الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة والعمل في العراق 2

جمعية السراجين

2006 / 3 / 9
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات


تتراجع مساحة الحرية للنساء في العراق خاصة في مسألة مساواتهن مع الذكور داخل المجتمع , وككل قضية حالية يجري تداولها في وسائل الاعلام تتقدم وتبرز بضعة متحدثات متفائلات بمستقبل واعد خاصة بعد تثبيت نسبة اجبارية من العنصر النسوي من مجموع عدد النواب في البرلمان .
العراق البلد الزراعي الريفي والحضري وفر للمرأة دوما فرصة العمل ومشاركة الرجل مسؤوليته المعيشية والاسرية داخل وخارج المنزل والمزرعة والبيع والشراء .
ذلك هو الاصل الاول للمجتمع العراقي الذي يختلف الى درجة كبيرة عن غيره من البلدان المجاورة ذات الطبيعة الصحراوية البدوية لم تتعود المرأة فيها على العمل الحر حيث لا حرث ولا حصاد ولا استقرار دائم .
بعد توسع المدن العراقية الرئيسية وانتقال مجموعات فلاحية ريفية اليها بحثا عن سوق عمل اوسع ومهن جديدة تستطيع امتصاص البطالة الكبيرة ومسبباتها ضيق مساحة الاراضي المزروعة وتخلف وسائل الانتاج الزراعي .
تحولت الفلاحة الى عاملة وذلك كمعدل في اواسط القرن الماضي وتطور الاقتصاد المديني العراقي خاصة بعد ثورة تموز 58 وزيادة الموارد النفطية .
والحال ان ازدياد العمالة النسوية في العراق لم يأت من فراغ ولا هو وليد ساعته او الحاجة اليه بل من تقاليد موروثة عن البيئة الفلاحية التي تعني للعائلة بأجمعها الانطلاق صباحا للعمل واستحصال الرزق الممكن والعودة مساء حيث لا يتواجد في الدار غير الاقل قدرة على ممارسة العمل اليدوي .
العمل والاجر هو المعيار الرئيسي الذي يخلق المساواة وليست النياة الحسنة وما فعلته ثورة تموز 58 من اقرار بالكثير من الحقوق المدنية للنساء لم يكن الا تحويل امر واقع الى قوانين نافذة ارتقت بالمجتمع العراقي درجات عديدة في سلم التمدن والتطور وماتحقق للمرأة من مساواة لم يكن هبة بل اعتراف انتزعته النساء العراقيات بالجهد والعرق والمشاركة المستمرة مع الرجل في تنفيذ مهمات ماتتطلبه المهن المختلفة سواء في القطاعات الانتاجية او الخدمية وفي مجالات العمل كافة عامة وخاصة .
لماذا التراجع الان ؟ ولنحدد العام 2000 وما تلاه من سنين تتطلب نظرة فاحصة واستنتاجات شتى لا يجب ان تخلو من ذكر السبب الرئيسي والذي هو التراجع العام لتطور المجتمع العراقي بعد الحرب العراقية الايرانية وما تلاها من غزو لدولة الكويت والحضر والحصار الدولي على العراق 1991 انتهاء بالدور الامريكي والاحتلال 2003 .
تراجعت المرأة من العمل الى الدار وتربية الاطفال اثناء حرب ايران وتحول رجال العراق الى عسكر ووقود لهذه النار المستعرة ودخول العمالة الاجنبية وخاصة المصرية الرخيصة للحلول مكان من ذهبوا.
بعد الحضر الدولي وما تلاه من تراجع وانهيار للاقتصاد المحلي العراقي وتقلص فرص العمل واشتداد المنافسة على ماتبقى وكل ماسبق يجري في غير صالح المرأه وفي معظم الاحوال .
خلال هذه الاعوام الشديدة على المرأة في مجال العمل تراجع وبشكل مستمر نصيبها من المشاركة الاقتصادية في الوحدة المدينية الصغرى (الاسرة) كما بدأت تتاكل حقوقها القانونية المعترف بها باصدارات تشريعية جديدة تسلبها حقوق قديمة بعد ان بدأت السلطات وبالتدريج الاتجاه الى تأسيس جديد للمجتمع على شكل محافظ يتلائم وما يعتقده النظام بان الريح مائلة اليه .
سنة 2003والتغيير وما تلاها من سيطره شبه تامه للاتجاهات المحافظة على الواقع السياسي العراقي وما رافق الانتكاسة الامنية من ضعف وتدهور لسوق وفرص العمل للعنصر النسوي ترافقها عدم القناعة الذكورية المستجدة للمرأة بأي حقوق خارج المنزل . جعل المجتمع يدخل في النفق المظلم والذي اساسه كما اسلفنا قشرة رقيقه من ممثلات المرأة العراقية تجدهن في الادارة والوظائف والبرلمان مع جوهر ومضمون مؤلم يتحكم فيه الرجل وتتراجع حقوق المرأة عملا وحرية وقوانين نافذة مع نظرة سوداوية لمستقبل غير مضمون النتائج تفتح من خلاله النساء شباك الامل فلا تدخل اليهن غير رياح القرون الوسطى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام