الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! : 12 : ما العمل من أجل حماية الصحافة الإليكترونية الملتزمة ؟

محمد الحنفي

2006 / 3 / 9
الملف التقييمي - بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن


ما العمل من أجل حماية الصحافة الإليكترونية الملتزمة ؟
و دعم الصحافة الملتزمة بصفة عامة، و الاليكترونية بصفة خاصة، و بكاافة أشكال الدعم الممكنة، المادية، و المعنوية، ليس كافيا وحده، بل لابد من استحضار ضرورة حماية الصحافة الملتزمة، و الاليكترونية بالخصوص، حتى لا تتعرض لما تعرضت له الحوار المتمدن، بمناسبة ذكراها الرابعة. و نحن هنا سوف لا نتكلم عن الحماية التقنية، التي لها علاقة بمجال آخر، و بالمتخصصين في تقنيات الإعلاميات، و إنشاء المواقع، و غير ذلك، مما له علاقة بمجالات نجد أنفسنا بعيدين عنها،بل عن حماية أخرى ومن نوع آخر.

فنحن نعتقد أن دعم الصحافة الإليكترونية، يعتبر خير وسيلة لحمايتها، مما يمكن أن تتعرض له من ضغوط مادية، أو معنوية، من قبل جهات معنينة، ترى في التضييق عليها، عن طريق تخريب مواقعها، مناسبة لحملها على التخلي عن نهجها، الذي يجعلها تلعب دورا معينا، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة.

و لحمايتها من كل الآفات نجد أنه لابد من :

1) الارتباط بهذه الصحافة ارتباطا عضويا، و جعلها هي مصدر المعلومة، و مصدر التكوين المعرفي، و العلمي، و الايديولوجي، و السياسي، و مجالا للتواصل مع الآراء التي قد تكون متناقضة أحيانا، حتى يساعد ذلك على القول بالرأي، و احترام الرأي الآخر.

و ارتباط من هذا النوع، هو الذي يؤيد الصحافة الاليكترونية الملتزمة، و يجعلها حاضرة في الوجدان، و في الممارسة اليومية للمتعاملين معها. و هو حضور يعضد، و يقوي من شأن هذه الصحافة، و يفرض على الجهات المعادية لها، ذلك الحضور االذي يصير مفيدا للجميع ماديا، و معنويا.

2) الحرص على مبدئيتها، حتى تحافظ على ديمقراطيتها، و تقدميتها، و جماهيريتها، و استقلاليتها، و من أجل أن يصير اهتمام الجماهير العريضة بها حاضرا في الممارسة اليومية لتلك الجماهير، مما يجعلها تتفاعل مع المضامين الواردة فيها، و العمل على تطوير تلك المضامين، حتى تستجيب للجاجيات الجديدة، و المتجددة باستمرار، و حتى تقوى على مواجهة التحديات الطارئة في الواقع الاعلامي بالخصوص، و سعيا إلى جعلها محط اهتمام جميع الجهات المختلفة، و المخالفة لنهج، و منهج الصحافة الاليكترونية الملتزمة.

3) الالتزام بدفع اشتراك رمزي، سنوي، أو شهري، حسب الامكانيات المتوفرة، لكل متعامل مع هذه الصحافة، و مقتنع بها، حتى تقوى إدارة هذه الصحافة على مواجهة متطلبات الحماية التقنية، المستمرة، التي تضمن استمرار وجود هذه الصحافة، على المستوى الاعلامي. لأنه بدون ذلك الاشتراك المادي، ستعجز عن الاستمرار، و سيقع الضغط على الادارة، التي قد لا تقوى على مواجهة المتطلبات المختلفة. و قد تصير الصحافة الاليكترونية مهددة بالانهيار، الذي قد يجعل إجيالا بكاملها تسقط في استهلاك التفاهات الإعلامية، كما هو حاصل الآن، في مختلف نوادي الانترنيت، التي تستغل في الامور التافهة، و التي تؤدي إلى الانحراف، بدل تقويم المسلكيات المختلفة، أو تكريس انحرافها.

4) الحرص على مصداقية هذه الصحافة الاليكترونية الملتزمة، عن طريق إامدادها بالمعلومة الموثقة، و الصادقة، و الواقعية، حتى يكون تأثيرها الإعلامي صادقا، و فاعلا في الواقع في نفس الوقت، و من أجل فرض احترامها بين الأعداء قبل الاصدقاء، حتى تصير المصداقية عنوانا لها، و لكل المتعاملين معها، و للمساهمين في الكتابة فيها، و حتى تنتقل المصداقية من خلالها إلى المسلكيات الفردية، و الجماعية، و تصير كل صحيفة إلكترونية ملتزمة، مؤسسة تربوية قائمة بذاتها، تساهم بطريقة غير مباشرة، في التربية على المصداقية، و من خلالها على الديمقراطية، و التقدمية، و الجماهيرية، و الاستقلالية، التي تلعب دورا رائدا، في إعداد الناس للانخراط في النضال من أجل الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية، التي تعتبر شرطا لتحقيق مصداقية التاريخ.

5) اعتماد هذه الصحافة مرجعا أساسيا، من قبل الباحثين عن المعلومة، في المجالات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، حتى تصير أكثر حضورا، و أكثر تأثيرا، و أكثر إحالة عليها، من قبل الباحثين في تلك المجالات، مهما كان مستوى البحث الذي يمارسونه، و مهما كان نوع الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها من وراء أبحاثهم، حتى يتأتى الحضور المستمر للصحافة الاليكترونية الملتزمة، في وجدان الأجيال المختلفة، و المتعاقبة التي تصير منغمسة في البحث أرشيف الصحافة الإليكترونية الملتزمة باستمرار، و بالسهولة المطلوبة رغبة في الاطلاع على محتويات ذلك الأرشيف.

و بالإقدام على هذه الخطوات، و الالتزام بها، نجد أنفسنا مساهمين بشكل مباشر، و غير مباشر، في حماية الصحافة الاليكترونية الملتزمة، مما قد تتعرض من ضغوط، من قبل الجهات المستفيدة من الاستغلال المادي، و المعنوي، و من أجل فرض استمرارها بقوة الواقع، في الشبكة العنكبوتية، و لجعل هذه الشبكة قائمة، في الأصل، على أساس التعامل مع الصحافة الاليكترونية الملتزمة، و بجميع اللغات.

و لذلك فحماية الصحافة الإليكترونية الملتزمة، يجب أن تصير مهمة جماهيرية، من خلال احتضان الجماهير الشعبية الكادحة، بالخصوص، لهذه الصحافة، باعتبارها مهتمة بقضاياها الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، و باعتبارها اللسان المعبر عن تلك الجماهير. و هو ما يعني ضرورة سيادة الوعي بضرورة، و أهمية الصحافة الاليكترونية الملتزمة، التي تصير كالماء، و الهواء، بالنسبة للجماهير الشعبية الكادحة، و طليعتها الطببقة العاملة، بالخصووص، و حينها ستصير محمية بقوة الجماهير، و بها، لدورها في حماية الجماهير نفسها، و لدورها في رفع الحيف عنها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتس: تركيا رفعت العديد من القيود التجارية المفروضة على إسرا


.. واشنطن تفتح جبهة جديدة في حربها التجارية مع الصين عنوانها ا




.. إصابة مراسلنا في غزة حازم البنا وحالته مستقرة


.. فريق أمني مصري يتقصّى ملابسات حادث مقتل رجل أعمال إسرائيلي ف




.. نزوح الأهالي في رفح تحت القصف المستمر