الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة ام خيال

احمد عيسى نور

2018 / 3 / 1
الادب والفن


حـقـيـقـه ام خيال
صاح الديك مخبرا الناس بأن صلاة الفجر قد حانت ‘ وبعدها أذن ألاذان أن انهضوا واذكروا الله ذكرا كثيرا ، فجلس صاحب اللحية الطويلة والملابس القصيره فاللحية الطويلة دليل على الايمان والوقار وطاعته لربه فكلما كانت طويلة كان ايمانه اكثر واعمق كما يعتقد هو، اما الملابس القصيره والسروال فلكي يكون طاهرا على مدار الساعه ولاتصل اليها النجاسه عندما يمشي في الشارع او دخوله الى الصحيات ، كما انها تساعده على الركض بسوله وسرعه اذا اراد ان يركض وراء فريسته او اصبح هو هاربا امام الاخرين ‘ بعد ذلك أجلس صاحبه الذي كان نائما بقربه لكي يصلي معه صلاة الفجر التي اعتادا ان يصلياها بأتقان وخشوع فهو قد زار النبي اكثر من مره وذهب عدة مرات الى الكعبه مابين حجه وعمره وملأه الايمان من رأسه الى أخمص قدميه .
صلى مع صاحبه صلاة طويلة تخللتها أدعية وابتهالات جعلته يبكي من خشية الله حتى احس ان جسمه يرتعش من الايمان والخشوع ‘ كما دعا ربه بالنصر على الكفار الفاسدين الفاسقين ‘ وعندما انتهى من صلاته جلس متربعا ودعا دعاءا طويلا ودموعه تجري على خديه بغزاره من خشية الله .
حمل سلاحه القناص هو وصاحبه مع كامرته الحديثة لكي يوثق ما سوف يفعله ويكون شاهدا له امام الله والانسانيه ‘ثم صعدا الى مكان مرتفع والوقت مازال صباحا حيث الناس بدءت توا تخرج من بيوتها ‘ فهذا يريد ان يشري خبزا لأهله وذاك خارج للحصول على رزق يقيت به عياله والاخر هاربا من الحرب الدائرة هناك والتي لاتبقي ولاتذر.
جلس على الشرفه ونصب بندقيته القناص ووجهها الى الساحه المقابله للمكان وهو يسيطر على الاوضاع بصوره مباشره ‘ اما صاحبه فقد وجهها الى الشارع ‘ثم بعد ذلك نصبا الكاميرا وبدءا ينتضران خروج الناس لكي يتسلا بالقتل ورؤية الدماء التي تنهمر كالميزاب .
خرجت أمرأه تسحب بيدها طفلا صغيرا يبلغ من العمر ثلاث او اربع سنوات وقد دخلت الى الساحه قال لصاحبه أأقتل الطفل ام المرأه ؟ قال له صاحبه ‘ اضرب الطفل برأسه لكي تتطاير الدماء على وجه المرأه ويكون منظره اجمل ‘أعجبته الفكره وقام بتصويب البندقيه الى رأس الطفل ورماه فأرداه قتيلا وتطاير الدم ‘فجن جنون المرأه وقلبته فأذا هو ميت فانهارت وغابت عن الوعي ‘وهو يضحك مع صاحبه ويصور الاحداث أول بأول ‘ بعد ذلك نضر صاحبه يمنة وشاهد احد الشباب لابسا دشداشته البيضاء والجميله وهو يحمل كيسا ويمشي قرب الشارع ‘صوب قناصه اليه ورماه فسقط ميتا وقد علت الضحكات منهما وبدءا يهنيان بعضهما البعض على نعمة النصر .
أحس الناس بالخطر فما بين اللحظة والاخرى يسقط شاب او أمرأه اوطفل ‘فأرادوا الخروج والهرب من هذا الكابوس الذي يخيم عليهم وهم يريدون السلامه لأنفسهم فالنفس اثمن وأهم من المال والبيوت ‘ والحياة مهما كانت بحلوها ومرها ‘سهلة كانت اوصعبه فهي جميله بل حلوه وتجعل الكل يعشقها ويريدها بل يقاوم من اجل ان يعيشها بما يريد وكما يراها هو.
خرج الجميع من المدينة هاربين راكضين لكي يحصلوا على الملاذ الأمن وهما يضحكان عليهم بصوت مرتفع عال وينضران الواحد الى الاخر ‘ألا أنهما شاهدا أمرأة تحمل طفلها الرضيع على صدرها وهي تركض وهو يرضع من ثديها لكي يرتوي من حليبها وهي تحن عليه حنانا كبيرا‘فوجها قناصيهما معا الى الرضيع وأطلقا النار سوية فوقعتا في فمه الجميل وضهره الرقيق وسقط من يد أمه وهو مازال يرضع ‘فلم تعرف ماذا تفعل وتزاحمت الافكار في رأسها ‘ابني ولدي طفلي حبيبي وظلت تنضر اليه بين متعجبة ومتحيره ‘ثم صرخت صرخة قويه ونزعت (شيلتها)ربطة رأسها وانحنت على ابنها لتشد جروحه وتضمدها الا انها وجدته ميتا قد فارق الحياة فضاعت أمالها التي كانت تبنيها عندما يصبح شابا وتصبح هي عجوزا ليأتي اليها ويقبل يدها ويرعاها كما ترعاه هي اليوم فلم تحتمل ماجرى ونادت ياالله بكل صوتها وماتت عليه
حرب جاءوا بها الينا فهم يلبسون اقمصة الموت ‘ والدماء التي تسيل لاتكذب بل تشير الى انهم هم من فعلوها ‘ أما دموعهم وهي تشبه الدموع فهي تخفي انياب الغدر والحقد وهاهي دماء الحقيقة تفضحهم وصوت صلاتهم مترنح لايشبه الصلاة ‘ ودينهم لادين له مسلم كان ام مسيحي ام يهودي فكل لايقبل ولن يقبل
احمد عيسى نور








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب