الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دكتاتورية لغة

امنة الذهبي

2006 / 3 / 9
الادب والفن


لا محل لها من الاعراب وحدها من بين كل الظمائر الظاهرة والمستترة ، ليس لها سوى الهم والحسرة ..الذي يحاول ان يعطيها قيمة ، لا بد انه جاهل ، غير عارف بشؤون اللغة ، هكذا هي القواعد ، ثابتة ، لا تقبل التغير كثبات الجبال ، خط الاستواء الوهمي ، ايامنا ، …..
محاولاتها لاحتلال موقعا بين الضمائر المتصلة او المنفصلة ، لا قيمة لها . كل يوم . تاخذ نقطتيها لتجوب الشوارع حاملة لافتة تطالب فيه بالاعتراف ، تكويها الشمس فصولا ، تمحها مياه الامطار فصولا اخرى .. وتعود لا شيء معها سوى نقطتين حظهن العاثر قادهن الى تاء لا قيمة لها في النحو . ماذا لو قررت النقطتان هجرها ؟ حتما ستتحول الى شيء مبهم لا معنى له ، لماذا استكثر عليها علماء اللغة موقعا يحفظ لها كرامتها وكبريائها امام باقي اقسام الكلام . مضاف اليه على الاقل .. مافرقها عن تلك التاء المغرورة ، تاء الفاعل . ام انها لا تستطيع الفعل لانها .. لانها . ارتبطت بالانثى ، في وقت كان فيه كل علماء اللغة .. ذكور 00 هل صبوا كل حقدهم على القوارير ، عن طريق تلك التاء المسكينة..؟ الا يكفيهم كل ما يأخذونه منها ، منذ بدء التأريخ حتى يومنا هذا ، وهي تعطي مع انها بلا محل من الاعراب ...
جولات عديدة متكررة تخوضها مع الالم . الخوف ، وحتى الموت تصارعه لتمنح باقي الظمائر الحياة ، الامل ، الفرح ، او شيئا من الغرور والتميز عن الاخرين ، هل مر ببال احد ان تقف تلك التاء المهملة على سكون مستديرة سكنت فوقها كل دهور اللغة تنظر من خلال نقطتين لا انكسار فيهما . وجها لوجه من دون ان تتمترس في خندق او حجاب مع كل مفردات اللغة مع انها تعلم ان لا محل لها في الاعراب ، والفتحة كالضمة كالكسرة لا ترضى بالاقتراب منها ، تفق امام الجميع لتعلن انسحابها من دنيا اللغة ….
من يتوقع حينها ان قرارها لا رجعة فيه ، جاهل بلا شك بكل شؤون الـ… لغة لا يعرف شيئا عن الـ..ضمير المتصل .. تاء التأنيث الساكنة . وجعا وحسرة وخيبة امل …
وتراجعها عن القرار ضعف لم تخلق من اجله .الا ان ذلك لن يحدث ،لانها تعلمت منذ البدءان اللغة ليست ملابس تتغير في النهار او في الليل مثلما تعلم ان نقضتيها لا تفكران بالرحيل عنها ولو غادرتها كل مفردات اللغة ..ولان السكون انثى ..ولانهن مثلها انثات لن يرحلن ..معزية نفسها انها لاعلاقة لها بالذكور حتى ولو لم يكن لها محل من الاعراب 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب