الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في مجموعة قصصية

زهير إسماعيل عبدالواحد

2018 / 3 / 3
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


قراءة في مجموعة قصصية
[غسل عار طفلة]

غسل عار طفلة / مجموعة قصصية
الاء العبيدي
الاء كاتبة عراقية من مواليد ١٩٩٨، لها رواية قطاع ٤٩ صدرت سنة ٢٠١٦ بالاضافة الى مجموعة من المقالات المنشورة في صحف عربية وعراقية مختلفة.
تتكون المجموعة القصصية من ١٢ قصة قصيرة وهي:
- غسل عار طفلة.
- بلاد المهجر اوطاني.
- أمَة.
- أحتضر لوحدي.
- ثورة جثة.
- هلوسة.
- بائعة التمر.
- وهم.
- وأد.
- حور عين.
- حاكم المخبل.
- جنة الشياطين.

تبتدئ الكاتبة مجموعتها القصصية بالأهداء
" لبقايا جثتها المحترقة "
ومن ثم تأتي المقدمة حيث تقول الكاتبة فيها " أومن بأن الكتابة فن تخليد ومبدأ وهدف " ولذا فأن الكاتبة تأخذ عهد على نفسها بأن يكون لها نهجها الخاص بها
" لن أسير بنهج أحد وأكتب أن كل ما في مجموعتي من وحي الخيال، بل الكثير منه حقيقي واقعي".
في القصة الأولى (غسل عار طفلة) والتي حملت مجموعتها القصصية العنوان نفسه، تتحدث عن "وسن" تلك الفتاة التي أهملتها امها ملقية بها في منزل عمها لكسب رضا الزوج، كانت قسوة عمها عليها كقسوة سيد على أمَة، اما زوجة عمها فقد أثقلت كاهلها بكل أعمال المنزل، ما رحمت جسدها النحيل وسنها الصغير.
تبدأ القصة بصراخ " وسن" التي تقول " ما ذنبي ... ما ذنبي ... ما ذنبي".
وسن ذات البشرة البيضاء البضة والقوام الفارع الرشيق والعينين السوداوين لها خال تحت شفتيها، يتحدث عنها ابن عمها الذي أُغري بذلك الخال وأصبح مهووسا به حتى عشق كل الأغاني والقصائد التي تغنت بالخال، يقول عن ابنة عمه " أسكرتني حد الجنون، بل فقد العقل، حاولت التقرب منها إقناعها، توسلت لها، (أحبكِ... أحبكِ... أحبكِ الف الف مرة) لكنها أبت، حصّنت نفسها مني كأني وحش أريد أن أنقض عليها....".
" كرهت صمودها بوجهي ... بدأت فكرة الانتقام وأخذ ما أريد تسيطر على تفكيري...".
حتى تحين الفرصة وعندها " أدخلتها غرفتي وأغلقت الباب... وما تركتها الى أن أشبعت رغبتي في ذاك الوقت وتم الاغتصاب عنوة".
تكمل الكاتبة قصتها لتروي لنا كيف تكون الضحية هي المذنبة وهي من يجب ان تُحاكم بدلا من المجرم، لينتهي الامر بقتلها وحرقها. بدون أي شعور بالذنب او محاسبة من مجتمع، لانّ الامر ببساطة هو
" مسألة غسل عارٍ فقط".
اما في القصة الثالثة التي كُتبت بعوان " أمَة " فتتناول الكاتبة مسألة تسلط الرجل على المرأة والتعامل معها كأنها "أمَة" خُلقت لتخدمه.
" كم كنت ألتذ عندما أسمعهن يصرخن، كنتُ أعتقد بأنهنّ خلقن لهذا ، فهن آلة يجب أصلاحها كل فترة وإصلاح الآلة هذه يتم بالضرب".
في قصة أخرى حملت عنوان (أحتضر لوحدي) التي تعالج موضوع عقوق الابناء وتخليهم عن الوالدين لا لشيء فقط لكسب رضا زوج أزوجة.
" سقطت، خذ بيدي ، أنقذني أرجوك، ألم أحملك تسعاً؟ دعك منها، ألم أقم عليك ثلاث وعشرين عاماً؟ أتركها، ألستُ أنا التي سهرت عليك مريضاً ليالٍ طوال؟ يا بني! أفعلت زوجتك شيئاً من هذا؟".
اما الغلاف الخارجي للمجموعة القصصية فلقد تضمن ما يلي :
"كنتُ قد فرشتُ جراحي ليدعسوا عليها بكل قوتهم، أردتها أن تتخدر من الألم عندما تلاقي تلك القسوة، دموعي جفت للأبد بصفعتي كفٍ بحجم السماء وقلبي أحاله الألم لصخرةٍ لا تُفتّت حتى بمسمارٍ شديد. فهل يُفتّها حبك فيدخل بها؟!".
من خلال قراءتي لهذه المجموعة القصصية أدون ما يلي :
- أُحي الكاتبة الشابة على شجاعتها وامكانياتها الأدبية، فهي برغم صغر سنها وانشغالها بدراستها كونها طالبة في كلية طب الأسنان أستطاعت أن تخرج لنا بمجموعة قصصية رائعة تناولت فيها أهم القضايا التي يعاني منها المجتمع الشرقي عموماً ومجتمعنا العراقي على وجه الخصوص.
- يُحزنني ان يكون نتاج الشباب مقتصر على الهموم والآلام ، كم تمنيت أن أجد في هذه المجموعة قصةً ولو واحدة تتحدث على الحب ، الأمل ، التفاؤل.
- أخيرا أهدي الكاتبة تحياتي وأمنياتي بالتوفيق في أعمالها القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل