الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاغماضة

صالح جبار محمد خلفاوي

2018 / 3 / 3
الادب والفن




الشمس ترسل أشعتها فوق الموجات المتحركة على سطح النهر المضاء ببريق دافق تمضي السيارات مسرعة دون توقف عند المنعطف تقل الاندفاعات لتتهادى نحو وجهتها بعزم . .

في الطرف الاخر يمتد الحائط الخراساني بتعرج واضح لمسافات طويلة يتلوى مثل سوط ملتهب يخفي وراءه عالم مبهم . .
نسج خيوط الصورة المبتكرة في حواسه التي عادت اليه أحس بسريان الدم في عروقه من جديد أنتبه لملابسه البالية والتي كانت براقة قبل الان .

الأشياء تتوهج بشعاع يهمي على الامتداد المستمر من أعمدة الجسر الغارقة في عتمة الظل حتى البناية الرابضة أمامه بمواجهة الشاطئ المطلي بلون النهار .
ترك رجليه تهبطان على مهل لكنه لم يغير وضع استلقائه تأمل الفتاة الواقفة أمامه أدرك أنه يمتلكها ويستمتع بها كوعاء لحفظ سلالته . .

أشتاق لأخيه الكبير تذكر حادثة البارحة فعاوده الألم ينخر جسده بصمت أستحضر صورة زوجته الراقدة في فراشه مع عبد أسود ينهض الدم في عينيه مازالت المرأة تقف أمامه بدلالها .
أزعجته أبواق السيارات وجلوسه مكشوفا في العراء مالت الشمس نحو الزوال صخب المكان يرتدي الهدوء توترت عضلاته مسح وجهه الداكن من قطرات العرق المتشبثة بصدغيه أعاد تثبيت عمامته المتسخة .

حاولت الفتاة استعادة طراوتها وممارسة ليونة جسدها الرشيق بغنج أشاح وجهه المترب عنها قال بصوت أحس يصله من دهليز خارج حنجرته المتحجرة في نجمة تحتفي بهمس سماء صافية

صور مضجرة حكايات لم تنته تخرج من صندوق طلاسمه طقوسا سرية ونقوشا تحوي ألق الخيال . السلطة , نظام الحكم الذي كان بأعلى قمته النساء العبيد , الاماء , رجال العسس وتمرد زوجته في غيابه :
- لقد سئمت

لم تعلق المرأة على عبارته ظل أتقاد الألوان يجعله يتحسس الفجوات المفتوحة في كوة رأسه الغارق بين طيات العمامة الازلية . .

فكر بالخطيئة تنهض وسط الفزع تكسر القيود بجرأة نادرة تعيد تركيب النسيج للحكام والحاشية لتنبت في ركام البقاء .

يسل سيفه تطل أمامه شبابيك القصر المشرفة على بستان أخيه تريه محنة الفسق
يغمض عينيه تتهادى سلاسل طويلة من الزناة والمغتصبين خيول ممتطاة تجري بلا توقف سرف دبابات تخط النشيج على اسفلت الشوارع الموشاة بالرداء الأسود .

حاول النهوض اهتزت تحته صخور تحرك شظايا الجمر فتنجذب نحوه الأشجار سفح النهر يجاور قدميه تمنى لو أن النهر يجف ويخرج الاسرار .
مدينة ميتة يتوغل فيها صراع يهدد الاحياء بالانقراض تفز الطيور من بين يديه يتوسل الاغماضة يفارقه الحلم .. يتمتم :
- شهرزاد

تطالعه بعيون مسكونة بالفراغ ثقب الوشم يفغر فمه الفجوات تتلاشى بجسد يترسب كحجر في قاع المياه المنسابة . تحتويه الاشنات والطحالب القواقع والصدفات .

خلف الجدار الاسمنتي تستمر حركة أخرى غامضة تتداخل فيها الشرفات تسكن ثم تضج وجوه تغطي وجوه وطائرات الهليكوبتر تحلق في السماء تدور في اتجاهات تسحب الضوء نحو المغيب .

فرك عينيه , خاطب جاريته :
أني بحاجة للنوم , لا توقظيني غدا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-