والاسرة والعشيرة على حساب حقوقها الطبيعية ، التي ينكرونها عليها ، ظلم المرأة تتحمله المرأة نفسها ، نتيجية تفضيل أخاها عليها داخل الاسرة ومنذ الطفولة فيتربون على هذه القاعدة كعقيدة دينية إجتماعية لا خلاف عليها .

إذا أوجزنا كل تلك الاسباب والمسببات ، ربما لاتخرج من سبب واحد ، هو التخلف ، ولا علاج للتخلف غير الوعي ، نشر الوعي ، منذ الطفولة ، من الاسرة والمدرسة ، والمناهج الدراسية المتطورة ، جمع الجنسين في الجامعات والنوادي والجمعيات الترفيهيه ، جمعيات نسائية تثقيفية ، أحزابا تشرك معها المرأة لا كتابع أو ببغاءات ترددن ما يلقن به كما نرى نائبات في مجلس النواب العراقي اللائي يرفضن حقوق المرأة !!! تطبيقا للشريعة وتنفيذا لتوجيهات المرجعيات وأوامر المليشيات .

إن إشراك المرأة في كافة النشاطات السياسية والاجتماعية والثقافية ، كفيلة بأن تقضي على عزلتها ، وبالتالي تتعرف على حقوقها الحقيقة ، كما تنص عليها وثيقة إعلان حقوق الانسان ، لا كما تعرض عليها من قبل بعض المغرضين بأن تلك الحقوق تخالف الشريعة ويهددوها بنار الآخرة أو لا تتفق مع خصوصياتنا !! الاصيلة و عادات وتقاليد أجدادنا . !

إن توعية المجتمع يجب أن تبدأ بالكفتين ، من المجتمع ، في آن واحد ، الرجل والمرأة لا أن ننتهي من توعية الرجل ثم نبدأ بتوعية المرأة ، بل الاصح أن تبدأ توعية المرأة قبل الرجل عملا بالحكمة التي قالها الشاعر :

" الام مدرسة إذا أعددتها ، أعددت شعباً طيب الاعراق "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له