الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يقوم الرجل في معظم الأحيان بالتحرش الجنسي؟

حذام الودغيري

2018 / 3 / 8
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2018 - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها


يُعرّفُ التحرش الجنسي بصفته “ صيغة من الكلمات غير المرحّب بها أو الأفعال ذات الطابع الجنسي التي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو عدم الاحترام، أو الترويع، أو الإهانة، أو الإساءة، أو الترهيب، أو الانتهاك أو أنه مجرد جسد.“ (1)

و كما يُستشَفّ من التعريف، فإن التحرش الجنسيّ لا يقتصر على الرجال فقط، فهناك أيضا نساء متحرّشات، وإن كنّ إحصائيّاً أقلّ.
إلا أنني أودّ التذكير بحالات شائعة من التحرش الجنسي يقوم بها الرجل في العالم العربي، محاولة إيجاد بعض المبررات لها:
1ـ التحرّش الجنسي بالخادمات:
هذا النوع من التحرش ليس بجديد على المجتمع العربي، كما يريد البعض، فليس ”الا نفتاح الفضائي والتقني“ السبب في ذلك، وإن تفاقمت الظاهرة بشكل مهول في العقود الأخيرة، بسبب النعمة الحديثة التي نزلت على عدد من الناس، ونظرا لتحسن ظروف العيش عند البعض أو لضرورة عمل المرأة، فاستلزم ذلك اللجوء إلى مساعدات في الخدمات المنزلية، أو لتربية الأطفال.
هذه الظاهرة قديمة في العالم العربي الإسلامي الذي يعرف أكثر من غيره ثقافة الرقيق وما ملكت الأيمان، فهناك من الرجال من يشعر بالظلم وبالحسرة لأنه لم يعش مثل أجداده في زمان الوصل والشهوة وإشباع الغرائز مع الجواري والإماء وما ملكت اليمين. بل هناك من يتمنى أن يرجع زمن السبي والغزوات ليتم ذلك ! فحين يجد هذا النوع من البشر خادمة مستضعفة، مضطرة للشغل العنيف داخل عائلة أو أسرة ساقتها الأقدار السوداء إليها، فإنهم يرون فيها ما ينقصهم في زمانهم العفن،

2ـ التـحرّش الجنسي بالطّالبات،
ليس نادراً أن يتحرش أساتذة كبار ـ وصغار ـ من مختلف الكلّيات والمعاهد والتخصّصات بطالبات مقابل الإمداد بالمراجع، أو مقابل القبول بتسجيلهن في الماجيستير أو الدكتوراه، أو مقابل حصولهن على منحة دراسية أو على منصب في الجامعة… وإذا قوبلوا بالرّفض والصدّ، فإن هؤلاء الطالبات الجديرات يحصلن على علامات أقل مما يستحقن، أو يتم إبعادهنّ أو حرمانهنّ من الأقسام أو المنح التي هنّ أهل لها.
هؤلاء الأساتذة الذين يتميزون بالحقارة، وكان ينبغي لهم أن يكونوا عنوانا للأخلاق و لرقي الإنسان، في معظمهم ، يلجأون إلى هذه الوسائل المشينة، لأنهم ما زالوا يتذكرون أيام الكدّ والحرمان ، أيام عزوف الجميلات عنهم. أما وقد أصبح لديهم اسم ونفوذ فإنهم ينتقمون لأنفسهم من النساء ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا . فضلا، عن أن هؤلاء المتحرشين، رغم مقامهم العالي فإنهم لا يشعرون بقيمتهم ولا باحترام ذواتهم، لأنهم لو كانوا كذلك لما اضطرّوا للجوء إلى التهديد والابتزاز بأقذر الوسائل.
ويدخل في نفس النوعية ، المتحرشون في كل أماكن العمل بما فيها الأوساط الفنية والسياسية.

3ـ التحرش الجنسي في الشوارع والأماكن العامة
من العجائب أن تشعر المرأة بالأمان في الشارع العربي ، ولا داعي للتذكير بأنواع المممارسات المقرفة التي يقوم بها عدد غير قليل من الرجال من مختلف الأعمار والفئات في الأماكن والمواصلات العمومية.
هؤلاء الرجال ـ الذين تنقصهم الرجولة ـ يفتقرون إلى التربية والأخلاق. ولا أقصد تربية الأم فقط، كما يريد الكثيرون، ولكن أقصد تربية الأب، فالأب ـ أو من يحلّ محلّه ـ هو المثال الحيّ للتحرش وهو الذي يعطي القدوة لأبنائه في التعامل مع النساء.
ثم إن ثقافة ”المرأة عورة“ غالبا ما تجعل العربي في حالة هيجان شبقي متوحش، وفي حالة تأهب غريزية حادة، فكلما رأى امرأة، أو شبح امرأة، وإن كانت تحت خيمة، رأى فيها ”عورة“ . وهكذا، فعوض أن يفكر في تحسين وضعه، وفي كيفية الارتقاء بنفسه وإشغالها بتعلم مهارات جديدة …فإنه لا يرى في العالم سوى ”العورات“ فتعورّ عيناه، وتسد الحياة أبوابها في وجهه.

4ـ المجاملات التي تنقلب شتما
المجتمع العربي، مجتمع مجامل، حدّ النفاق غالبا. وكل عربي يعلم هذا. و يكفي إلقاء نظرة على الفيسبوك، أو انستجرام، لنرى من بعيد ما يقال في صور الصديقات والأصدقاء، أو من قريب ما يقال عن صورنا. الإطراء، يعطي لوناً وأوهاماً للحياة الكئيبة الرتيبة، لدرجة أننا نريد تصديقه، و ليست الغواني فقط من يغرّهن الثناء! أما الوجه الآخر للعملة، فإن من يجيد المغالاة في الإطراء، يجيد المغالاة أيضا في السبّ والقدح . وهذا أيضا نراه بنفس القدر، فالمجامل يمكنه أن ينقلب في لحظة من المدح إلى الهجاء !ويمكنه أن ينزلق في لحظة إلى متحرّش مؤذٍ بذيء.



(1)

https://harassmap.org/ar/what-sexual-harassment








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اجيبك ست حذام
عبد الحكيم عثمان ( 2018 / 3 / 8 - 10:04 )
انت استاذة طرحت سؤال لماذا يقوم الرجل بالتحرش وسأجيب على ما طرحت
ثقافة ملك اليمين والرقيق نعم وردت في نص قرآني ولكن هذه الثقافة بادت وانتهت مع انتهاء ماسمي بدولة الاسلام
ولم تعد لهذه الثقافة وجود في العالم العربي والاسلامي على اقل تقدير قبل 90 عام من الان او اكثر
الرقيق ثقافة بشرية ضاربة بالقدم قبل ظهور الاسلام وفي كل المجتمعات وفي كل الاعراق ولم تنحسر فقط للعرب
لذا تجدي الجنس الاسود ,ذو غالبية في بلاد الغرب عكسه في البلاد العربية
واكثر من نقل الانسان وساقهم كعبيد من مجاهل افريقيا هم الاوروبين وليسو العرب- واستخدام الخادمات في الغرب اكثر من استخدامهم لدى الشعوب العربية-
اما بخصوص تحرش الاساتذة بالطالبات فلايفعلها الا ناقص منحط الخلق وهذه ظاهرة تكاد تكون محدودة
اعود لاجيب جنابك الى ماطرحت
تمتاز المرأة بالخجل عكس الرجل ولو تتبعت عالم الحيوان لعلمت ان الفاعل في اقامة العلاقة الجنسية هو الذكر واعتقد هذه طبيعة غرزت في الرجل او الذكر لذا تجدين المبادرة يبدأها الذكر والنساء معروفات بالتمنع لذا يقال عنهن
يتمنعن وهن الراغبات- غير ارتفاع نسبة هرمون التسترون عند الرجل اكثر منه عند المرأة احترامي

اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان