الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللحية الكثة

صالح جبار محمد خلفاوي

2018 / 3 / 2
الادب والفن




أدركت أنه مجرد مهرج لسيرك بلحيته الطويلة / تقتضي الامور أن يكون غير ذلك / التي خالطها الشيب نزع جلده وحيا ؤه معا أبدل ملابسه ذات الإيحاء الديني بملابس أخرى/ الابدال عالم أخر من سياقات مختلفة / لكنه ظل محا فظا على عباراته السابقة. يتحدث عن الحلال والحرام يتودد بلسان مثقل بالود والتخضع الزائف لا يحاول كشف ما يبطنه ..
صادفته بالأمس / المصادفة أمر لم يحتسب / منهمكا يكتب على ورقة سمراء أردت رؤية ما يكتب فلم أشاهد سوى كلمة (شكوى)في رأس الصفحة .
أنهى الكتابة نهض بعصبية واضحة ألقى شكواه / بث المشكلة طريقة مفتعلة للتعبيرعن السخط المكتوم / لرجل يجلس قبالته أخذها منه طواها ببرود تابعت ما حدث مع( السيد) الذي يجاورني / المجاورة أنواع تتجسد حسب الافتراض / بدا ممتعضا مما يحصل بادرني قائلا :
- عجيب أمر هؤلاء , كل يوم تجده يتلون بلون ...
- من تقصد ؟
- وهل غير هذا أل..
لم يكمل عبارته لأنه يأنف / حين يأنف يغض الطرف / من العبارات البذيئة أستمر يتحدث .. واضعا ساقه اليمنى على اليسرى
- أتساءل .. كيف أستطاع أن يخدعنا هذه الفترة ؟
تحدث بانفعال واضح:
- هل نحن من السذاجة ليستطيع رجل مثله أن يستمر بخداعنا ؟
فوجئت بزعل (السيد )/ الزعل هنا سياحة في مساحة التبرم / على صاحب اللحية الكثة طلبت منه أن نخرج من القاعة لأبعده عن التوتر إزاء ما حصل في القاعة المزدحمة / الازدحام لايقبل القسمة على المصالح المتشظية /
في الخارج الاشياء تحمل لونا باهتا من الإرث الثقيل الذي طوى المدينة برمتها حتى لم يعد هناك مايساوي النظر أليه . / حين تحتوي السلع صدأ التعري ينتاب البضائع أهمال المتبضعين مرة في الجرح المنكفىء وأخرى في قيمة الشيء .. /
تعفنت الأصوات بنداء لا طائل منها سوى البضائع الرخيصة والمسروقة من مخازن الدولة التي استبيحت بهمجية مفجعة
تطلع إلى الوجوه التي لوحتها الشمس في داخله شيء يحترق بلا هوادة المعاناة تضطرم داخله / لاحد لها / لم أعثر على وسيلة أفضل من الاستمرار متحدثا معه قلت متسائلا :
- ما الذي بدل سلوكه ..؟ / يتبدل السلوك حينما تشخص الاهتزازات بتوالي مفجع /
أطلق زفيره بصوت عال / اشتعلت في الجهة الاخرى اطلاقة طائشة / سحب نفسا عميقا من لفافة تبغه / تختل المسارات حيت تلامس الانشغالات شعور الاستغراب /
لمحناه يعبر الشارع بسرعة بقوة لا تتناسب مع هيئته بدا كمن يتحدى مجهولا يطارده دائما مطاردة المجهول تعني الجهل المتبرعم أو محاولة المعرفة/
هز صاحبي يده ممتعضا بعد تجاوزنا المسافة الممتدة بين المجلس البلدي ومحلات المرطبات الجو خانق جراء الحرارة المرتفعة فكرت في احتساء شرابا باردا لكنه أشعل لفافة تبغ ليشعرني بأن لا رغبة لديه بذلك عاد يقول :
- ألا تتذكر كم كنا نحترمه ؟
- شخصا بمواصفاته من السهل تبدل سلوكه كنت ألمح دائما لديه حب الظهور
- صحيح .. ما تقوله
- ليس الجميع يفعل ذلك يوجد من لا يتحمل حتى كلمات الإطراء
حاولنا الابتعاد عن الضجة والضوضاء مع استمرار فحيح المناداة على السلع المتناثرة فوق الإسفلت والتراب . الأزقة المترامية بانسياب توحي بالخوف من الأسلحة المشهورة بيد الأطفال / كرنفال للفوضى العارمة يتمرى على الوجوه الكالحة / لاح قرص الشمس بلونه البرتقالي متوهجا يميل نحو الغروب ./ المغيب أختفاء قاسي /
عدنا إلى بداية الطريق الباعة يجمعون حاجياتهم يحملونها بعربات صغيرة . بانت بقع العرق على ملابسهم الرثة .
فجأة برزأمامنا أبدل ثيابه بأخرى رثة يدفع أمامه عربة مملؤة بقناني الغاز / يمارس مهنة الاشتعال لا يكتفي بالقوت اليومي / حين اقتربنا منه أشاح وجهه صارخا :
- غاز ... غاز / الغاز اشتعال لا تعرف نتائجه المبهمة /
بدا كمن أصيب بمس من الجنون . استدرت رأيت (السيد ) يضحك بمليء شدقيه قائلا:
- يريد أن يوهم الآخرين بأنه يعيش على كده...
ضحكنا بصوت مسموع / السخط والانتهاك مفترض بطقوس مضطربة لتبديد الحيرة / واصلنا السير نحو الجامع الذي لاحت مأذنته من بعيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-