الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة الاهوازية والتحولات الاجتماعية بمناسبة الثامن من آذار عيد المرأة العالمي

جابر احمد

2006 / 3 / 9
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات


من المفترض أن تكون التحولات الاجتماعية - الاقتصادية التي حدثت في إيران خلال العقود الماضية والتي اتاحت للمرأة الإيرانية آنذاك إن تواكبها قد أثرت على وضع المرأة الاهوازية من حيث التعليم والعمل ومجاراتها للتغيرات المستمرة التي حدثت في هذه البلاد لترقي بمكانتها الاجتماعية إلى مصاف ما وصلت إليه المرأة في إيران أو إلى ما وصلت إليه نظيراتها في البلدان العربية وخاصة بلدان دول الجوار الخليجية الأشد تقارب من الناحية الاجتماعية والثقافية إلى واقع المرأة الاهوازية، إلى أن الخلل في هذه الأوضاع يعود بجملته إلى سياسة الاضطهاد القومي والاجتماعي التي مارسته الأنظمة المتعافية على دفة الحكم في إيران بحق أبناء الشعب العربي الأهوازي والرامية إلى القضاء على هويته القومية و اضطهاده في شتى المجالات الثقافية والاقتصادية، و لو تمكن هذا الشعب من أن يقرر مصيره بنفسه بإكمال مسيرته التحررية وبناءه كيانه القومي أسوة بباقي شعوب العالم لما شاهدنا هذا الحيف الذي لحق بكافة شرائح المجتمع العربي الأهوازي بما فيهم المرأة العربية الاهوازية.
لقد كانت الحركة النسوية في إيران من أكثر الحركات في الشرق تأثرا بالتحولات الاجتماعية الكبرى الذي شهدها العالم في القرن الماضي وخاصة تأثرها بالأفكار التنويرية القادمة من الجار الشمالي حيث تأسس في الفترة الواقعة ما بين 1919 – 1922 أول اتحاد نسائي لها وهو ”أنجمن سعادة نسوان " تجمع السعادة النسائي وأن تحتفل المرأة الإيرانية لأول مرة في ميناء انزلي الواقع على سواحل بحر قزوين بالثامن من آذار كعيد عالمي للمرأة.
كما أن وضع المراة العربية وخاصة في مصر منذ الدعوة التي أطلقها قادة الإصلاح الأوائل مثل قاسم أمين ورفاعة رفعة الطهطاوي وسلامة موسى وغيرهم من رواد الدعوة إلى تحرير المرآة قد أعطت ثمارها فيما بعد وانتقلت إلى اغلب البلدان العربية مثل سورية ولبنان وبعض بلدان الخليج العربي حيث تحضي المراة في هذه البلدان - ما عدها بعضها - بكافة حقوقها القانونية والمدنية، كما أن وضع المراة في بلدان الخليج والتي انطلقت مسيرتها أوائل السبعينات هو الأخر يبشر بالخير حيث تبوأت المرة مكانة رفيعة على كافة المستويات.
إذا ما الذي أعاق مسيرة المرأة العربية الاهوازية حتى يومنا وجعلها أكثر الفئات الاجتماعية سحقا واضطهادا؟ مما لاشك فيه أن ذلك نتاج سياسة الاضطهاد القومي التي تمارسها ومارستها إيران بحق أبناء الشعب العربي والتي طالت الرجال والنساء على حد سواء.
وللإجابة على السؤال المطروح أنفا سوف أشير ايضا إلى أحدى الدراسات الحكومية التي وصلت إلي يد القوى الوطنية والقومية العربية الاهوازية في الخارج ونشرت متزامنة من قبل مركز دراسات الأهواز وموقع عربستان في شباط من عام 2006 حيث تكشف هذه الوثيقة وما تحتويه من أرقام الحالة المزرية التي وصل أليها الشعب العربي الأهواز بعد 28 عاما من حكم الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقد صدرت هذه الوثيقة الإحصائية في 21 | 1 | 1384 تقويم إيراني ( نيسان 2005 ) وقد بينت أن عدد سكان الإقليم يبلغ 3مليون ونصف المليون وفيما يلي الترجمة الكاملة لهذه الوثيقة.
التوظيف في الدوائر الحكومية والمنظمات التابعة 2%
نسبة العرب في مركز المحافظة مدينة الأهواز 85% وفي كل المحافظة 75%
البطالة 88 %
مدراء عامين للبنوك عدد قليل جدا
مساعد مدراء عدد قليل جدا
قائم مقامين عدد قليل جدا
مدراء شركات لا يوجد
عدد السجناء المحافظة 91%
الرجال الذين لا يعرفون الفارسية 65%
النساء اللواتي لا يعرفن الفارسية 82%
النساء الأميات اقل من 35% سنة 65%
النساء الأميات اللواتي فوق 35 95%
دور النشر وعدد الناشرين العرب لا شي
عدد طلاب الجامعة بالنسبة لكل طلاب البلاد ( إيران ) بالإلف 2%
طلاب أولاد 77%
طلاب بنات 40%
ترك الدراسة في المرحلة الثانوية 82%
ترك الدراسة في المرحلة في المرحلة الإعدادية 63%
ترك الدراسة في المرحلة الابتدائية37%
المدمنون في المحافظة 98%
أطفال مشوهين والإجهاض96 %
بائعون جوالون 98 %
ويتبين لنا من خلال هذه الوثيقة الوضع المزري التي وصلت إليه المرأة العربية والذي يتحمل مسئوليته الحكام المتسلطين على رقاب شعبنا من جهة وتخلف علاقات الإنتاج الموجودة في البنية الاقتصادية الاجتماعية للشعب العربي الأهوازي من جهة أخرى. فالتطورات المتسارعة في علاقات الإنتاج والتي حدثت بفعل اكتشاف البترول وتصديره والقفزات الهائلة في أسعاره ساقت مجتمعنا إلى التحول ألقسري من نمط إنتاجه التقليدي وانخراطه في نمط أنتاج رأسمالي مشوه تم برمته لصالح الرأسمالية الفارسية حيث حرمت هذه الرأسمالية ومنذ البداية أي نمو للرأسمال الوطني المحلي، ترافق ذلك بهجرة واسعة للمواطن الأهوازي من الريف إلى المدينة وتحول الغالبية العظمى من الفلاحين العرب إلى رثة عمالية تحمل معها وعيها القبلي المتخلف الذي زاد من الأعباء التي تتحملها المراة العربية الاهوازية، فهي بالإضافة إلى تحملها عب الاضطهاد القومي تحملت أيضا عبء العلاقات الاجتماعية المتخلفة التي لا تزال تعرقل مسيرة الغالبية العظمى من النساء الاهوازيات، وفي هذا المجال يبقى الحيز الأكبر في تخلف المراة الاهوازية هو نتاج سياسة الاضطهاد القومي والتي تتجلي أبشع صوره في الاضطهاد الثقافي، فاستنادا إلى الوثيقة الإحصائية الأنفة الذكر هناك 82% النساء اللواتي لا يعرفن اللغة الفارسية، كما بلغ معدل النساء ممن هن فوق أل 35 عام وممن لا يعرفن القراءة والكتابة 65 % وفي حين بلغ نسبة الطلاب العرب 77% هذه النسبة بالنسبة للطالبات العربيات بلغن 40% كما ونتيجة الاضطهاد القومي وحالات الفقر المدقع التي يعيشها المواطن العربي وعدم تمكن بعض الطلبة من إتقان اللغة الفارسية وانخراطهم مبكرا في العمل هناك 82% من الطلبة يتركون الدراسة في المرحلة الثانوية كما أن هناك 63% يتركون الدراسة في المرحلة الإعدادية وهناك 37% يتركون الدراسة في المرحلة الابتدائية، مما لاشك فيه إن الإناث يشكلن النسبة الأكبر في هذه الإحصائية.
بالإضافة إلى ذلك تتحمل المرأة الاهوازية مسؤولية ألأعباء العائلية حيث تعمل في الحقول الزراعية جنب إلى جنب أخيها الرجل، كما أن الغالبية العظمى منهن وفي ظل تدهور الأوضاع الاقتصادي والهجرة الناتجة عن الحرب العراقية يعملن كعاملات موسميات في جني الثمار والحقول الزراعية بأجور اقل من الرجال كما يعملن بائعات على الأرصفة وبائعات اسماك ودجاج من اجل المساهمة في رفع مستوى مدا خيل أسرهن.
وخلال العقود الثلاث الماضية تطور وضع المرأة العربية الاهوازية كما ونوعا، وفي الوقت الذي كان يدرس في إحدى اعدادايات مدينة الأهواز والمسماة به " نظام وفاء ” ما يقارب 2000 طالبة كان يوجد بينهن 20 طالبة عربية فقط وهذا يعني أن عدد الدارسات لا يتجاوز 1%، ألا أن هذه النسبة ومنذ أوائل الثمانينات آخذت تتغير لصالح الطالبات الاهوازيات حيث تقدر بعض الإحصائيات أن هذه النسبة وصلت إلى ما بين 35% إلى 40% وهذا بحد ذاته يعتبر إنجازا وتحولا هاما في وضع المراة خلال 30 سنة الماضية.
ورغم هذه الصحوة التي تشهدها المرأة العربية الاهوازية لا توجد أي مؤسسة أو منظمة مهنية أو مدنية تمثل المرأة الاهوازية على الصعيد الداخلي تعالج مشاكلهن وتؤطر نضالا تهن وهن مطالبات إلى الانضمام إلى مؤسسات نسوية تشرف على إدارتها الدولة لا تتماشى أهدافها لأمن قريب ولا من بعيد مع أهداف المرأة الاهوازية وحينما طالبن مجموعة من النسوة الاهوازيات بالسماح لهن بتأسيس تجمع للنساء الاهوازيات العربيات اشترط عليهن المسئولين حذف كلمة العربيات من الطلب قبل أن يتم النظر فيه رغم الالتماسات المتكررة من قبل المتقدمات، وألان وبصعود المتشددين واستلام احمدي نجاد السلطة وإعلانه شن الحرب على الشعب العربي الأهوازي انعدمت أي فرصة لتأسيس أي تنظيم نسائي عربي مستقل في داخل الوطن.
رغم كل هذه العراقيل استطاعت المرأة الاهوازية أن تواكب عصر التطور وان تشق طريقها في الحصول على المعرفة وعلى الرتب الدراسية العليا وتساهم في العملية السياسية وقد حققت في هذا المجال تقدم غير مسبوق في تاريخها و ذلك يمكن القول أن المرأة العربية لااهوازية قد تخطت الغالبية العظمى من العوائق والعراقيل الاجتماعية والثقافية التي وضعت في طريقها وهي اليوم تشارك أخيه الرجل في تحمل أعباء النضال من اجل حقوق شعبها وسقطت منهن الشهيدات في ساحات النضال والمعتقلات في السجون الإيرانية وهي اليوم متواجدة تمارس عملها في كافة مجالات الحياة الاجتماعية.
لقد كتبت أحدى الأخوات الاهوازيات في مقالة لها قبل أيام وهي تعالج مشكلة المرأة الاهوازية جاء فيها: لا يمكن لنا أن نفكر بالتحرير والمساواة، دون تحرير عقولنا، لان أقدس واشرف التحرير هو تحرير العقل والفكر من كل ما هو مفروض علينا عرفيا كان ام دستوريا، وفي الحقيقة التحرير العقلي هو الضمان الوحيد لصحة قراراتنا وأفعالنا في باقي المجالات والكل يعلم أن التحرير الحقيقي لا يتحقق من خلال شعارات وهتافات سياسية وقومية بحته بل لابد من تحرير عقل الإنسان الأهوازي من كل القيود المتخلفة المفروضة عليه.
وطالما وصلت المرأة المثقفة الاهوازية إلى هذا المستوى من التفكير من هنا فأننا على ثقة تامة بأنها تمتلك من المقومات ومكامن القوة مما يجعلها فاعلة في عملية التطور والتقدم الاجتماعي وبهذه المناسبة لا يسعنا ألا إن نحي نضال المرأة في كافة أرجاء المعمورة كما نحي نضال المرأة العربية الاهوازية وتضحياتها ونبارك لها هذا العيد مع تحياتنا وتمنياتنا لها بمستقبل أكثر أملا وإشراقا وتطورا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش