الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليق على بلاغ الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين

سامي حسن

2006 / 3 / 9
القضية الفلسطينية


في سياق التفاعلات وردات الفعل التي أفرزتها انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني أصدرت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين بلاغاً عن دورة أعمال المكتب السياسي الكاملة التي انعقدت بتاريخ 5/3/2006 ، عبرت فيه عن قراءتها لهذه الانتخابات ونتائجها وتصوراتها المستقبلية، وإذا كان طبيعياً للجبهة التي صار عمرها 37 عاماً التوقف أمام نتائجها الهزيلة في هذه الانتخابات، إلا أنه وللأسف" هاي العادة يا ام شحادة" لم تمتلك الجبهة الجرأة للقراءة النقدية الحقيقية لتفسير هذه النتائج ، والأصح القول أنها نتيجة ابتعادها عن هويتها اليسارية الطبقية المفترضة وبحكم بنيتها التنظيمية ( غياب الديموقراطية، الجمود والبيروقراطية، غياب أو تغييب الكادر،....) التي آلت إليها غير قادرة على القيام بهذه المراجعة النقدية حالها حال اليسار الفلسطييني عموماً؟! ولأن الشمس لا تغطى بغربال فليس بإمكان الجبهة التزام الصمت، ولا بد من قول شيء، فكان بلاغ الجبهة العتيد، وياليته ما كان؟! الجبهة التي حصلت على مقعد واحد فقط لا غير تطالب السلطة الجديدة بعدم تكرار أسلوب السلطة السابقة بالاستفراد في صنع القرار، وتدعو إلى االتعددية والشراكة المباشرة على أرضية برنامج قواسم مشتركة بين جميع القوى الفلسطينية ؟! مع تأكيدنا وحرصنا الأكيد على الوحدة الوطنية في مواجهة المشروع والدولة الصهيونيان العنصريان، إلا أنه يجب علينا تجاوز المفهوم السطحي المكرور لهذه الوحدة باتجاه الفهم الجدلي لها بما هي وحدة وطنية بين أطراف مختلفة ومتناقضة في برامجها وممارساتها، وربما يكون التعبير الحقيقي عن هذه الوحدة هو تكريس مقولة " أن نضرب معاً ونمشي فرادى"، وإن تكريس هذه المقولة على الأرض، واحترام جميع القوى الفلسطينية لها والتزامهم بها ربما يكون الضمان الحقيقي للوحدة الوطنية. أما ما ورد في بلاغ الجبهة الديموقراطية حول الوحدة الوطنية والشراكة فهي ديماغوجيا ورغبات ودعوات ساذجة لمن حصد الهزيمة بالانتخابات نتيجة ما كان قد زرعه في الواقع؟! فهل يمكن أن تكون مساهمة الجبهة (صوت واحد فقط) في صياغة برنامج الحكومة القادمة مساوية لمساهمة حماس التي حصلت على 78 مقعداً ؟! وإذا كانت المسألة ستتم بهذه الطريقة، وبهذه البساطة، فماالذي يبرر تلك الصراعات المحمومة بين القوى المختلفة على مقاعد التشريعي؟! ولماذا تجرى الانتخابات أصلاً؟! هل هذه ديموقراطية يا جبهة ديموقراطية؟ ويتابع البلاغ بحديث عام خالي من اي طرح لخطوات عملية وبرامج كفاحية الدعوة إلى تعميم تجربة انتخابات التشريعي لتشمل انتخابات المجلس الوطني في الشتات وتفعيل دور مؤسسات منظمة التحرير وإعادة الاعتبار لدور فلسطينيي الشتات كجزء من المشروع الوطني الشامل، دون تقديم تقييم نقدي حقيقي لدور الجبهة وجميع القوى الفلسطينية في إيصال الوضع الفلسطيني -خاصة السياسي - في الشتات إلى ما وصل إليه من سوء وترهل وتهميش وموات؟!
إن أهم ما ورد في بالبلاغ هو اعتراف الجبهة بما عانته وتعانيه من خلل وتقصير في مجال العمل المقاوم الجماهيري والاجتماعي، وإِشارتها إلى ظواهر الترهل والشللية والخمول والتسيب، ودعوتها ليكون المؤتمر الخامس القادم للجبهة مؤتمراً لتجديد بنيتها التنفيذية التتشريعية والتنظيمية. وحتى تكون الجبهة منسجمة مع هذا الكلام ومع اسمها، وأسوة بما يحصل في الأحزاب الديموقراطية عند تعرضها للهزائم ( أعتقد أن ما حققته الجبهة واليسار عموما أكثر من هزيمة)ً فلا بد أن يشهد مؤتمرها – الذي نتمنى له النجاح- المزمع عقده قبل نهاية 2006 تغيرات نوعية وجذرية برنامجية وتنظيمية تطال على سبيل المثال لا الحصر تغيير قيادتها التاريخية. فهل تفعلها الجبهة الديموقراطية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب أوكرانيا.. معركة خاركيف وتقهقر الجيش الأوكراني |#غرفة_ال


.. حماس تفتح جبهة جباليا مع توسيع الجيش الإسرائيلي لعمليته في ر




.. قوات فاغنر على الحدود المالية الموريتانية . |#غرفة_الأخبار


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - القسام: قصفنا 8 دبابات ميركافا في




.. غزة.. ماذا بعد؟| خلافات بين المستويين العسكري والسياسي واتها