الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثروة والتنمية في تونس إزدواجية لا تنتهي : فسفاط قفصة نموذجا.

بسام الرياحي

2018 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


تتزايد وتيرة الإحتجاجات الإجتماعية في تونس خلال الفترة الأخيرة بسبب البطء الكبير الذي يعرفه منوال التنمية الحالي وعجز الحكومات المتعاقبة منذ سقوط نظام بن على على الإيفاء بإستحقاقات الثورة والتنمية ككل.هذا العجز يعرى في كل مرة حجم التكلس والكساد الذي تعرفه المؤسسات والإدارات ومن وراء هذا القوانين والموارد البشرية، تزداد الصعوبات كلما عدنا جغرافيا للجهة الغربية من تونس أين فعل الإستعمار فعله من إستنزاف منظم لثروات طيلة أكثر من ستين سنة على غرار الفسفاط والحديد والجبس وحتى الثروات الفلاحية والموارد المائية ولعل منهج الدولة الوطنية مع الرئيس بورقيبة لم يقدر على معالجة الخلل المجالي والاقتصادي والإجتماعي.يعتبر الفسفاط في تونس أم القضايا المرتبطة بالتنمية قبل أن يظهر للعيان إستغلال شركات أجنبية كطوطال ومجموعة بريتش بتروليم لثروات قليلة لكنها مهمة مثل النفط، ثروة الفسفاط هي الممول الأول للإقتصاد الوطني ومصدر العملة الصعبة الأول للبلاد، قفصة هي إحدى الولايات الغربية التي كان لها على غرار الجنوب التونسي نصيب مهم في الكفاح ضد الإستعمار وكانت رافد نقابي مهم وداعم لحركات التحرر في البلدان المجاورة نذكر الجزائر خاصة في خمسينات القرن العشرين أين كان جيش الحدود الجزائري يرابض قرب غار الدماء ينتظر الذخائر التي تهرب عبر تلك المناطق مزودة بقطع ديناميت يهرب بعضها من مقاطع الفسفاط التونسي بقفصة، في السنوات الأخيرة يتوقف إنتاج الفسفاط وكل القطاعات المرتبطة به خاصة المجمع الكيميائي بقابس بصفة متواترة ينجر عنها خسائر كبيرة للمجموعة الوطنية أولا ثم إحتقان إجتماعي تتفاقم معه الخطابات الجهوية التي تنهض في ظل واقع تلك الجهات التي تفتقر للبنى التحتية، سوق إستهلاكية وحتى إستثمارات.أهالي قفصة رغم الإنتدابات التي تقترحها شركة فسفاط قفصة التي تتخذ من العاصمة مقرا لها في مفارقة عجيبة ورغم إنشاء شركات بيئية ووعود تشغيل ومناظرات جديدة، إلا أنهم يطالبون بإعطاء العيار المناسب لجهة تستنزف فيها مظاهر الحياة وتلوث مواردها المائية وتهدد فيها حياة الطفولة والإنسان بسبب التلوث...فسفاط قفصة هو العينة الأكثر وضوحا والمثال الصارخ على واقع التنمية في تونس، التنمية التي عجزت على تغيير واقع البشر والنهوض به إجتماعيا وإقتصاديا وحتى نفسيا، نحن في تونس نسمع سنويا عن ظواهر إحباط وإنتحار وإنقطاع كبير عن التعليم وزحف للأمية في عصر الرقمنة وربما الروبتة في المدي المتوسط، الحكومة الحالية التي يقودها اليمين الديني والليبرالي وأذرع المال الخليجي وأذغاث المستعمرين القدامي كفرنسا، لا تتعاطى بالشكل المطلوب مع مواضيع الثروات الوطنية ومقدرات البلاد.هناك ركوض مضني وغير مجدي لإستجلاب إستثمارات ذات قيمة مضافة ضعيفة وقروض تثقل كاهل البلد ومواطنيها دون التفطن إلى أن العلاج ذاتي وأن التنمية لا تستنسخ ولا تقلد ولا يمكن أن تكون شعارات.التنمية هي برامج وبناء قوانين ومؤسسات وتوظيف للموارد البشرية على ضوء مقدرات البلاد وما تتيحة من فرض إقلاع، التعليم وما يطرح من آفاق تمنع واقع الإستزاف البشري عن التوقف ، فلاحة للإكتفاء وقرأة للتاريخ والجغرافيا كيف كانت تونس بوابة بحرية لكن أيضا صحراوية حيوية... نحن في البلد تونس لا نزال نقول أنه لدينا من الشرفاء والطاقات البشرية ما يجعلنا نعتمد على أنفسنا ونطلق عنان تنمية تخدم الإنسان وتكبح مسارات الأحقاد والتباعد الجهوي الذي قد يكون خطر على مستقبل الوطن ككل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات