الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة تكتب عن المرأة لكن الرجل دوما يكتب للمرأة

غسان المفلح

2006 / 3 / 9
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات


المرأة تكتب عن المرأة ..
لكن الرجل دوما يكتب للمرأة !!
خواطر بمناسبة يوم المرأة العالمي ..!
ـ1ـ
المرأة تكتب عن المرأة لأن المراة لديها قضية تدافع عنها دوما وهي قضية حقها التاريخي المغبون وخصوصا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية عموما , لهذا هي كلما تسنت لها الفرصة لكي تكتب فتراها أول ما تبدأ الكتابة به هو : قضية المرأة وحقوقها وفيما بعد أحيانا تلجأ كي تكتب عن قضاياها الأخرى الإنسانية عموما وفي كل النشاطات والميادين , حتى تصبح الكتابة في هذه الأمور عند بعضهن هي كتابات ملحقة لقضيتهن الأساسية ـ الدكتورة نوال السعدواي نموذجا وليس هذا هو سببا كافيا لكي يتحدث المفكرالقدير جورج طرابيشي عن ذكورة مبطنة لدى الدكتورة نوال السعداوي معتمدا عقدة غياب [ العضو الذكري ] في بدايات تهجئة فرويدية على طريقته المدرسية , معذرة إن كنت أكتب من الذاكرة اللعينة التي ليست بريئة من التضليل أو من الخطأ لذا ليسامحنا ناقدنا الكبير ـ وهذا الأمر يبدو أنه حقيقي لأن الرجل في مجتمعاتنا لازالت قضية المرأة بالنسبة له :
ليست قضية وإنما مشتهى ـ جبرا إبراهيم جبرا النموذج الأكثر وضوحا وإشكالية في هذا الخصوص ـ حيث المرأة التي يكتبها أو يكتب لها هي المرأة المشتهاة , والشهوة هنا ليست حسية فقط كما يمكن أن يظهر في كتاباته الروائية : بل هي مساحة لايحدها معنى من المشتهى ـ البحث عن وليد مسعود أو عالم بلا خرائط مع الراحل عبد الرحمن منيف وأعمال كثيرة أخرى ـ إذن هو يكتب للمرأة وليس عن المرأة لأنه : يشتهيها في مساحة من الحلم لا يحدها حد مهما كان وضعيا أو دينيا أو حتى ( معرفيا ) في مسحة تقارب التعالي في مستواه الوجودي و في قيمة هي مستقاة من هذا الحلم نفسه ..شهد في رواية وليد مسعود ..هي شهد وهي كل النساء التي يمكن أن تتعرض لكل صنوف الرقابات وهي المشتهاة مثقفة نارية حالمة إلى حد الجنون معطاءة إلى حد اللاجسدية .. والمشتهى ليس واحدا عند الجميع من أصناف الرجال , بل تبعا لثقافتهم وميولهم وقيمهم وتجربتهم الحياتية والمعرفية ..الخ
الرجل هو بيت القصيد لأنه كان ومايزال هو الراعي ـ ليس بعد تماما والمستقبل يبدو أنه ليس له ـ لهضم الحقوق أو إعطاءها للمرأة ككائن / براني . دون أن ينظر لها باعتبارها كائن من لدن معاشه اليومي في أدق تفاصيله وفي أحلاها ..وفي أبهاها ..في نكدها ..في فرحها ..في ألقها ـ الرجل أكثر لحظات تألقه هو في لحظة حضوره أمام المرأة ـ ومن يتحدث من الرجال بغير هذا فهو ..يغالط الحقيقة بشكل عام . حتى الإسلام عندما قيد المرأة ببعض القيود !! إنما أحل للرجل أن يتزوج أربعة !! قضية أن يعدل أو لايعدل هذه مسألة أخرى خارج النص الأصلي .. ليس الذنب في هذا ذنب الرجل فقط بل هو ذنب السياق الذي سمح له بالزواج من أربعة هذا السياق النصي الثقافي ..الخ ..وهذا السياق الذي لم يتغير بعد في بلداننا رغم أنه اشتق من واقع تاريخي عمره خمسة عشر قرنا ..!
النص ليس بريئا أبدا .. لايوجد نص لا يحاكي ـ المحاكاة ليست بالضرورة شكلانية أو تقليدا بل ربما تكون ثورة على هذا الواقع ـ بطريقة ما , ماحوله في هذا العالم لأن النص في هذا العالم وليس في عالم آخر .. يستقي تفاصيله من المعيوش من اللحظات كلها الواقعية والمتخيلة .. المجسدة والحلمية .. والمرأة بالنسبة للرجل نصا يكتبه ويعيشه ...
ليس المطلوب أن تصبح قضية المرأة ورفع الغبن عنها قضية الرجل ..بل المطلوب ألا يبقى قضية أصلا ..! هل هذا الأفق مفتوح ؟
حتى في الغرب لازال الأفق مفتوحا لكنه لم ينته بعد ..مفتوحا على انتهاء القضية وإغلاق ملفها ووضعه في الأرشيف الإنساني .. في مجتمعاتنا لازال في طريقه كي يفتح هذا الملف .. لازالت المرأة في الغرب تعاني في المجالات السياسية ..تعاني في استخدام جسدها سلعة .. حتى وهي بكامل وعيها في استخدام هذا الجسد ..ـ ظاهرة الإعلانات التلفزيونية : المرأة تدرك أنها تظهر في الصورة مثيرة لكل الغرائز .. وتعتبر هذا وظيفة واحترافا في عملها وأحيانا تدرسه في معاهد خاصة أو عامة لافرق ..ألا يبقى لجسدها أية خصوصية في الصورة لم يجبرها على فعل هذا أحدا بل هي بمحض إرادتها ..وهي تعرف حقوقها جيدا ..ولاتقبل أصلا أية تبعية للرجل !! إنها سلطة التشيء والتسليع ـ التي لازالت في عهدة ماركس ـ ..
لماذا للمرأة عيد ولايوجد عيد للرجل ؟ هي ثقافة الرجل من أنتجت هذه المناسبة ..لماذا يكون مناسبة أصلا في شرط إنساني : هو حق آدمي قبل أن يكون إنساني حق اغتصب على مر التاريخ والأن نحتفل بإعادته ..هل عاد ..؟ لهذا كنت مترددا بالكتابة على هذه المناسبة والرد على الدعوة لي بالكتابة بأن لا أكتب .. ويبدو أنني لم أكتب .!
شاركت في إنطلاق حملة منظمة العفو الدولية لرفع الحيف ومكافحة التمييز ضد المرأة التي انطلقت في بيروت 2004 آذار .. بيروت فيها من النساء ما نجد آلاف الرجال يتحولون إلى عبيد خلفهن سواء لصوتهن !! الغنائي أو لقضايا أخرى ..لماذا كانت في بيروت ولم تكن في اليمن ؟ حيث أرسلوا عروسا للشيخ أسامة بن لادن وتصغره بعشرين عاما دون أن يعرفها وتعرفه !!
وأرسلوها إلى تورا بورا ....!
في بيروت لاتحدث هذه الأمور كثيرا ..
هذه كلها حركات الرجل .. وفي كل حركة يريد أو لايريد تكون المرأة حاضرة فيها ..ومع ذلك لا يريد أن يعترف لها بهذا ..لذا هو في كل مناسبة ...يريدها :
فقط مشتهاة ..ولست خارج هذه المعادلة .. والسؤال : ماهي المرأة التي تأمل المرأة أن تكونها سواء رضي الرجل أم لم يرضى ؟
ـ 2ـ
تقول المادة الثانية من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان [ لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء. وفضلا عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي لبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلا أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود. ]
ولو تمعنا في هذه المادة وفق تجريديتها وواقعيتها بالآن معا لوجدنا :
المعنى هو الإنسان الذي يراد إيجاده ..! لأن هذا غير موجود في التاريخ ولو كان موجودا فلا داعي لقيام هذا الإعلان ..! لهذا يسمى من يساهم في نشر ثقافة حقوق الإنسان والدفاع عن هذه الحقوق في وجه أي مغتصب لها :يسمى إما منضلا أو مدافعا أو ناشطا في مجال حقوق الإنسان , إنه امتياز رمزي من المفترض ذلك ؟ وقانوني وأيضا من المفترض ذلك ؟
لكن لكونه قانوني فله أس أخلاقي وقيمي ومعرفي .. وهذا ينسحب على كافة مواده وبنوده وديباجته أيضا . والمحصلة التي نواجهها هنا هي تعميم [ الإنسان بالحرف الكبير كما يقول أستاذنا مطاع الصفدي ولكن دون مركزية أوروبية / أو دون مركزية الإنسان الأبيض أيضا على حد قول إستاذنا ] وهذا الذي يراد تعميمه : لايوجد لديه ما يقوله عن عيد عالمي خاص للمرأة !! إلا في سياق الوصول كي يصبح هذا العيد نافلا .. تراثا إنسانيا ..أرشيفا طقوسيا. وهذه هي التي تعود بنا إلى بداية المقال : المشتهى / الحلم عندما يتحول إلى نموذج عمل تاريخي , وهذا جزء من نشاط الفكر ونشاط الناشطين أو المدافعين عن حقوق الإنسان المحترفين منهم و الهواة !! الذي يهدف إلى :
رفع الظلم عن الإنسان أيا كان ...!
وهل المرأة خارج هذا التعريف للإنسان المأمول أو المرتجى ؟
ـ3ـ
كيف هي الأمور للمرأة المسلمة وحدها تواجه إرثا دينيا وثقافيا وتاريخيا .. لايوجد في أية ثقافة أخرى في العالم ..! لأن وضع المرأة في بقية الثقافات ليس محاطا بهذه النصية المقدسة كما أنه ليس محاطا بتيارات تريد وقف التاريخ عند أحد مراحله .. الموضوع شائك وحساس وخطير بالآن معا .. ماذا لو تم سن قانونا يمنع الرجل من الزواج بأكثر من إمرأة واحدة وفرض عقوبات مدنية بالتزوير مثلا إذا تم الأمر بشكل سري كما تتيحه بعض العقود في مجتمعاتنا الإسلامية ..! لهذا كنت دوما ضد تلك الدراسات التي تحاول أن تجد في الماضي المقدس تأويلا يجيز لها عصرنة المقدس او قدسنة المعاصر ...هل تفلح في ذلك ؟ هذا ما نرجوه بالطبع , ولكن التأويل في شكله هو حدثا معاصرا لهذا هو يفشل عموما ..
لأن المقدس واضح ..والمعاصر هو المأزوم .. والمرأة في ثقافتنا لازالت نصا مقدسا ..!


غسان المفلح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات| فيديو يظهر شجاعة مقاومين فلسطينيين في مواجهة جيش الاح


.. شبكات| مغاربة يدعون لمقاطعة مهرجان موازين بسبب غزة




.. عمليات البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له


.. خبيرة بالشأن الإيراني: الدستور الإيراني وضع حلولا لاحتواء أي




.. كتائب القسام: استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور -نتسار