الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوية محايدة على أرض محايدة

بكر الإدريسي

2018 / 3 / 5
حقوق الانسان


أن تستيقظ على حالة من اللأدرية تجاه نوعك الجنسي، فتمتد يدك-بمعزل عنك- بسرعة البرق للأسفل لمعرفة أي الاعضاء لديك...!
هو حدث يتطلب التوقف والتساؤل.

كيف تفقد الذاكرة تجاه جنسك؟

هل يشي ذلك بأن جنس الدماغ غير ثابت؟

أو يعطي لمحة عن أتساع اللاوعي للذكورة والانوثة في آن واحد..؟
وأن الوعي هو من يصر على أحادية الجنس؟
الوعي الذي أرسل الأمر الفوري لليد لتحسس المنطقة التناسلية مؤكداً على الأحادية.

ترى إلى أي حد يسخر اللاوعي من تلك الأفعال الصبيانية وعقيدة الاحادية الجنسية...؟
وإلى أي مدى الأمور في اللاوعي- أو في ثكنة من ثكنات الدماغ السرية- رحبة ولا تعرف التميز بين الجنسين؟


بخلاف تساؤلاتي قد يذهب أحدهم إلى تفسير آخر مفاده أن الرجل حينما ينجو من حادث او يستيقظ أول شيء يطمئن عليه هو ما بين فخذيه.
حسنا لو افترضنا ان الأمر كذلك فأننا واقعين إذاً تحت جبرية جنسية لا يفيد معها التدرب على لعب أدوار جندرية مختلفة.

لكن المفارقة تكمن في أن شعوراً بالاستنكار انتابني تجاه سرعة يدي اللعينة التي حددت مباشرة ما هو جنسي!
ليتها تركتني أجرب العيش للحظات أطول بهوية الجنس الآخر أو بهوية محايدة على أرض محايدة.



هذه الرضة التي تزامنت مع لحظة الاستيقاظ أعادتني للفيلم الوحيد الذي شاهدته أربع مرات
[الفتاة الدنماركية The. Danish.Girl ]

يجسد الفيلم حياة الرسام "إينار فاينر" الذي كان يعاني من اضطراب الهوية الجنسية.

في السنة السادسة من زواج فاينر بالرسامة "جيردا" في لحظة نزوة لبس رداء النوم الحريري النسائي، فسايرته زوجته في البداية ومنحته مداعبات...
ورسمته لأول مرة بملامح أنثوية، بل وشجعته بعدها لحضور حفل بشخصية تنكرية أطلقوا عليها "ليلي"
لم تكن تعلم "جيردا" حينها أنها تقوم بدور قابلة استثنائية تخرج الأنثى من الجسد المذكر.

أثناء الحفل سلط الرجال أنظار فاحشة على "ليلي" التي بدى عليها الغنج والخفر الأنثوي أكثر من أي أنثى.
فاينر/ليلي الذي لم يسبق له ان كان في حالة (منظورية) موضع شهوة وافتتان الرجال كان مستثار وفي حالة ذهول وارتباك مما يحدث وكانت هذه بداية إرهاصات التحول.


عندما استيقظت الأنوثة في كيان فاينر/ليلي وبدأت ترتدي الازياء والمستحضرات النسائية، اصطدمت بجسد قاهر لانبعاثها الأنثوي.
كانت تحدق إلى جسدها في المرآة تتحس مواضع متفرقة وتحاول إخفاء "رمز الذكورة" حيث انها كانت تشعر بالتشوه من مظهر القضيب وتريد استبداله بمهبل أنثوي.
خلافاً لفكرة فرويد عن" الحسد القضيبي" الذي تشعر به الفتاة تجاه الولد.
ليلي شعرت - بالحسد المهبلي- ولم تكن مظاهر الذكورة عنصر مباهاة بالنسبة لها.

هنا شعرت زوجته جيردا بالخطر فطلبت منه إيقاف هذه اللعبة ولكن الأمر في حقيقته لم يكن لعبة فاينر/ليلي كان بالفعل يشعر في داخله بأنه امرأة.

على مضض قبلت الرسامة بأن تعيش معهم شخصية "ليلي" بل واصبحت موضوعها الأنسب وموديلها الأبرز في كل لواحتها الفنية.
مع ذلك كانت رافضة لتراجع أو انمحاء الذكورة في شخص زوجها.
طلبت منه في إحدى الليالي نزع ملابس" ليلي " اثناء النوم معها فكان رده:
(لا يهم ماذا ألبس لأنني حينما أحلم... فتلك أحلام ليلي)
رغم وجعها على فقدان زوج أمضت معه ست سنوات، إلا انها تفهمت وقبلت رغبته في ان يكون امرأة.

فذهبت معه للدكتور "وارنكروس" بألمانيا لجيري له عملية "تحول جنسي" وهي عملية لم يسبق أن جربت وتعتبر شاذة في ذلك الوقت.
نجح الطبيب في عملية ازالة الاعضاء الذكرية وفشل في صناعة العضو النسوي.
فمات فاينر/ليلي
(أول من ضحى بجسده وألهم حركة المتحولين جنسياً، ) في العام 1931
وبقيت الرسامة على حبها و وفائها لزوجها ترسم لوحات ليلي لحد وفاتها.
الممثل الانجليزي "إيدي ريدماين" EDDIE REDMAYNE جسد الدور بشكل مؤثر أنبهرت وتأثرت به كبير التأثير والانبهار، وبكيت على غير عادتي مع مجريات الأحداث.
ما علاقة" ليلي إلب" بالحالة التي استيقظت عليها حسناً أعتقد أنني مع هذا الفيلم شعرت لأول مرة بأنسيابية مع المواقف المؤنثة قبل المذكرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: إزالة دمار الحرب في غزة يتطلب 14 سنة من العمل


.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة




.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج